الدعاء في السجود
السجود من أعظم مواطن إجابة الدعاء، فالإكثار في السجود بالدعاء قد أمر به شرعًا؛ وقد ثبت ذلك في السنة النبوية،[١] فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ)،[٢] وعن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ألَا وإنِّي نُهِيتُ أنْ أقْرَأَ القُرْآنَ رَاكِعًا، أوْ سَاجِدًا، فأمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فيه الرَّبَّ عزَّ وجلَّ، وأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا في الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ)،[٣] سواء في صلاة الفريضة أو في صلاة النافلة، وفي كل سجدة من الصلاة، يقول الشيخ ابن باز رحمه الله: "يشرع للمؤمن أن يدعو في صلاته في محل الدعاء سواء كانت الصلاة فريضة أو نافلة، ومحل الدعاء في الصلاة هو السجود، وبين السجدتين، وفي آخر الصلاة بعد التشهد والصلاة على النبي -صلّى الله عليه وسلم- وقبل التسليم"،[٤] إذا فالدعاء في السجود خير عظيم لا ينبغي على المسلم تفويته أو التفريط فيه، وعليه أن يكثر منه.[٤]
كيف أدعو الله في السجود؟
وردت أدعية ثابتة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للدعاء بها في السجود، وللمصلي أن يدعو بأحدها، وله أن يدعو بأكثر من دعاء منها،[٥] وهي:
- (سبحانَ ربِّيَ الأعلى).[٦]
- (سبُّوحٌ قدُّوسٌ، ربُّ الملائِكةِ والرُّوحِ).[٧]
- (سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا، وبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي).[٨]
- (اللَّهُمَّ لكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ).[٩]
- (سُبحانَ ذي الجبَروتِ والملَكوتِ والكِبرياءِ والعَظَمةِ).[١٠]
- (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ، وجِلَّهُ، وأَوَّلَهُ وآخِرَهُ وعَلانِيَتَهُ وسِرَّهُ).[١١]
- (اللَّهمَّ اغفِر لي ما أسررتُ وما أعلنتُ).[١٢]
- (اللَّهُمَّ اجْعَلْ في قَلْبِي نُورًا، وفي سَمْعِي نُورًا، وفي بَصَرِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ شِمَالِي نُورًا، وَأَمَامِي نُورًا، وَخَلْفِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا، وَتَحْتي نُورًا، وَاجْعَلْ لي نُورًا).[١٣]
أدعية جامعة تقال في السجود
الدعاء في السجود ليس له حد، بل للمسلم أن يدعو بما تقتضيه حاجته مما ييسّره الله له، والأفضل أن يبدأ بالأدعية المأثورة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم يدعو بما يشاء،[١] ومن الأدعية الجامعة من القرآن والسنة التي للمسلم أن يدعو بها في السجود وفي غير السجود:[١٤]
- {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.[١٥]
- {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.[١٦]
- {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}.[١٧]
- {رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.[١٨]
- {رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً}.[١٩]
- {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي}.[٢٠]
- {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}.[٢١]
- (اللَّهُمَّ أعِنِّي على ذِكرِكَ وشُكرِكَ وحُسنِ عِبادتِكَ).[٢٢]
- (اللَّهُمَّ أعُوذُ برِضَاكَ مِن سَخَطِكَ، وبِمُعَافَاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأَعُوذُ بكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أنْتَ كما أثْنَيْتَ علَى نَفْسِكَ).[٢٣]
- (اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرّ).[٢٤]
- (اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكٍَ).[٢٥]
- (اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ، القَبْرِ اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا).[٢٦]
- (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي).[٢٧].
المراجع
- ^ أ ب الشيخ ابن باز، "الدعاء في السجود ليس له حد محدود"، الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 16/4/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:482، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:479، حديث صحيح.
- ^ أ ب فريق موقع اسلام ويب (3/5/2009)، "الدعاء في السجود"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 16/4/2021. بتصرّف.
- ↑ د. محمد رفيق مؤمن الشوبكي (26/12/2015)، "أدعية السجود في الصلاة"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 16/4/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن حذيفة بن اليمان ، الصفحة أو الرقم:333، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:487، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4293 ، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:771، حديث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عوف بن مالك الأشجعي، الصفحة أو الرقم:1131، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 483، حديث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1123، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:763، حديث صحيح.
- ↑ فريق موقع صيد الفوائد، "جوامع الدعاء"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 16/4/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:201
- ↑ سورة البقرة، آية:286
- ↑ سورة ال عمران، آية:8
- ↑ سورة ال عمران، آية:16
- ↑ سورة الكهف، آية:10
- ↑ سورة طه، آية:25-26
- ↑ سورة النمل، آية:19
- ↑ رواه الوادعي، في الصحيح المسند، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:886 ، حديث حسن.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:486 ، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2720 ، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2739، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زيد بن أرقم، الصفحة أو الرقم:2722، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن طارق بن أشيم الأشجعي، الصفحة أو الرقم:2697، حديث صحيح.