الدعاء بظهر الكفين

ثبت عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنّه دعا بظهر الكفين، ففي الحديث عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنّه: (اسْتَسْقَى، فأشَارَ بظَهْرِ كَفَّيْهِ إلى السَّمَاءِ)،[١] قال النووي -رحمه الله-: " قال جماعة من أصحابنا وغيرهم: السنة في كل دعاء لرفع بلاء كالقحط ونحوه أن يرفع يديه ويجعل ظهر كفيه إلى السماء، وإذا دعا لسؤال شيء وتحصيله جعل بطن كفيه إلى السماء".[٢]


صفة رفع اليدين عند الدعاء

لرفع اليدين في الدعاء صفتين بيّنهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهما على ما يأتي:[٣]

  • الأولى: الصفة المعروفة في رفع اليدين في الدعاء، بأن يكون بطن الكف إلى السماء، وظهرها إلى الأرض، وهذا عند طلب المرغوب وتحصيله، فقد أخرج الإمام مسلم أن النبيّ صلى الله عليه وسلم-: (اسْتَسْقَى، فأشَارَ بظَهْرِ كَفَّيْهِ إلى السَّمَاءِ).[٤]
  • الثانية: أن يكون ظهر الكف إلى السماء وبطنها إلى الأرض، وذلك عند الدعاء لرفع البلاء، كنزول وباءٍ ونحوهِ.


الحكمة من تقدير الله تعالى البلاء على العبد

قد يبتلي الله تعالى عباده بأنواع الابتلاءات العديدة؛ من الغنى والفقر والشدّة والرخاء والصحة والسّقم، كما قال الله -سبحانه وتعالى-: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}،[٥]وقال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}،[٦] والواجب على المسلم أن يصبر على أقدار الله تعالى الله ولا يسخط، ولا شيء أنفع للمؤمن تجاه الابتلاءات من الدعاء وحسن الظن بالله -سبحانه وتعالى- والرضا، كما أنَّ البلاء الذي قدّره الله تعالى للمؤمن يكون كلّه رحمًة، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (عجبًا لأمرِ المؤمنِ إنَّ أمرَه كلَّه خيرٌ إنْ أصابَتْه سرَّاءُ شكَر وإنْ أصابَتْه ضرَّاءُ صبَر وكان خيرًا له وليس ذلك لأحدٍ إلَّا للمؤمنِ)،[٧] والحكمة من تقدير الله تعالى البلاء على العبد ما يأتي:[٨]

  • رفع لدرجات العبد، وزيادة في حسناته، كما هو الحال في ابتلاء الله -سبحانه وتعالى- لأنبيائه -عليهم السلام-، ففي الحديث يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أشَدُّ الناسِ بَلاءً الأنبياءُ، ثم الأَمثَلُ فالأَمْثَلُ، يُبْتَلى الرجُلُ على حسَبِ دِينِه، فإنْ كان في دِينِه صُلبًا اشتَدَّ بَلاؤه، وإنْ كان في دِينِه رِقَّةٌ ابتُلِيَ على حَسَبِ دِينِه، فما يبْرَحُ البَلاءُ بالعَبدِ حتى يَترُكَه يَمشي على الأرضِ، وما عليه خَطيئةٌ).[٩]
  • تكفير الخطايا، ومحو للسيئات، كما في الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ).[١٠]


وقد يكون البلاء عقابًا على بعض الذنوب التي اقترفها العبد، ففي الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ الرَّجلَ ليُحرمُ الرِّزقَ بالذَّنبِ يُصيبُه)،[١١] أو لتمحيص المؤمنين، ومباينتهم عن المنافقين، قال الله -سبحانه وتعالى-: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}.[١٢][٨]


المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:896، حديث صحيح.
  2. "الدعاء بظهر الكفين"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 9/4/2021. بتصرّف.
  3. "صفة رفع اليديين عند الدعاء"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 9/4/2021. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:896، حديث صحيح.
  5. سورة البقرة، آية:155
  6. سورة الأنبياء، آية:35
  7. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن صهيب، الصفحة أو الرقم:2896، حديث أخرجه ابن حبان في صحيحه.
  8. ^ أ ب "أسباب البلاء، وأدعية كشفه"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 9/4/2021. بتصرّف.
  9. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سير أعلام النبلاء، عن سعد، الصفحة أو الرقم:160، حديث صحيح.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5641، حديث صحيح.
  11. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسل، الصفحة أو الرقم:289، حديث إسناده صحيح.
  12. سورة العنكبوت، آية:2 3