الدعاء عند سماع الأذان

الدعاء مشروع إمّا أثناء الأذان وإمّا بعده، مع أن الأحاديث في الدعاء بعده أكثر وأصرح، ويمكن تحديد مواضع استجابة الدعاء وقت الأذان إلى ثلاثة مواضع، فالموضع الأول أثناء الأذان، والموضع الثاني بعد انتهاء الأذان مباشرة، والموضع الثالث ممتد ما بين انتهاء الأذان حتى إقامة الصلاة، فيكون وقت الأذان كله موضع دعاء، وقد وردت عدة أحاديث نبوية في مشروعية الدعاء وقت الأذان وتدل على تقسيم هذه الأوقات، وإن كان العلماء قد اختلفوا في ذلك، كما وردت بعض الأدعية المخصوصة التي تقال في بعض هذه الأوقات، وله كذلك أن يدعو بما يشاء، وعلى من أراد الدعاء أثناء الأذان أن لا ينشغل بالدعاء عن ترديد الأذان خلف المؤذن، فالترديد أفضل في هذا الوقت من الدعاء وأفضل حتى من قراءة القرآن، فهو ذكر خاص، وله وقت محدد فيفوت بفوات هذا الوقت، فإن تزاحم عليه الأمران، وتداخل الدعاء مع ترديد الأذان، فعليه تقديم ترديد الأذان خلف المؤذن على الدعاء، حتى لا يفوته الترديد، ويمكنه أن يستدرك الدعاء بعد انتهاء الأذان.[١]


هل الدعاء وقت الأذان مستجاب؟

وردت عدّة أحاديث نبوية تدل على أنَّ الدعاء مستجاب أثناء الأذان، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا نادى المنادي فُتحت أبوابُ السماءِ، واستُجيبَ الدُّعاءُ)،[٢] وقال عليه السلام الصلاة والسلام: (ثِنتانِ لا تُردَّانِ أو قلَّما تردَّانِ: الدُّعاءُ عندَ النِّداءِ وعندَ البأسِ حينَ يَلحَمُ بَعضُهُم بَعضًا)،[٣] وقد روي عن ابن عمر رضي الله عنه قال: "كان يُأمر بالدعاء عند أذان المؤذنين"، ويقول البهوتي في كشاف القناع: "ويتحرى الداعي أوقات الإجابة وهي: الثلث الأخير من الليل، وعند الأذان والإقامة"،[٤] أما الوارد من الدعاء أثناء الأذان فهو:

  • الترديد مع المؤذن: "اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، أشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ، لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ، اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ"، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا سمعتُمُ المؤذِّنَ فقولوا مثلَ ما يقولُ).[٥]
  • الدعاء عند الشهادتين: قال صلى الله عليه وسلم: (مَن قال حينَ يَسْمَعُ المؤذنَ: وأنا أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، رضيتُ باللهِ ربًّا، وبمحمدٍ رسولًا، وبالإسلامِ دينًا غُفِرَ له).[٦]


الدعاء عند انتهاء الأذان مباشرة

ورد في الحديث النبوي أن رجلا قال: يا رسول الله إن المؤذِّنينَ يفضُلونَنَا، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ: (قُل كما يَقولونَ، فإذا انتهَيتَ فسَلْ، تُعطَه)،[٧] وهذا الحديث دليل على مشروعية الدعاء بعد الأذان، وأنه مستجاب، وأنه يدعوا بما يشاء من الدعاء غير ما ورد،[١] أما الوارد من الأدعية بعد الأذان:

  • "اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثمَّ صلُّوا عليَّ، فإنَّهُ من صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى اللَّهُ عليْهِ بِها عشرًا، ثمَّ سلوا ليَ الوسيلةَ فإنَّها منزلةٌ لا تنبغي إلَّا لعبدٍ من عبادِ اللَّهِ وأرجو أن أَكونَ أنا هو، ومن سألَ ليَ الوسيلةَ حلَّت عليْهِ الشَّفاعةُ).[٥]
  • "اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودًا الذي وعدته"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن قالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هذِه الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، والصَّلَاةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ، وابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الذي وعَدْتَهُ، حَلَّتْ له شَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ).[٨]


الدعاء بين الأذان والإقامة

لم يثبت أدعية خاصة محددة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يقال بين الأذان والإقامة، ولكن يستحب للمسلم أن يدعو بما يحب من أدعية تجمع خيري الدنيا والآخرة، ومن المستحب أن يحرص على جوامع الدعاء،[٩]قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يُردُّ الدعاءُ بين الأذانِ والإقامةِ).[١٠]


المراجع

  1. ^ أ ب فريق موقع الاسلام سؤال وجواب (26-3-2019)، "هل يشرع الدعاء أثناء الأذان؟"، الاسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 3-3-2021. بتصرّف.
  2. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:862 ، حديث صحيح.
  3. رواه الألباني، في الكلم الطيب، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:76، حديث حسن صحيح.
  4. فريق موقع اسلام ويب (10-3-2003)، "منزلة الدعاء عند الأذان والإقامة"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 3-3-2021. بتصرّف.
  5. ^ أ ب رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:3614، حديث صحيح.
  6. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن سعد بن أبي وقاص ، الصفحة أو الرقم:525، حديث صحيح.
  7. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عبدالله بن عمرو ، الصفحة أو الرقم:267، حديث صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله ، الصفحة أو الرقم:614، حديث صحيح.
  9. عزمي إبراهيم عزيز، "الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة "، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 3-4-2021. بتصرّف.
  10. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:521، حديث صحيح .