الخشوع

معنى الخشوع هوالطمأنينة والإخبات في العبادات، وقيل في تعريفه: "هو قيام القلبِ بين يدَيِ الرَّبّ بالخضوع والذُّلّ"، وهو قيام القلب في وقت المناجاة وحضوره، وليس فقط قيام الجوارح، فهذا قد يستوي فيه الخاشع وغير الخاشع، وهو الانشغال بالوقوف بين يدي الله سبحانه خالق السماوات والأرض وقفة الخاضع الذليل، من غير أن ينصرف ذهنه في أمور الدنيا، ولا أن تشغله وساوس الشّيطان، فإن تنبه إلى ذلك خضع قلبه مع خضوع جوارحه، وعليه أن يعلم أنَّه واقف بين يدي سيده ومدبر أموره، المطلع على أحواله، وأفعاله، وأقواله، قال السّعدي رحمه الله: "وأمّا الخشوع فهو حضور القلب وقت تلبُّسِهِ بطاعة الله، وسكون ظاهرِه وباطِنِهِ، فهذا خشوع خاصّ، وأمّا الخشوع الدّائم الذي هو وصف خواصّ المؤمنين فينشأ من كمال معرفة العبد بربّه ومراقبته، فيستولي ذلك على القلب كما تستولي المحبّة".[١]


الخشوع في الدعاء

لا بدَّ من اقتران الدعاء والذّكر بعمل القلب وحضوره، ولا بدَّ من استشعار ما يردده اللسان من دعوات، وما ينطق به من ذكر الله تعالى، قال ابن القيم رحمه الله عن الخشوع في الدعاء: "وكذلك الدعاء فإنَّه من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب، ولكن قد يتخلف عنه أثره إمَّا لضعفه في نفسه بأن يكون دعاءً لا يحبه الله لما فيه من العدوان، وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله وجمعيته عليه وقت الدعاء فيكون بمنزلة القوس الرخو جداً فإنَّ السهم يخرج منه خروجاَ ضعيفاً، وإما لحصول المانع من الإجابة من أكل الحرام والظلم ورين الذنوب على القلوب واستيلاء الغفلة والسهو واللهو وغلبتها عليها"، فإنَّ غفلة القلب والإعراض عن تدبر الدعاء واستحضار معانيه، قد يكون المانع من الشعور بأثر الدعاء،[٢] وهذا ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ادْعُوا اللهَ وأنتمْ مُوقِنُونَ بالإجابةِ، واعلمُوا أنَّ اللهَ لا يَستجيبُ دُعاءً من قلْبٍ غافِلٍ لَاهٍ).[٣][١]


موانع الخشوع في الدعاء

إن الدعاء من أهم وأنفع أسباب دفع الأذى والمكروه، وطلب الخير والنفع، ولكنَّ الداعي قد لا يشعر بأثر الدعاء عليه في حال دعائه، أو بعد دعائه، فإما أن يكون ذلك لضعف في استحضار القلب وعدم استجماعه وقت الدعاء، وعدم الإقبال على الله بإخلاص، أو لضعف في ألفاظ الدعاء، أو أن يكون دعاءً بعدوان أو غير ذلك مما لا يحبه الله ولا يرضاه، وإما لأنَّ هناك موانع لإجابة الدعاء كأكل الحرام، أو الظلم، أو الذنوب الكثيرة التي تجعل على القلوب طبقة من الرّان، فتستولي الغفلة على القلب، فيصبح ساهياً لاهياً، فأشبه ما يكون الدعاء حينها بالقوس الضعيف الرخو، الذي يخرج منه السهم خروجا ضعيفًا.[٤]


الأسباب المعينة للخشوع في الدعاء

  • كثرة اللجوء لله تعالى والتضرع إليه أن يرزقه الخشوع.[٥]
  • تدبر وفهم معاني ومفردات ما يقول من أدعية وأذكار.[٥]
  • استشعار الوقوف بين يدي الله سبحانه، وأنه مطّلع على سرّه وعلانيته.[٥]
  • التركيز في الدعاء وعدم الانشغال بالأمور الدنيوية.[٥]
  • الابتعاد عن المشتتات، مثل الصور والزخارف، أوالصخب واللغط أثناء الدعاء.[٥]
  • استحضار مناجاة الله تعالى، والتلذذ بها.[٥]


المراجع

  1. ^ أ ب أبو سليمان المختار بن العربي (10/3/2012)، "كيف تكون عبدا خاشعا لله في حياتك وصلاتك"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 10/4/2021. بتصرّف.
  2. فريق موقع اسلام ويب (28/12/2010)، "حضور القلب عند ذكر الله تعالى ودعائه"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 10/4/2021. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3479، حديث حسن.
  4. خالد عبد المنعم الرفاعي (6/6/2018)، "لماذا لا يستجيب الله الدعاء؟ "، طريق الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 10/4/2021. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح فريق موقع اسلام ويب (1/2/2015)، "معنى الخشوع وأهميته وكيفية حصوله"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 10/4/2021. بتصرّف.