أحب الدعاء إلى الله في أوقات مخصوصة

كلّ الدعاء إلى الله -تعالى- محبوبٌ إذا وافق حضور القلب، وتوجّه النّفس، وراعى فيه العبد آداب مناجاة الله -سبحانه-، وتحرّى فيه مواطن الإجابة؛ كيوم الجمعة، والثلث الأخير من الليل، وأدبار الصلوات، والسجود، وغيرها.[١]


وتحقيقاً للمسألة يجد الباحث أنّ هناك أدعيةً محدَّدةً في أوقاتٍ معيَّنةٍ أحبّ من غيرها وِفق ما أُثِر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا المقال يتناول هذا الموضوع، ويستعرض هذه الأدعية بشيءٍ من التفصيل.


أحب الدعاء إلى الله في العشر الأواخر من رمضان



يُستحبّ الإكثار من دعاء: "اللهم إنك عفوٌّ تحبّ العفو فاعف عنّي" في العشر الأواخر من رمضان، فعن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قال: (قلْتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ إنْ علِمْتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي). [أخرجه الترمذي، حسن صحيح]




أحب الدعاء إلى الله في يوم عرفة



يُستحب الثناء على الله -تعالى- في يوم عرفة بقول: "لا إلَهَ إلَّا الله وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ، وَهوَ على كلِّ شَيءٍ قديرٌ"، فقد قال -عليه الصلاة والسلام-: (خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ، وخيرُ ما قلتُ أَنا والنَّبيُّونَ من قبلي: لا إلَهَ إلَّا الله وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ، وَهوَ على كلِّ شَيءٍ قديرٌ). [أخرجه الترمذي، وحسّنه الألباني]




أحب الدعاء إلى الله في قنوت الوتر



علّم النبي -صلى الله عليه وسلم- الحسن -رضي الله عنه- دعاءً جامعاً لخيريّ الدنيا والآخرة في القنوت، فعن الحسن -رضي الله عنه- قال: (علَّمني رسولُ صلَّى عليْهِ وسلَّمَ كلماتٍ أقولُهنَّ في الوترِ، اللَّهمَّ اهدِني فيمن هديت، وعافِني فيمن عافيتَ، وتولَّني فيمن تولَّيتَ، وبارِك لي فيما أعطيتَ، وقني شرَّ ما قضيتَ، إنَّكَ تقضي ولا يقضى عليْكَ، وإنَّهُ لا يذلُّ من واليتَ، ولا يعزُّ من عاديتَ، تبارَكتَ ربَّنا وتعاليتَ). [أخرجه أبو داود، وصحّحه الألباني]




أحب الأدعية المأثورة إلى الله

إنّ الدّعاء واللجوء إلى الله -سبحانه- بصدقٍ وإخلاصٍ كلّه محبوبٌ إلى الله -تبارك وتعالى-، ومن الأدعية المحبوبة إليه -تعالى- ما كان في ثنايا القرآن الكريم الذي يعلو ولا يُعلى عليه، ويعقبه الأدعية النبوية بجوامع الكلم التي تجمع بين خيريّ الدنيا والآخرة، وسيتمّ فيما يأتي ذكر بعض أدعية القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة:


أدعية من القرآن الكريم

تضمّن القرآن الكريم على العديد من الأدعية الكريمة، ومنها ما يأتي:



  • (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ). [البقرة:201]





  • (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ). [البقرة:286]





  • (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ). [آل عمران:8]





  • (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ). [آل عمران:147]





  • (أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ* وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ). [الأعراف:155،156]





  • (حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ). [التوبة:129]





  • (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ). [إبراهيم:40]





  • (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ). [إبراهيم:41]





  • (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ). [الأنبياء:87]




أدعية من جوامع الكلم في السنة النبوية

من الأدعية النبوية الشريفة الجامعة لخيريّ الدنيا والآخرة ما يأتي:



  • (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ والهَرَمِ، والمَغْرَمِ والمَأْثَمِ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِن عَذابِ النَّارِ وفِتْنَةِ النَّارِ، وفِتْنَةِ القَبْرِ وعَذابِ القَبْرِ، وشَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وشَرِّ فِتْنَةِ الفَقْرِ، ومِنْ شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطايايَ بماءِ الثَّلْجِ والبَرَدِ، ونَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطايا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وباعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطايايَ كما باعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ). [أخرجه البخاري]





  • (رَبِّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وجَهْلِي، وإسْرَافِي في أمْرِي كُلِّهِ، وما أنْتَ أعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطَايَايَ، وعَمْدِي وجَهْلِي وهَزْلِي، وكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ). [أخرجه البخاري]





  • (اللَّهُمَّ اجْعَلْ في قَلْبِي نُورًا، وفي بَصَرِي نُورًا، وفي سَمْعِي نُورًا، وعَنْ يَمِينِي نُورًا، وعَنْ يَسارِي نُورًا، وفَوْقِي نُورًا، وتَحْتي نُورًا، وأَمامِي نُورًا، وخَلْفِي نُورًا، واجْعَلْ لي نُورًا). [أخرجه البخاري]





  • (اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ). [أخرجه البخاري]





  • (اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما عَمِلْتُ، وَشَرِّ ما لَمْ أَعْمَلْ). [أخرجه مسلم]





  • (اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ إلَهِي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ). [أخرجه البخاري]





  • (اللَّهُمَّ إنِّي أسأَلُكَ العفو والعافيةَ في الدُّنيا والآخِرةِ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ العَفوَ والعافيةَ في دِيني ودُنيايَ وأهلي ومالي، اللَّهمَّ استُرْ عَوراتي وآمِنْ رَوْعاتي، واحفَظْني مِن بَينِ يَدَيَّ ومِن خَلْفي، وعن يَميني وعن شِمالي، ومِن فَوْقي، وأعوذُ بعَظَمَتِكَ أنْ أُغتالَ مِن تَحْتي). [أخرجه ابن ماجه، وصحّحه الألباني]



المراجع

  1. "أماكن وأوقات إجابة الدعاء"، الإسلام سؤال وجواب، 23/7/2004، اطّلع عليه بتاريخ 26/6/2023. بتصرّف.