هل يوجد دعاء خاص بليلة الخميس؟

إنّ الدعاء وذكر الله -سبحانه- مشروعٌ في كلّ وقت، إلا أنّه لم يرد عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- تخصيص دعاءٍ معيَّنٍ في ليلة الخميس، وبناءً على ذلك فلا يُشرع للمسلم أن يُخصِّص دعاءً معيَّناً في ليلة الخميس، أو نشره ودلالة الناس عليه، لأنّ الدعاء عبادة، وتخصيصه بوقتٍ وصيغةٍ معيّنة يحتاج إلى دليلٍ شرعي، وإلا كان بِدْعة.[١]


أمّا الدعاء والذكر على وجه العموم فهو مستحبٌّ في جميع الأيام، فيُشرع للمسلم أن يدعو الله -تعالى- بما أحبّ في كلّ وقتٍ دون تخصيصٍ بغير دليل، بدليل قول الله -تبارك وتعالى-: (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ)،[٢] وقوله: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).[٣]


أدعية مقترحة ليلة الخميس وغيرها من الليالي

أوضحنا فيما سبق عدم جواز تخصيص ليلة الخميس وغيرها من الأيام بأدعيةٍ محدَّدةٍ بغير دليل، ولكن يُشرع للمسلم عموماً أن يدعو الله -تعالى- بما شاء وأحبّ وبما فتح الله عليه من الدعاء بقضاء حاجاته أو بالأدعية النبوية الشريفة، ومن ذلك أذكار المساء، وأذكار ما قبل النوم، وغيرها من الأدعية العامة التي تُشرع في كلّ الأيام، ونذكر بعض الأدعية المقترحة فيما يأتي:


من أدعية المساء



  • (أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى المُلْكُ لِلَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهو علَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ هذِه اللَّيْلَةِ، وَأَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ هذِه اللَّيْلَةِ وَشَرِّ ما بَعْدَهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ وَسُوءِ الكِبَرِ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عَذَابٍ في النَّارِ وَعَذَابٍ في القَبْرِ). [أخرجه مسلم]





  • (اللَّهمَّ بك أمسينا، وبك أصبحنا، وبك نحيا، وبك نموتُ، وإليك المصيرُ). [أخرجه ابن ماجه، وصححه الألباني]





  • (اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ). [أخرجه البخاري]





  • (اللَّهُمَّ إنِّي أَسألُكَ العفوَ والعافيةَ في ديني ودُنيايَ وأَهلي ومالي، اللَّهُمَّ استُرْ عَوراتي، وآمِنْ رَوْعاتي، اللَّهُمَّ احْفَظْني مِن بيْنِ يدَيَّ، ومِن خَلْفي، وعنْ يميني، وعنْ شِمالي، ومِن فَوْقي، وأَعوذُ بعظَمتِكَ أنْ أُغتالَ مِن تحتي). [أخرجه الحاكم، صحيح الإسناد]





  • (بسمِ اللهِ الَّذي لا يَضُرُّ مع اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ وهو السَّميعُ، ثلاثَ مرَّاتٍ). [أخرجه الحاكم، صحيح الإسناد]




من أدعية وأذكار ما قبل النوم



  • قراءة آخر آيتين من سورة البقرة، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ قَرَأَ بِالْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ). [أخرجه البخاري]





  • (اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ نَفْسِي إلَيْكَ، ووَجَّهْتُ وجْهِي إلَيْكَ، وفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، وأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَغْبَةً ورَهْبَةً إلَيْكَ، لا مَلْجَأَ ولا مَنْجا مِنْكَ إلَّا إلَيْكَ، آمَنْتُ بكِتابِكَ الذي أنْزَلْتَ، وبِنَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ). [أخرجه البخاري]





  • (سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبِّي بكَ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لَهَا، وإنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بما تَحْفَظُ به عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ). [أخرجه مسلم]





  • (اللَّهُمَّ خَلَقْتَ نَفْسِي، وَأَنْتَ تَوَفَّاهَا، لكَ مَمَاتُهَا وَمَحْيَاهَا، إنْ أَحْيَيْتَهَا فَاحْفَظْهَا، وإنْ أَمَتَّهَا فَاغْفِرْ لَهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ العَافِيَةَ). [أخرجه مسلم]




من الأدعية المشروعة

يُمكن للمسلم أن يدعو الله -تعالى- بما شاء من الأدعية المشروعة في ليلة الخميس وفي غيرها من الليالي، وقد ثبت في فضل الدعاء في الليل قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يَتَنَزَّلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له).[٤]


وخير ما يدعو به المسلم هو الأدعية المأثورة الجامعة لخيريّ الدنيا والآخرة، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر والإلزام فيما يأتي:



  • (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ). [البقرة:201]





  • (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ النَّارِ وعَذابِ النَّارِ، وفِتْنَةِ القَبْرِ وعَذابِ القَبْرِ، وشَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى وشَرِّ فِتْنَةِ الفَقْرِ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ قَلْبِي بماءِ الثَّلْجِ والبَرَدِ، ونَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطايا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وباعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطايايَ كما باعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ، والمَأْثَمِ والمَغْرَمِ). [أخرجه البخاري]





  • (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى). [أخرجه مسلم]





  • (يا حيُّ يا قيُّومُ برحمتِكَ أَستغيثُ، أَصلِحْ لي شأني كُلَّهُ، ولا تَكِلْني إلى نَفسي طرْفةَ عينٍ). [أخرجه الحاكم، صحيح على شرط الشيخين]



المراجع

  1. "هذا الدعاء لم يرد عن النبي"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 13/4/2023. بتصرّف.
  2. سورة الأحزاب، آية:35
  3. سورة البقرة، آية:186
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6321، صحيح.