الدعاء أثناء الحيض
يجوز للمرأة الحائض أو النفساء الدعاء أثناء الحيض، ولا حرج عليها في ذلك، كما يجوز لها أن تدعو في جماعةٍ من النساء، وأن يؤمَّنوا على دعائها، ولها الدعاء بما شاءت، حتّى وإن كانت هذه الأدعيةٌ آياتٍ من القرآن الكريم، أو كانت ممّا أُثر عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ فالحيض لا يمنع المرأة إلّا من الصلاة والصيام، أمّا سائر العبادات من دعاءٍ وذكرٍ، فلا حرج في أن تقولها وهي حائضٌ، وكذلك قراءة القرآن على الصحيح من أقوال أهل العلم.[١]
من آداب الدعاء
إنّ للدعاء آدابًا كثيرةً، يستحبّ للداعي أن يراعيها ويمتثلها أثناء الدعاء، ومن هذه الآداب ما يأتي:[٢]
- الخشوع واستحضار القلب، والإخلاص لله -تعالى- عند الدعاء.
- استقبال القبلة عند الدعاء.
- حمد الله -تعالى- والثناء عليه قبل الشروع في الدعاء.
- الاعتراف بالتقصير والذنب والافتقار إلى الله عند الدعاء، واستشعار ذلك.
- تكرار الدعاء والإلحاح فيه.
- اليقين بالإجابة، وعدم التعجّل.
- الدعاء بالخير لنفسه وغيره؛ إذ يحرم على المسلم الدعاء بإثمٍ أو قطيعة رحمٍ.
- الدعاء بالأدعية المأثورة الثابتة بنصوص القرآن الكريم والسنّة النبويّة الشريفة.
من الأدعية المأثورة
يشرع للمسلمة في كلّ وقتٍ وعلى أيّ حالٍ كانت، أن تتوجه إلى الله -تعالى- بالدعاء، وتسأله ما شاءت، ويستحبّ لها الدعاء بالأدعية المأثورة الواردة في القرآن الكريم، وفي سنّة النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وفيما يأتي ذكرٌ لجملةٍ من هذه الأدعية.
أدعيةٌ مأثورةٌ من القرآن الكريم
فيما يأتي ذكرٌ لجملةٍ من الأدعية المأثورة من القرآن الكريم:[٣]
(رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيم).[سورة القرة، آية:127-128]
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[سورة البقرة، آية:201]
(رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[سورة البقرة، آية:286]
(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ).[سورة آل عمرتن، آية:8]
(رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ).[سورة آل عمران، آية:38]
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[سورة آل عمران، آية:147]
(رَبَّنَا اغفِر لي وَلِوالِدَيَّ وَلِلمُؤمِنينَ يَومَ يَقومُ الحِسابُ).[سورة إبراهيم، آية:41]
(رَبِّ اشرَح لي صَدري* وَيَسِّر لي أَمري* وَاحلُل عُقدَةً مِن لِساني* يَفقَهوا قَولي).[سورة طه، آية:25-28]
أدعيةٌ مأثورةٌ من السنة
فيما يأتي ذكرٌ لجملةٍ من الأدعية المأثورة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-:
(اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي؛ فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ).[رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن شداد بن أوس، الصفحة أو الرقم:6306، حديث صحيح.]
(اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وَجَهْلِي، وإسْرَافِي في أَمْرِي، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي جِدِّي وَهَزْلِي، وَخَطَئِي وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ).[رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:2719، حديث صحيح.]
(اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي).[رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3513، حسن صحيح.]
(اللهم إني أسألُك العافيةَ في الدنيا والآخرةِ، اللهم إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استرْ عورتي وآمنْ روعاتي، اللهم احفظْني مِن بين يديَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذُ بعظمتِك أن أُغتالَ مِن تحتي).[رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:5074، صححه الألباني.]
(اللهم أَعِنِّي على ذِكْرِكَ، وشُكْرِكَ، وحُسْنِ عبادتِكَ).[رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم:7969، حديث صحيح.]
(اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ).[رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2823، حديث صحيح.]
مواضيع أُخرى:
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 3708. بتصرّف.
- ↑ محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 20-21. بتصرّف.
- ↑ سعيد بن وهب القحطاني، الدعاء من الكتاب والسنة، صفحة 15-25. بتصرّف.