حسن الظن والرجاء بالله تعالى
إنَّ من أهم ما يجعل دعاء المسلم مُستجابًا مقبولًا، أن يكون محسنًا الظن والرجاء بالله تعالى، فإنَّ حسن الظن بالله تعالى شعبةٌ من شعب الإيمان، وأيضًا فإنَّ حسن الظن بالله تعالى واجب شرعيٌّ يجب أن يتصف به المسلم في كلّ شؤونه، وأن يكون مع حسن ظنّه بربّه تعالى وجلٌ خائفٌ مشفقٌ، فيكون بين الخوف والرجاء سائرٌ إلى الله تعالى، كما قال الله تعالى عن الأنبياء -عليهم السلام-: {وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}،[١] وعند الدعاء يجب على المسلم أن يغلِّب حسن الظن والرجاء بالله -تعالى- ليكون أقرب في إجابته وقبوله عند الله، وفي الحديث القدسي يقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن ربّه -تبارك وتعالى-: (أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي)،[٢] ومعنى حسن الظن بالله -تعالى- كما يقول الإمام النووي -رحمه الله تعالى-: " قال العلماء: معنى حسن الظن بالله تعالى أن يظن أنَّه يرحمه، ويعفو عنه، قالوا: وفي حالة الصحة يكون خائفًا راجيًا، ويكونان سواء، وقيل: يكون الخوف أرجح، فإذا دنت أمارات الموت غلب الرجاء أو محضه؛ لأنَّ مقصود الخوف الانكفاف عن المعاصي والقبائح، والحرص على الإكثار من الطاعات، وقد تعذر ذلك، أو معظمه في هذه الحال، فاستحب إحسان الظن، المتضمن للافتقار إلى الله تعالى، والإذعان له".[٣]
كيف يقبل الله الدعاء؟
هنالك أمورٌ يجب على المسلم فعلها حتى يكون دعاؤه مستجابًا منها ما يأتي:[٤]
- أن لا يستعجل المسلم استجابة الدعاء حتى لا يترك الدعاء، ففي الحديث يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، ما لَمْ يَدْعُ بإثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، ما لَمْ يَسْتَعْجِلْ قيلَ: يا رَسُولَ اللهِ، ما الاسْتِعْجَالُ؟ قالَ: يقولُ: قدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذلكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ).[٥]
- أن يدعو المسلم ربه تعالى وهو موقن بأنَّ الله تعالى سيستجيب دعاءه، فإنَّ ذلك مما يجعل الدعاء أقرب وأرجى للقبول، والمقصود باليقين: حسن الظن بالله تعالى.
- أن يتحرّى المسلم أكل الحلال وترك المعاصي؛ لأنَّ الحرام وفعل السيئات من موانع استجابة الدعاء، ففي الحديث عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: (ثمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[٦]
- أن يتوسل المسلم إلى الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، كما قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}.[٧]
أوقات يُستجاب فيها الدعاء
ينبغي للمسلم أن يجتهد في الدعاء عمومًا في كلِّ وقتٍ وحين، وأن يحرص كل الحرص أن يجتنب الأسباب المانعة من استجابة الدعاء مثل؛ الدعاء بقلبٍ غافلٍ ساهٍ، وأكل الحرام والتغذي به، والدعاء بالإثم أو بقطيعة الرحم، وفي المقابل فعليه أن يدعو بقلبٍ موقنٍ بالإجابة ممتلىٌ بحسن الظنّ والرجاء بالله تعالى، وهناك أوقات يزيد فيها رجاء إجابة الدعاء والتي ينبغي على المسلم تحرّيها مثل:[٨]
- الثلث الأخير من الليل.
- وبين الأذان والإقامة.
- عند الأذان، وعند السجود.
- الساعة التي في يوم الجمعة.
- أدبار الصلوات.
- عند نزول المطر.
- عند التقاء الجيشين للقتال.
- عند الإفطار من الصيام للصائم
المراجع
- ↑ سورة الأنبياء، آية:90
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7505، حديث صحيح.
- ↑ "معنى حسن الظن بالله وكيفية استجلابه"، إسلام ويب، 29/8/2010، اطّلع عليه بتاريخ 18/4/2021. بتصرّف.
- ↑ "أمور تفعل لأجل أن يستجاب الدعاء"، إسلام ويب، 19/5/2011، اطّلع عليه بتاريخ 18/4/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2735، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1015، حديث صحيح.
- ↑ سورة الأعراف، آية:180
- ↑ "أوقات يزيد فيها رجاء إجابة الدعاء"، إسلام ويب، 21/7/2003، اطّلع عليه بتاريخ 18/4/2021. بتصرّف.