ليلة القدر

تُعدّ ليلة القدر من أفضل الليالي في السنّة، وقد اختلف العلماء في تحديد وقتها بالضبط، إلّا أنّهم أجمعوا على أنَّها في العشر الأواخر من رمضان، لذلك على المسلم أن يجتهد في الطاعات والعبادات فيها، والإكثار من الدعاء علّها تصادف ساعة إجابة،[١] وفي هذا المقال ذكر فضل الدعاء في ليلة القدر.


فضل الدعاء في ليلة القدر

خصّ الله تعالى شهر رمضان بليلةٍ مباركة، وهي ليلة القدر التي أخبر الله تعالى أنّها خير من ألف شهر، فقال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}،[٢] لذلك يعدّ الدعاء فيها من أفضل العبادات المشروعة فيها؛ حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)،[٣] ولا يقصد بالقيام في الحديث الاقتصار على الصلاة والتهجد فقط، بل يشمل أيضاً الدعاء، فقد أمر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عائشة بالدعاء، وقد ذهب بعض العلماء إلى أنّ الدعاء في ليلة القدر أفضل من الصلاة التي لا دعاء فيها، ويُنقل عن ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- أنّه قال: "وهذه أيضاً من أوقات الإجابة: عشية عرفة، وليلة القدر، وهي خير من ألف شهر، وهي كغيرها من الليالي بالنسبة للإجابة، أي أنَّ آخر الليل فيها وقت إجابة، وهي خير من ألف شهر بالدعاء فيها، وفي بالبركة التي تحصل بها، كما قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ}،[٤]"، وقد ذكر سفيان الثوري -رحمه الله تعالى- قولاً يؤيد فيه الرأي السابق فقال: "الدعاء في تلك الليلة أحب إليّ من الصلاة، قال: وإذا كان يقرأ، وهو يدعو، ويرغب إلى الله في الدعاء والمسألة، لعله يوافق"، وفيه تفضيل الإكثار من الدعاء عما سواه من العبادات.[٥]


أدعية عامة لليلة القدر

أدعية مأثورة

  • (اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْهَرَمِ، وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بكَ مِن عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالْمَمَاتِ).[٦]
  • (اللهُمَّ رحمتَك أرْجو، فلا تكلْنِي إلى نفسِي طرفةَ عينٍ، وأصلِحْ لي شأنِي كلَّه).[٧]
  • (اللَّهُمَّ أعُوذُ برِضَاكَ مِن سَخَطِكَ، وبِمُعَافَاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأَعُوذُ بكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أنْتَ كما أثْنَيْتَ علَى نَفْسِكَ).[٨]
  • (اللهمَّ إنِّي أسألُك من الخيرِ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمتُ منه وما لم أعلمُ، وأعوذُ بك من الشرِّ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمتُ منه وما لم أعلمُ، اللهمَّ إنِّي أسألُك من خيرِ ما سألَك به عبدُك ونبيُّك، وأعوذُ بك من شرِّ ما عاذ به عبدُك ونبيُّك، اللهمَّ إنِّي أسألُك الجنةَ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ، وأعوذُ بك من النارِ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ، وأسألُك أنْ تجعلَ كلَّ قضاءٍ قضيتَه لي خيرًا).[٩]
  • (اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ).[١٠]
  • (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وَجَهْلِي، وإسْرَافِي في أَمْرِي، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي جِدِّي وَهَزْلِي، وَخَطَئِي وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ).[١١]


أدعية عامة

  • "اللهم إنَا نسألك باسمك الأعظم الأعزّ الأجلّ الأكرم، الذي إذا دُعيت به أجبت، وإِذَا سُئلت به أعطيت، اللهم يا فارج الهمّ، ويا كاشف الغمّ، اللهم يا سامع الصوت، ويا سابق الفوت، اللهم يا رحمن يا رحيم يا رحمن الدنيا والآخرة، ارحمنا رحمةً تغنينا عن رحمة من سواك".
  • "اللهم اجعل القرآن العظيم لقلوبنا ضياءً، ولأفهامنا جلاءً، ولأسقامنا دواءً، ولذنوبنا مُمَحِّصاً، وعن النار مُخلِّصاً، اللهم ذكّرنا منه ما نُسّينا، وعلّمنا منه ما جهلنا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا، اللهم اجعلنا ممن يُحِلُّ حلالَه، ويُحرِّم حرامَه، ويعمل بمُحْكَمِه، ويؤمن بمتشابهِه، ويتلوه حقّ تلاوته، اللهم ألبسنا به الحُلل، وأسكنا به الظُّلل، وأسبغ علينا به النعم، وادفع به عنا النِقم".
  • "يا قاضي الحاجات، ويا مجيب الدعوات، ويا غافر السيّئات، يا وليّ الحسنات، ويا دافع البليّات، اللهم إنّك قلت وقولك الحق: "ادعوني أستجب لكم"، وقلت وأنت أصدق القائلين: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب"، اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة، وهذا الجهد وعليك التّكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك، أنت حسبنا ونعم الوكيل، اللهم لا تَرُدَّنا خائبين، ولا من رحمتك مطرودين، سبحان ربِك ربِّ العِزَّةِ عمَّا يصفُون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمينَ".


المراجع

  1. جماز الجماز، "ليلة القدر فضائل وأحكام"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 14/4/2021.
  2. سورة سورة القدر، آية:3
  3. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:1901، حديث صحيح.
  4. سورة سورة الدخان، آية:3
  5. "العمل الأفضل في ليلة القدر، ومنزلة الدعاء فيها"، إسلام ويب، 28/12/2013، اطّلع عليه بتاريخ 14/4/2021.
  6. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم:2706 ، حديث صحيح.
  7. رواه الألباني ، في صحيح الترغيب، عن أبي بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم:1823، حديث حسن.
  8. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:486، حديث صحيح.
  9. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1276، حديث صحيح.
  10. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2720، حديث صحيح.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:2719، حديث صحيح.