دعاء: اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا

يتردّد على ألسنة الناس الدعاء بقول: "اللهمّ لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا"، مع أنّ هذا الدعاء لم يُؤثر أو يرد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قاله، ولكنّه دعاءٌ قريبٌ في معناه ممّا ورد على لسان نبيّ الله موسى -عليه السلام- في قول الله -تعالى-: (قالَ رَبِّ لَو شِئتَ أَهلَكتَهُم مِن قَبلُ وَإِيّايَ أَتُهلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنّا إِن هِيَ إِلّا فِتنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَن تَشاءُ وَتَهدي مَن تَشاءُ أَنتَ وَلِيُّنا فَاغفِر لَنا وَارحَمنا وَأَنتَ خَيرُ الغافِرينَ)،[١] ومعنى الآية الكريمة: إهلاك الله -تعالى- لجماعةٍ من بني إسرائيل بما فعل سفهاؤهم؛ من عبادةٍ للعجل، ولم يكن موسى -عليه السلام- على علمٍ بفعلهم هذا،[٢] ولا بأس للمسلم أن يدعو بهذا الدعاء؛ لأنّ معناه حسنٌ، وإن لم يكن دعاءً مأثورًا عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.


أدعيةٌ لرفع البلاء

أدعية مأثورةٌ لرفع البلاء

فيما يأتي ذكرٌ لجملةٍ من الأدعية المأثورة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- حال البلاء والكرب:



(اللهمّ إنّي أعوذ بك مِن جَهْدِ البَلَاءِ، ودَرَكِ الشَّقَاءِ، وسُوءِ القَضَاءِ، وشَمَاتَةِ الأعْدَاءِ).[رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6347، حديث صحيح.]




(اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ).[رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:273، حديث صحيح.]




(اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6369، حديث صحيح.]




(اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، وأعوذُ بِكَ منَ الشَّرِّ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ من خيرِ ما سألَكَ عبدُكَ ونبيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عاذَ بِهِ عبدُكَ ونبيُّكَ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ وما قرَّبَ إليها من قَولٍ أو عملٍ، وأعوذُ بِكَ منَ النَّارِ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ، وأسألُكَ أن تجعلَ كلَّ قَضاءٍ قضيتَهُ لي خيرًا).[رواه ابن ماجه، في سنن ابن ماجه، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3846، حديث صحيح.]




(اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ منَ الهدْمِ، وأعوذُ بكَ منَ التَّردِّي، وأعوذُ بكَ منَ الغرَقِ والحرْقِ والهرَمِ، وأعوذُ بكَ أن يتخبَّطني الشَّيطانُ عندَ الموتِ، وأعوذُ بكَ أن أموتَ في سبيلِكَ مدبرًا وأعوذُ بكَ أن أموتَ لديغًا).[رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن كعب بن عمرو، الصفحة أو الرقم:1552، صححه الألباني.]




(لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ).[رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:6345، حديث صحيح.]





(اللَّهُمَّ إليكَ أشْكو ضَعفَ قُوَّتي وقِلةَ حيلَتي وهَواني على الناسِ يا أرحَمَ الراحِمينَ، أنتَ أرحَمُ الراحِمينَ، وأنتَ ربُّ المُستَضعَفينَ، إلى مَن تَكِلُني إلى عَدُوٍّ يَتَجَهَّمُني يَلْقاني بالغِلْظةِ والوَجهِ الكَريهِ، أمْ إلى صَديقٍ قَريبٍ مَلَّكْتَه أمْري، إنْ لم يكُنْ بكَ غَضَبٌ عليَّ فلا أُبالي، غيرَ أنَّ عافيتَكَ أوسَعُ لي، أعوذُ بنورِ وَجْهِكَ الذي أضاءَتْ له السمَواتُ، وأشرَقَتْ له الظلُماتُ، وصلَحَ عليه أمرُ الدُّنيا والآخِرةِ أنْ يَنزِلَ بي غضَبُكَ، أو يَحِلَّ بي سَخَطُكَ، ولكَ العُتْبى حتى تَرْضى، ولا حَولَ ولا قُوةَ إلَّا بكَ).[رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج زاد المعاد، عن عبد الله بن جعفر، الصفحة أو الرقم:96، رجاله ثقات إلا أن فيه تدليس ابن إسحاق.]




أدعيةٌ عامةٌ لرفع البلاء

يمكن للمسلم أن يدعو بأي دعاءٍ فيه رجاءٌ وتضرّع إلى الله -تعالى- برفع البلاء وكشف الكرب عننه، ومن هذه الأدعية:



"يا فارج الهمّ ويا كاشف الغم: فرّج همّنا، ويسر أمرنا، وارحم ضعفنا وقلة حيلتنا، وارزقنا من حيث لا نحتسب يا رب العالمين، اللهم إنّا نسألك أن تجعل خير عملنا آخره، وخير أيامنا يوم نلقاك فيه، إنّك على كل شيءٍ قَديرٌ".




"اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا، اللهم إنّا نستغيث بك؛ فأغثنا، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا".




"اللهم أرضنا بقضائك وبما قسمته لنا، واجعلنا من الحامدين لك في السراء والضراء، اللهم يا من لطفه بخلقه شاملٌ، وخيره لعبده واصلٌ؛ لا تخرجني وذريتي وأهلي وأحبابي من دائرة الألطاف، وآمنا من كلّ ما نخاف، وكن لنا بلطفك الخفيّ الظاهر".




"اللهم اغفر لنا ذنوبنا التي تهتك العصم، اللهم اغفر لنا الذنوب التي تنزل النقم، اللهم اغفر لنا الذنوب التي تغير النعم، اللهم اغفر لنا الذنوب التي تحبس الدعاء، اللهم اغفر لنا الذنوب التي تنزل البلاء، اللهم اغفر لنا كل ذنبٍ أذنبناه، وكل خطيئةٍ أخطأناها".




"اللهم يا ذا الرحمة الواسعة، يا مطَّلعًا على السرائر والضمائر والهواجس والخواطر، لا يعزب عنك شيءٌ، أسألك فيضةً من فيضان فضلك، وقبضةً من نور سلطانك، وأنسًا وفرجًا من بحر كرمك، أنت بيدك الأمر كلّه ومقاليد كلّ شيءٍ؛ فهب لنا ما تقرّ به أعيننا، وتغنينا عن سؤال غيرك؛ فإنّك واسع الكرم، كثير الجود، حسن الشيم، عند بابك واقفون، ولجودك الواسع منتظرون يا كريم يا رحيم".




"اللهمّ ارحمنا برحمتك الواسعة، واشملنا بلطفك العميم، اللهمّ فرّج كلّ ما أهمّنا، ونفّس كربنا، ويسّر لنا ما تعسّر، وافتح لنا ما أُغلق يا كريم يا رحيم".





مواضيع أُخرى:

دعاء لفك الكرب والهم

دعاء البلاء

المراجع

  1. سورة الأعراف، آية:155
  2. أبو جعفر الطبري، جامع البيان، صفحة 475. بتصرّف.