دعاء اللهم فارج الهم وكاشف الغم

نصّ أهل الحديث في كتبهم أنه لم يثبت حديث صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذه الصيغة من الدعاء، حيث إنه لا أصل لها، ولم يرد بطرق صحيحة مرفوعاً إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأن طرقه شديدة الضعف، وجعلوه في كتب الأحاديث الموضوعة، وقد جاء هذا الدعاء في حديثيْن بصيغتين مختلفين، وهما:[١]


صيغ الدعاء

  • "اللهم فارج الهم ، كاشف الغم ، مجيب دعوة المضطرين ، رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما ، أنت ترحمني ، فارحمني برحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك".
  • "اللهم كاشف الغم ، مفرج الهم ، مجيب دعوة المضطرين إذا دعوك ، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، فارحمني في حاجتي هذه بقضائها ونجاحها رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك".


جواز الدعاء به

ذكر أهل العلم أنه لا حرج على المسلم أن يدعو الله -عزّ وجلّ- بهذا الدعاء، وبإحدى هاتين الصيغتين، وذلك لاستقامة معانيه وصحة ألفاظه، فليس فيه شيء منكر أو مخالف للنصوص الصحيحة، بل إن في معانيه وألفاظه موافقة للنصوص الثابتة من القرآن الكريم والسنة النبوية، ففيه نوع من التوسل بصفات الله -عزّ وجلّ- ورحمته، وإظهار التذلل والخضوع إلى الله.[٢]


وينبغي التنبه إلى عدم الاعتقاد بصحته ونسبته إلى النبي -عليه الصلاة- أو أن له فضيلةٌ معينةٌ، أو أن يتخذه ورداً في حياته، حيث إنه لا يشرع المداومة إلا على ما ثبت من الأدعية من الكتاب والسنة، ولا يجوز للمسلم أن يسعى في نشره بين الناس، ويحثهم على الدعاء به، ولو كان ذا نية حسنة في ذلك، وإن الأولى أن يدعو المسلم بالأدعية الثابتة الصحيحة التي جاءت لتفريج الهم، وينشرها بين الناس، فهي أعظم وأفضل وأكثر بركة وخيراً.[٣]


أدعية ثابتة في تفريج الهم وكشف الكرب

ثبت في السنة النبوية أحاديث صحيحة، ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها أن سبب لزوال الهم وتفريجه وكشف الكرب، حيث يستحب للمسلم إن اشتد عليه الهم والكرب أن يدعو الله بها، ومنها:

  • (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يقولُ عِنْدَ الكَرْبِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ورَبُّ الأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ).[٤]
  • (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ والجُبْنِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجَالِ).[٥]
  • (ما أصاب أحدًا قط همٌّ و لا حزنٌ ، فقال : اللهمَّ إني عبدُك ، و ابنُ عبدِك ، و ابنُ أَمَتِك ، ناصيتي بيدِك ، ماضٍ فيَّ حكمُك ، عدلٌ فيَّ قضاؤُك ، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك ، أو أنزلتَه في كتابِك ، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك ، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ، و نورَ صدري ، و جلاءَ حزني ، و ذَهابَ همِّي ، إلا أذهبَ اللهُ همَّهُ و حزنَه ، و أبدلَه مكانَه فرجًا).[٦]
  • (دعواتُ المكروبِ : اللَّهمَّ رحمتَك أَرجو فلا تَكِلني إلى نَفسِي طرفةَ عينٍ ، وأصلِح لي شَأني كلَّه لا إلَه إلَّا أنتَ).[٧]
  • (اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ).[٨]
  • (اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ منَ الهدْمِ وأعوذُ بكَ منَ التَّردِّي وأعوذُ بكَ منَ الغرَقِ والحرْقِ والهرَمِ وأعوذُ بكَ أن يتخبَّطني الشَّيطانُ عندَ الموتِ وأعوذُ بكَ أن أموتَ في سبيلِكَ مدبرًا وأعوذُ بكَ أن أموتَ لديغًا روايةٍ بزيادةِ والغمِّ).[٩]
  • (اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ).[١٠]



مواضيع أخرى:

أدعية تفريج الضيق والهم

دعاء لفك الكرب والهم


المراجع

  1. "صحة حديث : " اللهم فارج الهم وكاشف الغم ""، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 8/11/2022. بتصرّف.
  2. "لا حرج في الدعاء بـ: يا فارج الهم، ويا كاشف الغم، فرج همي..."، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 8/11/2022. بتصرّف.
  3. ورد عن عبد الرحمن,الرحمن بن سابط ، وهو من "دعاء لتفريج الهم وزوال الغم ، وحكم إرساله ونشره ."، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 8/11/2022. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:6346، حديث صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2893، حديث صحيح.
  6. رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:199، حديث صحيح.
  7. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن أبو بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم:5090، حديث حسن.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2739، حديث صحيح.
  9. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن كعبب ن عمرو، الصفحة أو الرقم:1552، حديث صحيح.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2739 ، حديث صحيح.