اللجوء إلى الله لتسهيل الأمور

قد يعتمد الإنسان أحيانا على البشر لتسهيل أموره العالقة، وقد يبحث عن الواسطات والرشاوي المرفوضة شرعًا، وهذا غالبًا يتنافى مع ما نردده يوميًا بعد كل صلاة: (اللَّهمَّ لا مانعَ لما أعطيتَ، ولا مُعْطيَ لما مَنعتَ)،[١] ويتنافى مع اعتقادنا بأن الاستعانة لا تكون إلا بالله، وأنَّ تسهيل الأمور وتسخيرها بيده وحده عز وجل، ومصداق ذلك دعاؤنا في سورة الفاتحة يوميًا بقوله تعالى: {ِإِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[٢] فقد أطلق الله سبحانه وتعالى فعل الاستعانة، ليشمل كل ما يخطر ببال الإنسان من الأمور التي تحتاج الاستعانة والتيسير في حياته، فلم يحددها بشيء على الدين أو على الطاعة أو غيرها، ولم يحددها بأمر واحد من أمور الدنيا، فهي شاملة لكل ما يريد الإنسان أن يستعين بالله عليه، ومن أهم سُبل الاستعانة لتسهيل الأمور وتيسيرها هو الدّعاء، فإنَّ له ثمرات جليلة، وفضائل عظيمة، وأسرارًا بديعة في تيسير وتحقيق الغايات،[٣] قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.[٤]


دعاء اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلًا



(اللَّهمَّ لا سَهلَ إلَّا ما جَعَلتَه سَهلًا، وأنتَ تَجعَلُ الحَزْنَ إذا شِئتَ سَهلًا).[رواه ابن حجر العسقلاني، في الفتوحات الربانية ، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:25، حديث صحيح.]




شرح دعاء اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلًا

هو دعاء صحيح ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه الصحابي أنس بن مالك، ويُذكر هذا الدعاء في باب: "من استصعب عليه أمر".[٥]


معنى الدعاء

  • "لا سهل": أي لا شيء يلين ولا يهون.[٥]
  • "إلا ما جعلته سهلاً": أي لا شيء يسهل ويلين إلا بأمرك يا رب.[٥]
  • "الحزن": أي ما غلظ من الأمر وصعب.[٥]


أدعية بتسهيل الأمور من القرآن والسنة

هناك الكثير من الأدعية في القرآن الكريم، وكتب السنة التي تفيد في معناها التيسير، فلا داعي للقلق والخوف من عدم تيسير الأمور، فالمخرج من ذلك هو تقوى الله تعالى واتباع السنة النبوية، قال الله تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}.[٦]

  • {رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا}.[٧]
  • {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي}.[٨]
  • (اللَّهُمَّ لكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بعِزَّتِكَ، لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ، أَنْ تُضِلَّنِي، أَنْتَ الحَيُّ الذي لا يَمُوتُ، وَالْجِنُّ وَالإِنْسُ يَمُوتُونَ).[٩]
  • (اللهم أعِنِّي ولا تُعِنْ عليَّ، وانصرْني ولا تنصُرْ عليَّ، وامكرْ لي ولا تمكرْ عليَّ، ويسِّرِ الهدى إليَّ، وانصُرْني على من بغى عليَّ، ربِّ اجْعلْني شكَّارًا لك، ذكَّارًا راهبًا لك، مِطواعًا لك، مُخبِتًا لك أوَّاهًا مُنيبًا، تقبَّلْ توبَتي، واغسِلْ حَوْبَتي، وأجبْ دعوتي، وثبِّتْ حُجَّتي، واهدِ قلبي، وسَدِّدْ لساني، واسلُلْ سخيمةَ قلبي).[١٠]
  • (اللهمَّ إني أسألُك من كل خيرٍ خزائنُه بيدِك، وأعوذُ بك من كل شرٍّ خزائنُه بيدِك).[١١]


أدعية متنوعة لتسهيل الأمور

  • "اللهم يا مسهل الشديد، ويا مليّن الحديد، ويا منجز الوعيد، ويا من هو كل يوم في أمر جديد، أخرجني من حلق الضيق، إلى أوسع الطريق، اللهم بك أدفع ما لا أطيق، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، رب لا تحجب دعوتي، ولا ترد مسألتي، ولا تدعني بحسرتي يا الله، ولا تكلني إلى حولي وقوتي، وارحم عجزي، فقد ضاق صدري، وتاه فكري، وتحيّرت في أمري، يا أرحم الراحمين، وأنت الأعلم سبحانك بسري وجهري، والمالك لنفعي وضري، والقادر بقدرتك على تفريج أمري، وتيسير عسري".
  • "يا مقيل العثرات، يا قاضي الحاجات، اقض حاجتي، وفرّج كربتي، وسهّل أمري، وارزقني من حيث لا أحتسب، اللهم إني أسألك بعزتك، وأسألك برحمتك، وأسألك بأسمائك الحسنى، وباسمك الأعظم، وبكلماتك التامات أن تيسر أموري، اللهم بك أستعين، وعليك أتوكل، اللهم ذلل لي صعوبة أمري، وسهل لي مشقته، وارزقني من الخير كله أكثر مما أطلب واصرف عني كل شر".
  • "اللهم إني أسألك باسمك الطاهر، الطيب، المبارك، الأحب إليك، الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا استرحمت به رحمت، وإذا استفرجت به فرّجت، اللهم إني أدعوك الله، وأدعوك الرحمن، وأدعوك البرّ الرحيم، وأدعوك بأسمائك الحسنى كلها، ما علمت منها وما لم أعلم، أن تيسر أموري، وتسهل لي كل صعب يالله".
  • "اللهم يسّر لي الخير، وسهّل عليّ كل عسير، حيث كنت، وحيث توجهت، اللهم سخر لي الأرزاق والفتوحات في كل وقت وساعة، ويسّر عليّ كل صعب، وهون عليّ كل عسير، واحفظني بما ينزل من السماء وما يخرج من الأرض، يا كريم".
  • "اللهمّ امنن علي بكرمك في تيسير كل عسير، فإن تيسير كل عسير عليك يسير، وأسألك اليُسر، والمعافاة في الدنيا والآخرة".
  • "اللهم إني أُنزل بك حاجتي، فإن قَصُرَ رأيي، وضَعُف عملي، افتقرتُ إلى رحمتك، فأسألك يا قاضي الأمور، ويا مسهل الأمور، ويا ميسّر الأمور، أسألك أن تقضي لي أمري، وتسهله، وتيسره". 
  • "اللهم إن في تدبيرك ما يغني عن الحِيل، وفي كرمك ما هو فوق الأمل، وفي سترك ما يسدّ الخلل، وفي عفوك ما يمحو الزلل، وفي تيسيرك ما يسهل به الصعب، فبقوة تدبيرك، وعظيم كرمك، أسألك يا رب أن تدبرني بأحسن التدابير، وتيسر لي أمري بأحسن التياسير، أنت حسبي، ولا أفتقر وأنت ربي".


المراجع

  1. رواه الألباني، في تخريج الكتاب والسنة، عن معاوية بن أبي سفيان، الصفحة أو الرقم:385، حديث إسناده صحيح على شرط مسلم.
  2. سورة الفاتحة، آية:5
  3. ناصر عبدالله السبيعي، "لماذا نتكئ على الواسطة ونتجاهل الدعاء؟!"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 26-3-2021. بتصرّف.
  4. سورة البقرة، آية:186
  5. ^ أ ب ت ث فريق موقع الكلم الطيب، " دُعَاءُ مَنِ اسْتَصْعَبَ عَلَيْهِ أمْرٌ"، الكلم الطيب، اطّلع عليه بتاريخ 30-3-2021. بتصرّف.
  6. سورة الطلاق، آية:4
  7. سورة الكهف، آية:10
  8. سورة طه، آية:25-26
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2717، حديث صحيح.
  10. رواه الألباني، في صحيح الأدب المفرد، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:516، حديث صحيح.
  11. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:1260 ، حديث حسن.