دعاء اللهم يا ولي نعمتي
"اللهم يا ولي نعمتي، وملاذي عند كربتي، اجعل ما أخافه وأحذره برداً وسلاماً عليّ كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم".
هذا الدّعاء ليس دعاءً مأثوراً، فلم يثبت عن طريق الوحي، ولكن يجوز الدّعاء به لأنّ معناه حسن، وليس في ألفاظه ما يُخالف الشّرع، بل على العكس، إذ يبدأ فيه المسلم بالثّناء على الله -تعالى- بما يليق به، ثم يطلب دفع ما يخافه ويؤذيه، فيصحّ الدعاء به مع أهمية التنبيه إلى عدم اعتباره دعاءً مأثوراً عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فلا يتّخذه المسلم سنّة ثابتة، ولا يعتقد فيه أفضليةً على غيره من الأدعية.[١]
قصة دعاء اللهم يا ولي نعمتي
قيل إنّ هذا الدّعاء منسوبٌ للحسن البصري -رحمه الله-، وذَكَر بعض أهل العلم قصّته، ولكن لم نقف على ما يُثبت ذلك،[١] وفي القصة أنّ الحسن البصري دعا بمثل هذا الدعاء عندما أرسل أحد أعدائه بطلبه حتى يُعاقبه، فتمتم بكلماتٍ ثمّ دخل.[٢]
وبعد ذلك تفاجأ النّاس بإكرام عدوّه له بدلاً من معاقبته، فسأله أحدهم بعد خروجه عن تلك الكلمات التي دعا بها قبل الدخول على عدوّه، فقال: "قلت: اللهم يا ولي نعمتي، وملاذي عند كربتي، اللهم اجعل عقوبته لي برداً وسلاماً كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم".[٢]
أدعية مختارة تبدأ بِـ (اللهم يا ولي نعمتي)
يجوز للمسلم أن يدعو الله -تعالى- بما فتح عليه من الصِّيغ والألفاظ دون تكلّف، فباب الدعاء واسع، ويُستحبّ للمسلم أن يُثني على الله -تعالى- بما يليق به -سبحانه-، ثمّ يدعو الله -تعالى- بحاجاته، مع استحضار آداب الدعاء والخشوع أثناء ذلك، ومن الأدعية التي يُمكن الدعاء بها بهذه الصيغة ما يأتي:
- اللهم يا ولي نعمتي، وملاذي عند كربتي، ويا مُيسِّر أمري، ومفرِّج همّي، اجعل لي من كلِّ أمرٍ فرجاً، ومن كلِّ ضيق مخرجاً، وارزقني من حيث لا أحتسب رزقاً حلالاً طيِّباً.
- اللهم يا ولي نعمتي، ومؤنسي في وحشتي، بشِّرني بما يُفرحني، وأزِل الغمّة عن صدري، وفرِّج همّي، وأنزل السكينة في قلبي.
- اللهم يا ولي نعمتي، ويا جابر كسري، اجبر قلبي، جبراً يتعجّب منه أهل السماوات والأرض، جبراً يليق بكرمك يا أكرم الأكرمين.
- اللهم يا ولي نعمتي، وملاذي عند فقري، أنعم عليّ بنعمة الصحة والعافية، وارزقني رزقاً كريماً واسعاً حلالاً طيباً، وبارك لي فيه يا رحيم يا كريم.
- اللهم يا ولي أمري، ويا سامع شكواي، وغافر ذنوب العباد، اغفر لي ذنبي، وتقبّل توبتي، واهدني، وردّني إليك ردَّاً جميلاً، ولا تقبضني إليك إلا وأنت راضٍ عنّي.
- اللهم يا ولي نعمتي، وملاذي عند مرضي، رُدّ عليّ صحّتي، واشفني وعافني، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً يا رب العالمين.
- اللهم يا ولي نعمتي، وملاذي عند ضياعي، أصلِح لي شأني، وأرِني الحقّ حقاً وارزقني اتّباعه، وأرِني الباطل باطلاً وارزقني اجتنابه، وفي طاعتك استعملني ولا تستبدلني.
المراجع
- ^ أ ب "استفسار عن دعاء: اللهم إن في تدبيرك ما يغني عن الحيل .."، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 5/3/2023. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 384، جزء 7. بتصرّف.