دعاء رب اشرح لي صدري ويسّر لي أمري

ذكر المولى -سبحانه- دعاء موسى -عليه السّلام- بعد أنْ كلّفه الله بالرّسالة وأمره بالذّهاب إلى فرعون لإنذاره؛[١] فقال -عزّ وجلّ- على لسان نبيّ الله موسى: (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي*‏ يَفْقَهُوا قَوْلِي*‏ وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي*‏ هَارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي*‏ كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا*‏ وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا*‏ إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا*‏ قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىٰ).[٢]


دلالات دعاء رب اشرح لي صدري

عند استقراء هذا الدّعاء يستحضر المسلم ثِقَل المسؤولية التي أحسّ بها موسى -عليه السّلام- وهو يكلَّف بالرّسالة، ويؤمَر بالذّهاب إلى فرعون، وقد رأى نبي الله موسى في هذه المهمّة تحدّيات جمّة، لا حلّ لها إلا بالالتجاء إلى الله وطلب التّوفيق منه -سبحانه؛ فهو مطارد من فرعون الذي يعدّ آنذاك أشدّ الملوك كفراً وتجبّراً على خلق الله.[٣]


إضافة لذلك؛ فقد كان موسى -عليه السلام- لدغياً، وهذا وحده كفيل أنْ يستشعر عِظمَ المسؤولية الملقاة على عاتقه؛ فسأل ربّه إشراك هارون معه في الأمر، ولا يخفى أنّ في ذلك إعانة له وشدٌّ لأزره؛ فأجابه الله -سبحانه- في كلّ ما سأل.[٣]


وفي هذا الدّعاء دلالات عظيمة كثيرة يحسُن الوقوف في رحابها، وتأملها؛ خاصة عندما يمرّ المرء بما يخشى الإقدام عليه؛ فيدعو ربّه -سبحانه- بإخلاص وخشوع، وهو -سبحانه- يجيب دعوة المضطّرين، ويكشف همّ المهمومين.


أدعية مأثورة لانشراح الصدر وزوال الهمّ

ثبت عن النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- عدداً من الأدعية في باب زوال الهمّ وانشراح الصّدر وتيسير الأمور، وجاءتْ هذه الأدعية المأثورة في بعضها ممارسة واظب عليها النبي الكريم أو تعليماً وإرشاداً لمن أصابه همّ أو قلق، ومن هذه الأدعية ما يأتي:



  • (دَعْوةُ ذي النُّونِ الَّتي دَعا بها في بطنِ الحوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، لم يَدعُ مُسلمٌ بها في كُربةٍ إلَّا اسْتَجابَ اللهُ له). [أخرجه الحاكم، صحيح الإسناد]





  • (ما أصاب أحدًا قط همٌّ ولا حزنٌ، فقال: اللهمَّ إني عبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أَمَتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤُك، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حزني، وذَهابَ همِّي، إلا أذهبَ اللهُ همَّهُ وحزنَه، وأبدلَه مكانَه فرجًا). [أخرجه أحمد، صحيح]





  • (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ، والجُبْنِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ). [أخرجه البخاري]





  • (كانَ يقولُ عِنْدَ الكَرْبِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ورَبُّ الأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ). [أخرجه البخاري]







المراجع

  1. فريق الموقع، "شرح دعاء "رب اشرح لي صدري""، الكلم الطيب، اطّلع عليه بتاريخ 31/5/2023. بتصرّف.
  2. سورة طه، آية:25-36
  3. ^ أ ب محمد إسماعيل المقدّم، تفسير القرآن الكريم، صفحة 12، جزء 94. بتصرّف.