دعاء حسبي الله ونعم الوكيل

وردت مشروعية هذا الدّعاء في القرآن الكريم في قصةِ حمراء الأسد، وذلك عَقِبَ غزوة أحد، حين خَوَّف المنافقون الصّحابةَ بأنّ المُشركينَ في مكة قد جمعوا الجُموع لمُهاجمتهم، وكان هَمُّهم تثبيطُ عزائمِ المسلمين، لكنّ ذلك لم يزِدهُم إلّا إيماناً بالله وبوعدهِ بالنّصر، فكان جوابُهم: "حسبنا الله ونعم الوكيل"، قال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}،[١] فهذا الدّعاء من أعظم الأدعية التي وردت في كتاب الله والسّنة النّبوية، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قالَ: (كانَ آخِرَ قَوْلِ إبْرَاهِيمَ حِينَ أُلْقِيَ في النَّارِ حَسْبِيَ اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ)،[٢] والمعنى العام لهذا الدّعاء هو الالتجاء لله وحده، والاكتفاء به عن جميع الخلق، فناسب هذا الدّعاء أن يكون في أوقات الهمِّ والخوفِ والفَزَع، وفي أوقات الشدّة والكرب والمصائب، فحسبي الله: أي أكتفي بالله، فالحسب هو الكافي، ومعنى نعم الوكيل: أي هو من أُوكِلُ إليه تَقيِيم وإصلاح أموري، أمّا فضل هذا الدّعاء، فهو من أفضل وأعظم الأدعية، فإنّ فيه حقيقة التّوكل على الله تعالى.[٣]


دعاء حسبي الله من القرآن والسّنة



{حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}.[سورة التوبة، آية:129] 




{حَسْبِيَ اللَّهُ ۖ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ}.[سورة الزمر، آية:38]




{حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}.[سورة ال عمران، آية:173]




(حَسبيَ اللهُ لا إلهَ إلَّا هو، عليه تَوكَّلْتُ، وهو ربُّ العَرشِ العَظيمِ).[رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج زاد المعاد، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم:342، حديث إسناده صحيح .]




أدعية حسبي الله متنوعة



"تحصَّنتُ بالّذي لا إلهَ إلَّا هو إلهي وإلهُ كلِّ شيءٍ، واعتصمتُ بربِّي وبربِّ كلِّ شيءٍ، وتوكلتُ على الحيِّ الذي لا يموتُ، واستدفعتُ الشرَّ بلا حولَ ولا قوةَ إلَّا الله، حسبيَ اللهُ ونعمَ الوكيلُ، حسبيَ الربُّ من العبادِ، حسبيَ الخالقُ من المخلوقِ، حسبيَ الرّزاقُ من المرزوقِ، حسبيَ الذي هو حسبي، حسبيَ الذي بيدهِ ملكوتُ كلِّ شيءٍ، وهو يُجيرُ ولا يُجارُ عليه، حسبيَ اللهُ وكفَى، سمِع اللهُ لمن دعا، ليس وراءَ اللهِ مَرمَى، حسبيَ اللهُ لا إلهَ إلَّا هو عليه توكلتُ وهو ربُّ العرشِ العظيمِ".




"اللّهم أنت حسبي لا إله إلا أنت، حسبي الله أنجو بها من إبليس، وخيله، ورَجله، وشياطينه، ومردته، وأعوانه، وجميع الإنس والجنّ وشرورهم، حسبي الله أَمتَنِعُ بها من ظُلم من أراد ظُلمي من جميع خلق الله".




"حسبي أنت يا الله، ولا حول ولا قوة إلا بك، حسبي الله ونعم الوكيل أُضعِفُ بها كيد من كادني من جميع خلق الله، حسبي الله ونعم الوكيل أُزِيلُ بها مَكرَ من مَكَرَ بي من جميع خلق الله، حسبي الله ونعم الوكيل أستدفِعُ بها الشّر، حسبي الله استعانةً بالله، حسبي الله استغاثةً بالله، حسبي الله استجارةً بالله".




"حسبنا الله نكتفي به، ونَلُوذ به، ونعتصمُ به، ونتوكّلُ عليه، ونلتَجِأ إليه".




"اللّهم أنت حسبنُا في محيانا ومماتنا، اللّهم أنت حسبنُا عند نزول ملك الموت بنا، اللّهم أنت حسبنُا عند سكرات الموت وغمراته، اللّهم أنت حسبنُا إذا أُدخلنا قبورنا، اللّهم أنت حسبنّا إذا خَلِينا بِعَمَلِنا، اللّهم أنت حسبُنا إذا نُشِرت صُحُفنا، اللّهم أنت حسبُنا إذا قرأنا فيها ذنوبنا وخطايانا، اللّهم أنت حسبُنا عند الميزان، اللّهم أنت حسبُنا عند اشتداد الخوف، اللّهم أنت حسبُنا عند الصّراط، اللّهم أنت حسبُنا عند زلّات الأقدام".




"اللّهم اجعلنا من عبادك الذين لا يخشون غيرك، الذين إذا جَمَعَ لهم النّاس لم يخشوهم، الذين زِدتَهُم إيماناً، وكنت أنت حسبُهم ونعم الوكيل".




"يا حيّ يا قيُّوم برحمتك نستغيث، أنت حسيبُنا، وأنت وكيلُنا، وأنت ربّنا، ربّ العرش العظيم، اللّهم أنت حسيبُنا فيما أحاط به علمُك، وأنت حسيبُنا فيما جرى به قلمك، وأنت حسيبُنا فيما أحصاهُ كتابك، وأنت حسيبُنا فيما وسعته رحمتك".




"حسبي الله ذي الجلالِ والعزَّةِ والجبروتِ، حسبي الله القويُّ العزيزُ الجبّار، حسبي الله الكبير المتعال، حسبي الله الجابر الناصر".




"حسبي الله ونعم الوكيل مُستغنياً بها عن كلّ أحد، مُستكفياً بها من كلّ حاجة، مُستنصِراً بها على كلّ ظالم، مُتَقرِّباً بها إلى الله، مُزِيلاً بها كلّ كربٍ وهمٍّ وحزنٍ، مُكتَفِياً بها عن كلّ شعور، راضياً بها عن كلّ قَدَر، مُستجلِباً بها كلّ رزق، مُزِيلاً بها كلّ ضيق، مُحتَمياً بها من كلّ شرّ".




"اللهمّ أنت حسبي لا إله إلّا أنت ولا حول ولا قوّة لي إلّا بك برحمتك أستغيث، أسألك بقدرتك الّتي قَدرت بها على جميع خلقك، أن تقتصّ من كلّ ظالم، اللهمّ انصرنا على من عادانا، يا حيّ يا قيّوم برحمتك نستغيث، وبقدرتك نستعين، أنت حسبُنا، أصلح لنا شأننا، واجبر كسرنا، وأَقِرّ أعيُننا بما يسُرُّنا، فَوَّضنا أمورنا إليك، وتوكلنا عليك، لا مُعين ولا مُغيث غيرك، وكفى بك حسيباً".



المراجع

  1. سورة ال عمران، آية:173
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو الضحى مسلم بن صبيح، الصفحة أو الرقم:4564، صحيح.
  3. فريق الاسلام سؤال وجواب (18-01-2012)، "مباحث في شرح "حسبي الله ونعم الوكيل""، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 10-3-2021. بتصرّف.