دعاء الحزن

الدعاء عبادة جميلة تُقرب العبد من ربه وتزيد يقينه بوجود الله دائماً معه، فالمسلم يستعين بالله في كل الأوقات والأحوال خاصة في وقت الحزن والضيق، فيدعُ الإنسان ربه وهو واثق بأنَّه سيدخل إلى قلبه الفرح والسرور، فيخرجه من الهمّ والحزن إلى الراحة والطمأنينة، ويزيل همّه ويشرح صدره،[١] قال -تعالى-: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ}،[٢] وقد كان النبيُّ -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: (اللَّهمَّ إني أعوذُ بك من الهمِّ والحَزَنِ، والكسلِ والبخلِ، والجبنِ وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغلبةِ الرجالِ)،[٣] وما يهون كل الأحزان والهموم، أنَّ ما يصيب المسلم من همٍّ أو حُزن إِنما هو تكفيرٌ لسيئاته ورفعةٌ لدرجاته، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ).[٤][٥]


دعاء الحزن الذي لا يرد

علمنا النبي -صلّى الله عليه وسلّم- دعاءً عظيمًا يقوله المسلم عندما يصاب بالهمِّ والحزن، وهو مستجاب ولا يرد بإذن الله، قال -صلّى الله عليه وسلّم-:




(ما قال عبدٌ قطُّ إذا أصابه هَمٌّ وحَزَنٌ اللهمَّ إني عبدُك وابنُ عبدِك وابنُ أَمَتِك ناصيتي بيدِك ماضٍ فيَّ حكمُك عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أو أنزلتَه في كتابِك أو علَّمتَه أحدًا مِنْ خلقِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حُزْني وذَهابَ هَمِّي إلا أذهب اللهُ عز وجل هَمَّه وأبدله مكانَ حُزْنِه فَرَحًا قالوا : يا رسولَ اللهِ ينبغي لنا أنْ نتعلَّمَ هؤلاء الكلماتِ قال : أجلْ ينبغي لمن سمعهنَّ أنْ يتعلَّمَهن).[رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:6/153، حديث إسناده صحيح.][14]




أدعية متنوعة تقال عند الحزن والهمِّ والضيق



(اللهُمَّ رحمتَكَ أرجُو، فلَا تكلْنِي إلى نفسِي طرْفَةَ عيْنٍ، وأصلِحْ لِي شأنِي كلَّهُ، لا إلهَ إلَّا أنتَ).[رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم:4186، صحيح.]




(اللهمَّ إنَّي أعوذُ بك من زوالِ نعمَتِك، وتَحَوُّلِ عافيَتِك، وفجْأةِ نقمتِك، و جميعِ سَخَطِك).[رواه الألباني ، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1291، صحيح.]




(اللَّهمَّ لا سَهلَ إلَّا ما جَعَلتَه سَهلًا، وأنتَ تَجعَلُ الحَزْنَ إذا شِئتَ سَهلًا).[رواه ابن حجر العسقلاني، في الفتوحات الربانية، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:4/25، صحيح.]




اللهم إني أنزلتُ بك حاجاتي كُلها، الظاهرة والباطنة، اللهم إنَّ ضرورتنا قد حَفت وليس لها إلا أنت فاكشفها يا مفرج الهموم، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.




اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاءُ، وتنزعُ الملكَ ممن تشاءُ وتُعِزُّ مَن تشاءُ وتذِلُّ مَن تشاءُ، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قديرٌ، رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما تعطيهما من تشاءُ، وتمنعُ منهما من تشاءُ، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك.




اللهمَّ إني أعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء، وسوء القضاء وشماتة الأعداء، اللهم اكشف عني وعن كل المسلمين كل شدة وضيق وكرب.




اللهم بك أستعين وعليك أتوكل، اللهم ذلل لي الصعوبات وسهّل لي المشقات وارزقني الخير كله، واصرف عني الشر كله، رب اشرح لي صدري ويسّر لي أمري، يا كاشف الضر ويا مجيب الدعوات اكشف عني الغم.




اللهم إني أسألك فرجًا قريبًا، وصبرًا جميلًا ورزقًا واسعًا، والعافية من كل بلية، وأسألك الغنى عن الناس.




اللهم يا مسهل الشديد ويا ملين الحديد ويا منجز الوعيد، ويا من هو كل يوم في أمر جديد، أخرجني من حلق الضيق إلى أوسع الطريق، بك أدفع ما لا أطيق ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.




اللهم يا مالك الملك يا من بيده كل شيء أنزل الأمان على قلبي وأبعد عني الحزن والخوف.




اللهم اجعل قلبي لا يخشى شيئاً سواك، وارزقني الأمان والرضا يا واسع الفضل.




ربي لا تحجب دعوتي ولا ترد مسألتي ولا تدعني بحسرتي، ولا تكلني إلى حولي وقوتي وارحم عجزي، فقد ضاق صدري وتاه فكري وتحيّرت في أمري، وأنت العالم سبحانك بسري وجهري، المالك لنفعي وضري القادر على تفريج كربي وتيسير عسري.




أحاديث نبوية تحث على الدعاء عند الحزن



(دَعوةُ ذي النُّونِ إذ دعا ربَّه وهو في بَطْنِ الحُوتِ: لا إلهَ إلَّا أنتَ سُبْحانك إنِّي كُنتُ مِن الظَّالمينَ، لم يَدْعُ بها رجُلٌ مُسلمٌ في شَيءٍ قطُّ إلَّا اسْتُجِيبَ له).[رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج زاد المعاد، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:4/182، صحيح.]




(كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدْعُو عِنْدَ الكَرْبِ يقولُ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ).[رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:6345، صحيح.]




(كان إذا كربَهُ أمرٌ قال : يا حيٌّ يا قيومُ برحمتِكَ أستغيثُ).[رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:4777، صحيح.]




(علَّمَني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كلِماتٍ أقولُهُنَّ عندَ الكَربِ اللَّهُ اللَّهُ ربِّي لا أشرِكُ بِهِ شيئًا).[رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أسماء بنت عميس، الصفحة أو الرقم:3146، صحيح.]





أدعية أخرى:

أدعية تفريج الضيق والهم

دعاء الحزن


المراجع

  1. ريم بركات (29/2/2020)، "دعاء الضيق والهم"، محتويات، اطّلع عليه بتاريخ 12/3/2021. بتصرّف.
  2. سورة فاطر، آية:34
  3. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:5491، صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:5641، صحيح.
  5. عبد العزيز الغامدي (13/8/2016)، "الهم والحزن"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 12/3/2021. بتصرّف.