دعاء: ربي إنّي مغلوبٌ فانتصر

ورد معنى هذا الدعاء على لسان نبيّ الله نوح -عليه السلام- بعد أن آذاه قومه، وكذبوه وسخروا منه، وذلك من قوله تعالى في سورة القمر: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ)،[١] وقد أجاب الله -سبحانه وتعالى- دعاء نوحٍ -عليه السلام- كما جاء في قوله تعالى بعد دعاء نوحٍ بهذا الدعاء: (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ* وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ* وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ* تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ)،[٢] وللمسلم أن يدعو بهذا الدعاء؛ طلبًا من الله -تعالى- بأن ينصره على من آذاه وظلمه، ورجاءً منه بأن ينصره في موقف ضعفٍ يمرّ به.


أدعية للنصر والتمكين

أدعية للنصر والتمكين من المأثور

يمكن للمسلم أن يسأل الله -تعالى- النصر والتمكين بالأدعية المأثورة من القرآن الكريم، ومن هذه الأدعية ما يأتي:



(ربنا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[سورة البقرة، آية:250]




(رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[سورة البقرة، آية:286]




(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[سورة آل عمران، آية:147]




(قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ).[سورة المؤمنون، آية:26]




(قَالَ رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ).[سورة العنكبوت، آية:30]




(وَقُل رَبِّ أَدخِلني مُدخَلَ صِدقٍ وَأَخرِجني مُخرَجَ صِدقٍ وَاجعَل لي مِن لَدُنكَ سُلطانًا نَصيرًا).[سورة الإسراء، آية:80]




(رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا).[سورة النساء، آية:75]




أدعية عامَّةٌ للنصر والتمكين

يمكن للمسلم أن يسأل الله -سبحانه وتعالى- النصر والتمكين على أعدائه وأعداء الدين، أو على كلّ ظالمٍ متكبِّرٍ بأي دعاءٍ يحمل هذا المعنى، وإن لم يكن من الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبويّة، ومن هذه الأدعية العامّة ما يأتي:



"اللهمّ إنّي أسألك النصر الذي نصرت به رسولك وفرّقت به بين الحقّ والباطل، حتّى أقمت به دينك وأفلجت به حجتك، يا من هو لي في كلّ مقام".




"اللهمّ بسطوة جبروت قهرك، وبسرعة إغاثة نصرك، وبغيرتك لانتهاك حرماتك، وبحمايتك لمن احتمى بآياتك، نسألك يا الله يا سميع يا قريب، يا مجيب يا منتقم يا جبار، يا قهار يا شديد البطش، يا عظيم القهر يا من لا يعجزه قهر الجبابرة، ولا يعظم عليه هلاك المتمردين من الملوك والأكاسرة، أن تجعل كيد الأعداء في نحرهم ومكرهم عائدًا إليهم".




"اللهمّ يا قويّ يا عظيم أرنا في الظالمين المتكبّرين عجائب قدرتك، اللهمّ انتقم منهم يا عزيز يا جبّار".




"اللهمّ بدد شمل أعدائك، اللهمّ فرق جمعهم، اللهمّ قلّل عددهم، وفلّ حدّهم، اللهمّ قلّل نجدهم واجعل الدائرة عليهم، اللهم أرسل العذاب الأليم إليهم، اللهمّ أخرجهم من دائرة حِلمك، واسلبهم مدد الإمهال، وغلّ أيديهم إلى أعناقهم، وبدّد سعيهم، ولا تبلغهم آمالهم".




"اللهمّ يا من لا يُعجزك شيءٌ في الأرض ولا في السماء: انتقم لعبادك المظلومين المستضعفين ممّن ظلمهم وآذاهم، اللهمّ انصرهم وقوّهم، وأيّدهم بمددٍ من عندك".




"اللهمّ انصرنا وردّ كيد من ظلمنا إلى نحره، اللهمّ عليك بالظالمين أجمعين وخذهم أخذ عزيز مقتدر".




"إلهي إنّ من عبادك من بغوا وتجبروا علينا، وسلطوا قدرتهم علينا؛ فأرنا قدرتك عليهم يا ربنا، أنت الحكم العدل، قد خاصمناهم إليك، وتوكّلنا في كشف مظلمتنا عليك".




"اللهمّ أغلقت الأبواب إلّا بابك، وانقطعت الأسباب إلا إليك، ولا حول ولا قوة إلّا بك، يا ربّ أعنّا على من ظلمنا من عبيدك، نواصينا بيدك، تعلم مستقرّنا ومستودعنا، وتعلم منقلبنا ومثوانا، وسرّنا وعلانيّتنا، وتطّلع على نيّاتنا، وتحيط بضمائرنا، علمك بما نبديه كعلمك بما نخفيه، ومعرفتك بما نبطنه كمعرفتك بما نظهره، ولا ينطوي عليك شيء من أمورنا، ولا يستتر دونك حالٌ من أحوالنا، ولا لنا منك معقلٍ يحصّننا، ولا حرز يحرزنا، ولا هارب يفوتك منّا".




"اللهمّ ارزقنا النصر بعد الصبر، والفرج بعد الضيق، بك يا الله ندفع ما لا نقدر ولا نطيق".




"اللهمّ لا تؤاخذنا بتقصيرنا وما كسبته أيدينا، اللهمّ انصرنا نصرًا عزيزًا مؤزّرًا؛ ترفع به رايتك، ويُعزّ فيه دينك".




"اللهمّ إنّا نعوذ بك من شرور أنفسنا، ومن كلّ سلطانٍ شديدٍ، ومن كلّ شيطانٍ مريدٍ، ومن شرّ كلّ جبارٍ عنيدٍ، ومن شرّ قضاء السوء، ومن شرّ كلّ دابةٍ أنت آخذ بناصيتها، أنت على كلّ شيءٍ حفيظٌ، حسبنا الله لا إله إلا هو عليه توكلنا، وهو رب العرش العظيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".





مواضيع أُخرى:

أدعية لنصرة المظلوم من القرآن الكريم

الدعاء على العدو

المراجع

  1. سورة القمر، آية:10
  2. سورة القمر، آية:11-14