الصبر على المصائب

إنَّ أجرَ الصبرِ على المصائب والابتلاءاتِ عظيمٌ عندَ اللهِ -تعالى-؛ إذ قد يبتلي الله تعالى الإنسان في صحته أو مالهِ أو ولده، فمن صبرَ واحتسبَ الأجر عندَ اللهِ سيشعر وكأنَّ الهمَّ زال عنه، وسيجزيه الله جزاءً حسناً في الآخرة، قال -تعالى-: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ)،[١] وهناكَ آخرون يرضونَ بما ابتلاهم الله به، والرضا أعلى مرتبةً من الصبرِ، فالراضي بقضاء الله وقدره لا يضيقُ صدره بما وقعَ به من أذى؛ لأنّه يدرك أنَّ ما يختاره الله هو الخيرةُ له.[٢][٣]


أدعية تُقال عند المصيبة



(إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).[سورة البقرة ، آية:156]




إِنَّا للهِ وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ اللهمَّ آجرْني في مُصيبَتِي ، واخلُفْ لي خيرًا منها.[رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أم سلمة وأبو سلمة، الصفحة أو الرقم:5764، صحيح.]




 (لا إلهَ إلَّا أنت سبحانَك إنِّي كنتُ من الظَّالمين).[رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:2846، صحيح.]




( اللهمَّ إنِّي عبدُك، ابنُ عبدِك، ابنُ أمَتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حُكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤُك، أسألُك اللهمَّ بكلِّ اسمٍ هو لك سمَّيتَ به نفسَك، أو أنزلته في كتابِك، أو علَّمته أحدًا مِن خلقِك، أو استأثرت به في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبِي، ونورَ صدرِي، وجلاءَ حزني، وذَهابَ همِّي).[رواه ابن عثيمين، في مجموع فتاوى ابن عثيمين، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:466، إسناده صحيح.]




 (لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ).[رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:6345، صحيح.]




(اللهمَّ إنِّي أسْألُكَ بأنَّ لكَ الحَمدَ لا إلَهَ إلَّا أنتَ، المنَّانُ، بَديعُ السَّمواتِ والأرْضِ، ذا الجَلالِ والإكْرامِ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ).[رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج زاد المعاد، عن أنس ، الصفحة أو الرقم:4/ 18، صحيح.]




 (اللهُ، اللهُ ربي، لا أُشركُ به شيئًا).[رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن أسماء بنت عميس، الصفحة أو الرقم:1525، صحيح.]




(اللَّهمَّ رَحمَتَكَ أرْجو، فلا تَكِلْني إلى نَفْسي طَرْفةَ عَيْنٍ، أصْلِحْ لي شَأْني كُلَّهُ، لا إلهَ إلَّا أنتَ).[رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم: 4186، صحيح.]




( أَعوذُ بكلِماتِ اللهِ التامَّاتِ ، الَّتي لا يُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجرٌ ، مِن شرِّ ما خلقَ ، وذرأَ ، وبرأَ ، و مِن شرِّ ما ينزِلُ مِن السَّماءِ و مِن شرِّ ما يعرُجُ فيها و مِن شرِّ ما ذرأَ في الأرضِ وبرأَ ومِن شرِّ ما يَخرجُ مِنها ، ومِن شرِّ فِتَنِ اللَّيلِ والنَّهارِ ، ومِن شرِّ كلِّ طارقٍ يطرُقُ، إلَّا طارقًا يطرقُ بِخَيرٍ ، يا رَحمنُ) [رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالرحمن بن خنبش، الصفحة أو الرقم: 74، صحيح.]




(اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال).[رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6369، صحيح.]




(اللَّهمَّ لا سَهْلَ إلَّا ما جعلتَه سَهلًا وأنتَ تجعلُ الحزنَ إذا شِئتَ سَهْلًا)[رواه ابن حجر العسقلاني، في الفتوحات الربانية ، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:4/25، صحيح.]




بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم يا سامع كل شكوى، ويا شاهد كل نجوى، وياعالم كل خفية، ويا كاشف كل كرب وبلية، ويا منجي نوحاً وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم السلام.




 أدعوك يا إلهي دعاء من اشتدت به فاقته وضعفت قوته وقلت حيلته، دعاء الغريق الملهوف المكروب المشغوف الذي لا يجد كشف ما نزل به إلا منك، لا إله إلا أنت فارحمنا يا أرحم الراحمين.




اللهم ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين، واكشف عني مانزل بي من ضر وشر كل ما أردت من الأمور، وخلصني خلاصاً جميلاً يا رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.




 اللهم إني أنتظر فرجك، وأرقب لطفك، ألطف بي ولا تكلني إلى نفسي ولا إلى أحد من خلقك طرفة عين ولا أقل من ذلك، يا جبار السموات والأرض لا إله إلا أنت.




اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، إلى من تكلني، إلى عدو يتجهمني، أو إلى قريب ملكته أمري، إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تنزل بي غضبك، أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك.




اللهم يا مجلي العظائم من الأمور، ويا كاشف صعاب الهموم، ويا مفرج الكرب العظيم، ويا من إذا أراد شيئاً فحسبه أن يقول كن فيكون، رباه رباه أحاطت بعبدك الضعيف غوائل الذنوب وأنت المدخر لها ولكل شدة، الطف بي في أموري كلها.




أحاديث نبوية تحث على الصبر عند المصائب



(ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ).[رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:5641، صحيح.]




(ما ابتلَى اللهُ عبدًا ببلاءٍ وهوَ على طَريقةٍ يكرَهُهَا ؛ إلَّا جعَل اللهُ ذلكَ البلاءَ كفَّارةً وطَهورًا ما لم يُنزِلْ ما أصابَه من البلاءِ بغيرِ اللهِ ، أو يدعوَ غيرَ اللهِ في كَشفِه).[رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3401، حسن.]




(ما يزالُ البلاءُ بالمؤمنِ والمُؤْمِنَةِ في نفسِهِ وولدِهِ ومالِهِ ، حتَّى يلقَى اللهَ وما علَيهِ خطيئةٌ).[رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:2399، حسن صحيح.]




(إذا أحبَّ اللهُ قومًا ابتلاهم فمن صبر فله الصبرُ ومن جزع فله الجزَعُ).[رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن محمود بن لبيد الأنصاري، الصفحة أو الرقم:3406، صحيح.]




(إنَّ الرجلَ ليكونُ له عندَ اللهِ المنزلةُ ، فما يبلغُها بعملٍ ، فما يزالُ يبتلِيه بما يكرهُ حتى يبلغَه إيَّاها).[رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:3408، حسن صحيح.]



المراجع

  1. سورة آل عمران، آية:186
  2. "الفرق بين الصبر والرضا"، الإسلام سؤال وجواب، 26/7/2014، اطّلع عليه بتاريخ 28/1/2021. بتصرّف.
  3. الظمآن لدروس الزمان/أنواع الصبر:/i810&d1111404&c&p1 "فَصْل في الصبر على الضراء"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 28/1/2021. بتصرّف.