دعاء تفريج الهمّ
حثّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عباده على اللجوء إلى الله -تعالى- بالدعاء والإلحاح فيه إن أصابهم الهمّ والحزن، وقد وردت عدّة أدعيةً في السنّة النبوية لطرد الهمّ والحزن والوسوسة، وتفريج الكرب، فلو داوم العبد عليها ودعا بها دائماً بإلحاحٍ وتضرعٍ وإنابةٍ وانكسارٍ وخشوعٍ لفُرّجت همومه وأحزانه.[١]
دعاء اللهمّ إنّي عبدك
ورد عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يدعو الله إن أصابه همُّ أو حزنٌ بقول:
"اللهمَّ إني عبدُك وابنُ عبدِك وابنُ أَمَتِك ناصيتي بيدِك ماضٍ فيَّ حكمُك عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أو أنزلتَه في كتابِك أو علَّمتَه أحدًا مِنْ خلقِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حُزْني وذَهابَ هَمِّي".[رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:6/153، إسناده صحيح.][2]
معاني مفردات دعاء اللهمّ إنّي عبدك
بيان معاني مفردات الدعاء السابق فيما يأتي:[٢]
- ناصيتي: الناصية مقدّمة وبداية الرأس.
- ماضٍ: نفوذ الحكم ووقوع قضاء الله وقدره.
- الحُزن: المكروه الذي أصاب القلب على أمرٍ وقع في الماضي.
- الهمّ: المكروه الذي أصاب القلب بسبب الخوف من أمرٍ سيقع في المستقبل.
شرح دعاء اللهمّ إنّي عبدك
دلّت ألفاظ الدعاء السابق على عدّة معانٍ ودلالاتٍ بيانها فيما يأتي:[٣]
- اللهمّ إنّي عبدك وابن عبدك وابن أمَتِك: يعترف العبد في الدعاء السابق بأنّه مخَلوقٌ لله -تعالى-، ومملوكٌ له، فكّل المخلوقات مملوكةٌ لله -عزّ وجلّ-، فهو المدبّر لأمورهم، ممّا يدلّ على كمال الخضوع والاعتراف بربوبية الله -سبحانه-.
- ناصيتي بيدك: أيّ أنّ ما حكم به الله -تعالى- وقدّره على عبده سينفذ ويقع فلا يُردّ ما قضى به الله.
- ماضٍ فيّ حكمك: فحكم الله على العبد وما قدّره له سيقع على العبد شاء أم لا.
- عَدْلٌ فيّ قضاؤك: فالعبد يقرّ ويعترف بأنّ كلّ ما قضى به الله -عزّ وجلّ- في كلّ الأمور عادلٌ لا ظلم فيه بأيّ صورةٍ.
- أسألك بكلّ اسمٍ هو لك: توسّل العبد إلى ربّه بأسمائه الحُسنى، وهو أعظم أنواع التوسّل.
- سمَّيت به نفسك: أيّ الأسماء الذي اختارها الله -تعالى- لنفسه بما يليق بجلاله وكماله.
- أو أنزلته في كتابك: أي أسماء الله -تعالى- التي أوردها في كُتبه المُنزلة على أنبيائه.
- أو علّمته أحداً من خلقك: أيّ الأسماء التي علّمها الله -تعالى- للملائكة والأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-.
- أو استأثرت به في علم الغيب عندك: أي الأسماء التي خصّصها الله -تعالى- لنفسه في علم الغيب، ولم يُخبر بها أحداً، ممّا يعني أنّ أسماء الله الحسنى غير محدّدةٍ بعددٍ معيّنٍ.
- أن تجعل القرآن ربيع قلبي: أي أن يكون القرآن فرح قلب العبد وسروره.
- ونور صدري: أي إشراق القلب بالقرآن ليميّز العبد الحقّ من الباطل.
- وجلاء حزني، وذهاب همّي: أي أن يكون القرآن انكشافاً وذهاباً للهمّ والغمّ والحزن.
المراجع
- ↑ د. سعد الله المحمدي (5/7/2018)، "كيف عالج الإسلام الهم وضيق الصدر؟"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 17/1/2021. بتصرّف.
- ↑ ماهر بن عبد الحميد بن مقدم، شرح الدعاء من الكتاب والسنة، صفحة 335-336. بتصرّف.
- ↑