يجدر بالمسلم التقرّب من ربّه -سبحانه- دائماً في كلّ الأحوال بالدعاء؛ طمعاً في نيل ما عنده وتفريج الهموم والكروب، ومن الأدعية التي تردّد حين الشعور بالحزن: "وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ"،[١] "اللَّهمَّ رحمتَك أَرجو فلا تَكِلني إلى نَفسِي طرفةَ عينٍ، وأصلِح لي شَأني كلَّه لا إلَه إلَّا أنتَ"،[٢] "بِسْمِ اللَّهِ على نَفْسِي ومَالي ودِينِي، اللَّهُمَّ رضّنِي بِقَضائِك، وباركْ لي فِيما قُدّرَ لي حتَّى لا أُحِبَّ تَعْجِيلَ ما أخَّرْتَ ولا تأخيرَ ما عَجَّلْتَ"، وغيرها من الأدعية المذكورة في المقال.


الدعاء عند الحزن

اللجوء إلى الله -سبحانه- بالدعاء والذكر والتسبيح والطاعات والعبادات سببٌ من أسباب تحقيق السكينة والطمأنينة في القلب وإبعاد الحزن والهمّ والغمّ، إذ قال -تعالى-: "وَلَقَد نَعلَمُ أَنَّكَ يَضيقُ صَدرُكَ بِما يَقولونَ*فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَكُن مِنَ السّاجِدينَ*وَاعبُد رَبَّكَ حَتّى يَأتِيَكَ اليَقينُ"،[٣] وقد وردت عدّة أدعيةٍ تردّد عند الحزن والهمّ بيان البعض منها آتياً.[٤]


دعاء الحزين من القرآن والسنة



"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ".[سورة غافر، آية:44]




"لَّا إِلَـهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ".[سورة الأنبياء، آية:87]




"أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ".[سورة الأنبياء، آية:83]




"لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأرْضِ وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ".[رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2730، صحيح.]




"اللَّهمَّ رحمتَك أَرجو فلا تَكِلني إلى نَفسِي طرفةَ عينٍ، وأصلِح لي شَأني كلَّه لا إلَه إلَّا أنتَ".[رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم:5090، حسن.]




"اللهمَّ إني عبدُك ابنُ عبدِك ابنُ أمَتِك ناصيَتي بيدِك ماضٍ فيَّ حُكمُك عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أوْ علَّمْتَه أحدًا مِنْ خلقِك أو أنزلته في كتابِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حُزني وذهابَ هَمِّي".[رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:5/267، إسناده صحيح.]




"اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ والجُبْنِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجَالِ".[رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2893، صحيح.]




"اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأرْضِ وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شيءٍ، فَالِقَ الحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ كُلِّ شيءٍ أَنْتَ آخِذٌ بنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فليسَ فَوْقَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ البَاطِنُ فليسَ دُونَكَ شيءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الفَقْرِ".[رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2713، صحيح.]




"اللَّهمَّ اكفني بِحلالِكَ عن حرامِكَ، وأغنِني بِفَضلِكَ عَمن سواكَ".[رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:3563، حسن.]




"اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاءُ ، وتنزعُ الملكَ ممن تشاءُ ، وتُعِزُّ مَن تشاءُ ، وتذِلُّ مَن تشاءُ ، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قديرٌ . رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما ، تعطيهما من تشاءُ ، وتمنعُ منهما من تشاءُ ، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك".[رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1821، حسن.]




أدعيةٌ منوعةٌ للحزين



"بِسْمِ اللَّهِ على نَفْسِي ومَالي ودِينِي، اللَّهُمَّ رضّنِي بِقَضائِك، وباركْ لي فِيما قُدّرَ لي حتَّى لا أُحِبَّ تَعْجِيلَ ما أخَّرْتَ ولا تأخيرَ ما عَجَّلْتَ".




"أغثني، أغثني، يا عزيز يا حميد، يا ذا العرش المجيد، اصرف عنّي شرّ كلّ جبّارٍ عنيدٍ، اللهمَّ إنّك تعلم أننّي على إساءتي وظلمي وإسرافي لم أجعل لك ولداً ولا ندّاً، ولا صاحبةً ولا كفواً أحد، فإن تُعذّب فأنا عبدك، وإن تغفر فإنّك العزيز الحكيم".




"اللهمَّ إنّ ضرورتنا قد حَفت، وليس لها إلّا أنت، فاكشفها يا مفرّج الهموم، لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين، اللهمَّ اكفني ما أهمّني، اللهمَّ يا حابس يد إبراهيم عن ذبح ابنه، يا رافع شأن يوسف على أخوته وأهله".




"اللهمَّ إنّي ضعيفٌ فقوّني، وإنّي ذليلٌ فأعزّني، وإنّي فقيرٌ فارزقني، اللهمَّ إنّي أسألك خير الأمور كلّها وخواتم الخير وجوامعه".




"حسبي الله لما أهمّني، حسبي الله لمن بغى عليّ، حسبي الله لمن حسدني، حسبي الله لمن كادني بسوءٍ، حسبي الله عند الموت، حسبي الله عند الصراط، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكّلت وهو ربّ العرش العظيم".




"اللهمَّ اكفني ما أهمّني، وما لا أهتم له، اللهمَّ زودّني بالتقوى، واغفر لي ذنبي، ووجهّني للخير أينما توجّهت، اللهمَّ يسّرني لليسرى، وجنّبني العسرى، اللهمَّ اجعل لي من كلّ ما أهمّني وكرّبني سواءً من أمر دُنياي وآخرتي فرجاً ومخرجاً، وارزقني من حيث لا أحتسب، واغفر لي ذنوبي، وثبّت رجاك في قلبي، واقطعه ممّن سِواك، حتى لا أرجو أحداً غيرك، يا مَن يكتفي من خلقه جميعاً، ولا يكتفي منه أحدٌ من خلقه، يا أحد، من لا أحد له انقطع الرجاء إلّا منك".




"يا عزيز أعزّني، ويا كافي اكفني، ويا قوي قوّني، ويا لطيف الطف بي في أموري كلّها، والطف بي فيما نزل".




"اللهمَّ إنّي أسألك سلاماً ما بعده كدر، ورضل ما بعده سخط، وفرحاً ما بعده حزن، اللهمَّ املأ قلبي بكلّ ما فيه الخير لي، اللهمَّ اجعل طريقي مسهّلًا وأيامي القادمة أفضل من سابقاتها".




"اللهمَّ بك أستعين وعليك أتوكّل، اللهمَّ ذلّل لي صعوبة أمري، وسهّل لي مشقّته، وارزقني الخير كلّه أكثر ممّا أطلب، واصرف عنّي كلّ شرٍّ، رب اشرح لي صدري ويسّر لي أمري يا كريم".




"اللهمَّ يا مُجيب دعوة المضطرين، وكاشف غمّ المغمومين، أسألك أن تفرّج همّي، يا فارج الغمّ اجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً، يا سامع كلّ شكوى، وكاشف كلّ كربٍ".



المراجع

  1. سورة غافر، آية:44
  2. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم:5090، حسن.
  3. سورة الحجر، آية:97-99
  4. د. سعد الله المحمدي (5/7/2018)، "كيف عالج الإسلام الهم وضيق الصدر؟"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 5/1/2021. بتصرّف.