دعاء رؤية الهلال

تعدّدت الرّوايات المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في دعاء رؤية الهلال، حيث كان -عليه الصلاة والسلام- يستبشر بمقْدمِه، ومن الأدعية التي كان يردّدها عن رؤية الهلال ما يأتي:




عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- إذا رأى الهلالَ قال: (اللَّهمَّ أهِلَّه علينا بالأمنِ والإيمانِ والسَّلامةِ والإسلامِ والتَّوفيقِ لِما تُحِبُّ وتَرضى ربُّنا وربُّكَ اللهُ). [أخرجه ابن حبان في صحيحه]






عن طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كان إذا رأى الهلالَ قال: (اللهم أهْلِلْهُ علينا باليُمنِ والإيمانِ والسلامةِ والإسلامِ ربي وربُّك اللهُ). [أخرجه الترمذي، وقال: حسن غريب]




وقفات مع دعاء رؤية الهلال

كان من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه لا يفتر عن ذكر ربّه -عزّ وجلّ-، وكان من جملة ذلك ما علّمه لأمته من الدّعاء عند رؤية الهلال؛ استبشاراً بمقدمه، وفي هذا المقام وقفات:

  • يبدأ الشهر القمري -الهجري- برؤية الهلال، ورؤيته تكون ممكنة في الليلة الأولى لتولّده.
  • دعاء النبي الكريم: "اللَّهُمَّ أَهِلَّه عليْنا باليُمْنِ والإيمانِ، والسَّلامةِ والإسْلامِ" فيه رجاء ودعاء أنْ يكون ظهوره مصاحباً للخيرات والبركات، والسّلامة من كلّ شرّ وسوء، ودوام هذه النّعم في ظلّ نعمة الإيمان والإسلام.
  • يحمل الدّعاء أهمية استحضار المسلم للدّعاء بثبات الإيمان ورسوخ اليقين، والاستمرار على الطاعة والإنابة.
  • قول النبي الكريم: "رَبِّي ورَبُّك اللهُ" فيه إشارة جليّة إلى أنّ الله وحده هو المُستحِقّ دون غيره أنْ يُتَوجّهَ له بالرَّجاء.
  • قول النبي الكريم: "رَبِّي ورَبُّك اللهُ" يحمل إشارة -لا تخفى- أنَّ الهلال مخلوق من مخلوقات الله؛ محتاج إلى الله كسائر المخلوقات، وحاشا أنْ يُشارك الله في شيءٍ، خلافاً لما اعتقده بعض النّاس في الكواكب والنجوم؛ حيث عُبد القمر والكواكب من دون الله.


أهمية رؤية الهلال في العبادات

ينظر المسلمون إلى الهلال على أنّه معلمٌ من معالم وحدتهم، وذلك لما يترتّب على رؤيته من أحكام شرعية مرتبطة بأداء العبادات،[١] وفيما يأتي ذكر لبعض الشّواهد:

  • تحديد بداية شهر رمضان مرتبطٌ بتحقّق رؤية هلال شهر رمضان؛ حيث يقول الله -عزّ وجلّ-: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)،[٢] ونهايته -ايضاً- متعلّقة بتحقّق رؤية هلال شوال؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فإنْ غُبِّيَ علَيْكُم فأكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ).[٣][٤]
  • تحديد أشهر الحجّ، حيث يقول -سبحانه-: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ...)،[٥] والفقهاء متّفقون على أنّ شهر شوّال وشهر ذي القعدة من أشهر الحجّ، وتعدّدت آراؤهم بخصوص شهر ذي الحجّة؛ فمنهم من قال أنّ الشهر كلّه من أشهر الحجّ، ومنهم من قال أنّ شهر ذي الحجّة إلى آخره، وكلٌ له حجّته ودليله.[٦]

المراجع

  1. مجموعة من العلماء (1973)، التفسير الوسيط (الطبعة 1)، صفحة 1699، جزء 3. بتصرّف.
  2. سورة البقرة، آية:185
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1909 ، صحيح.
  4. د. نصر فريد، "كيف يتوحد المسلمون في رؤية هلال رمضان؟"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 20/2/2023. بتصرّف.
  5. سورة الحج، آية:197
  6. فريق الموقع، "مواقيت الحج الزمانية"، الدرر السنية الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 25/2/2023. بتصرّف.