صيغة دعاء (اللهم اهدني فيمن هديت)



(اللَّهمَّ اهدِني فيمن هديتَ، وعافِني فيمن عافيتَ، وتولَّني فيمن تولَّيتَ، وبارِك لي فيما أعطيتَ، وقني شرَّ ما قضيتَ، فإنَّكَ تقضي ولا يُقضى عليكَ، وإنَّهُ لا يذلُّ من واليتَ، تباركتَ ربَّنا وتعاليتَ). [أخرجه الترمذي، وصحّحه الألباني]




وهذا الدعاء هو صيغةُ دعاءٍ من أدعية النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في القنوت، وقد علّمه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- للحسن بن عليّ -رضي الله عنهما-، كما كان يُعلّمه لأصحابه أيضاً، وهو يشتمل على خيريّ الدنيا والآخرة،[١] وإذا دعا به الإمام فإنه يأتي به في صيغة الجمع، فيقول: "اللهم اهدنا فيمن هديت..."، فقد أخرج البيهقي هذا الدعاء بصيغة الجمع أيضاً.[٢]


صيغ أخرى لدعاء القنوت

صيغ مأثورة عن النبي

من صيغ الدعاء المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في القنوت ما يأتي:[٣]



  • عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: رَسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كان يَقولُ في آخِرِ وِترِه: (اللَّهُمَّ إنِّي أَعوذُ برِضاكَ من سَخَطِكَ، وبمُعافاتِكَ من عُقوبَتِكَ، وأعوذُ بكَ مِنكَ لا أُحصِي ثَناءً عليكَ، أنت كما أثنَيتَ على نَفسِكَ). [أخرجه الحاكم في المستدرك، صحيح الإسناد]





  • عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا قامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ، قالَ: (اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ، أنْتَ نُورُ السَّمَواتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ، أنْتَ قَيِّمُ السَّمَواتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ، أنْتَ الحَقُّ، ووَعْدُكَ حَقٌّ، وقَوْلُكَ حَقٌّ، ولِقاؤُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خاصَمْتُ، وإلَيْكَ حاكَمْتُ، فاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ). [أخرجه البخاري]




صيغ مأثورة عن السلف

من صيغ دعاء القنوت المأثورة عن السلف -رضوان الله عليهم- ما يأتي:[٤][٥]



  • جاء عن عمر -رضي الله عنه- أنه قنت بهذا الدعاء: "اللهم إنا نستعينك ونؤمن بك، ونتوكل عليك ونثني عليك الخير ولا نكفرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجدَّ بالكفار مُلحق، اللهم عذِّب الكفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك". [أخرجه البيهقي وصححه الألباني] وقيل كان هذا دعاؤه في قنوت الفجر، وقيل: في قنوت النّازلة.





  • عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: "صَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه- صَلَاةَ الصُّبْحِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ بَعْدَ الْقِرَاءَةِ قَبْلَ الرُّكُوعِ: اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ , وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَكَ وَنَخْشَى عَذَابَكَ، إِنَّ عَذَابَكَ بِالْكَافِرِينَ مُلْحِقٌ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعِينُكَ وَنَسْتَغْفِرُكَ، وَنُثْنِي عَلَيْكَ الْخَيْرَ وَلَا نَكْفُرُكَ، وَنُؤْمِنُ بِكَ وَنَخْضَعُ لَكَ، وَنَخْلَعَ مَنْ يَكْفُرُكَ". [أخرجه البيهقي، وصححه الألباني] وهو دعاؤه في قنوت الفجر أو في قنوت النّازلة كذلك.





  • كان من دعاء عمر -رضي الله عنه-: "اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، وأصلح ذات بينهم، وألف بين قلوبهم، واجعل في قلوبهم الإيمان والحكمة، وثبتهم على ملة رسولك، وأوزعهم أن يوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه، وانصرهم على عدوك وعدوهم، إله الحق واجعلنا منهم".





  • كان من دعاء ابن عباس -رضي الله عنه-: "لك الحمد ملء السموات السبع، وملء الأرضين السبع، وملء ما بينهما من شيء بعد، أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت ولا مُعطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد".





  • كان من دعاء الحسن بن علي -رضي الله عنه-: "اللهم إنك ترى ولا تُرى، وأنت في المنظر الأعلى، وأن لك الآخرة والأولى، وإن إليك الرُّجعى، وإنا نعوذ بك أن نذل ونخزى".



المراجع

  1. "شرح دعاء "اللهم اهدني فيمن هديت""، الكلم الطيب، اطّلع عليه بتاريخ 26/3/2023. بتصرّف.
  2. "صيغة دعاء القنوت وفي أي الصلوات"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 26/3/2023. بتصرّف.
  3. "هل هناك صيغة محددة للقنوت؟"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 26/3/2023.
  4. صهيب عبد الجبار، الجامع الصحيح للسنن والمسانيد، صفحة 228-229، جزء 28.
  5. الوليد الفريان، القنوت في الوتر، صفحة 36-38.