إن للدّعاء دور مهم في حضور القلب في الصّلاة وقد ورد عن النّبي صلى الله عليه وسلّم أدعية مأثورة تقال في الصّلاة في مواضع عديدة ومنها الأدعية التي تقال في بداية الصّلاة، ويجب على المسلم أن يحفظ أدعية الصلاة حتى يستحضر الخشوع في صلاته وينال بها الأجر والثواب من الله تعالى.[١]

وفي الآتي بيان الأدعية التي تقال في بداية الصلاة والتي تُسمى أدعية استفتاح الصّلاة وبيان شرح معاني دعاء الاستفتاح:


الأدعية الجامعة التي وردت في أدعية بداية الصلاة

هناك أدعية وردت في السنة النبوية الشريفة تقال في بداية الصلاة وفي الآتي بيانها:[٢]



(اللَّهمَّ باعِدْ بَيْني وبَيْنَ خَطايايَ كما باعَدْتَ بَيْنَ المشرِقِ والمغرِبِ اللَّهمَّ نقِّني مِن خَطايايَ كما يُنقَّى الثَّوبُ الأبيضُ مِن الدَّنَسِ اللَّهمَّ اغسِلْني مِن خَطايايَ بالماءِ والثَّلجِ والبَرَدِ).[رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1775، أخرجه في صحيحه.]




(وجَّهتُ وَجهيَ للذي فَطَرَ السَّمواتِ والأرضَ حنيفًا مُسلِمًا، وما أنا منَ المُشرِكينَ، إنَّ صَلاتي ونُسُكي ومَحيايَ ومَماتي للهِ ربِّ العالَمينَ، لا شَريكَ له، وبذلك أُمِرتُ وأنا أوَّلُ المُسلِمينَ).[رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج مشكل الآثار، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:1560، إسناده صحيح.]




(سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبحُمدِكَ، وتبارَك اسمُكَ، وتعالى جَدُّكَ، ولا إلهَ غيرُكَ).[رواه ابن كثير، في الأحكام الكبيرة، عن الأسود بن يزيد، الصفحة أو الرقم:2/406، إسناده صحيح.]




(للَّهمَّ ربَّ جَبرائيلَ، وميكائيلَ، وإسرافيلَ، فاطرَ السَّمواتِ والأرضَ، عالِمَ الغيبِ والشَّهادَةَ، أنتَ تحكمُ بينَ عبادِكَ فيما كانوا فيهِ يختلِفون، اهدني لما اختُلفَ فيهِ منَ الحقِّ بإذنِك، إنَّكَ تَهدي من تشاءُ إلى صراطٍ مستقيمٍ).[رواه ابن القيم، في أعلام الموقعين، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4/216، صحيح.]




(اللهُ أكبرُ كبيرًا اللهُ أكبرُ كبيرًا اللهُ أكبرُ كبيرًا الحمدُ للهِ كثيرًا الحمدُ للهِ كثيرًا الحمدُ للهِ كثيرًا سُبحانَ اللهِ بُكرةً وأصيلًا سُبحانَ اللهِ بُكرةً وأصيلًا سُبحانَ اللهِ بُكرةً وأصيلًا اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بك مِن الشَّيطانِ مِن همزِه ونَفْثِه ونفخِه).[رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج صحيح ابن حبان، عن جبير بن مطعم، الصفحة أو الرقم:2601، أخرجه في صحيحه.]




(وجَّهتُ وجهيَ للَّذي فطرَ السَّماواتِ والأرضَ حنيفًا وما أنا منَ المشرِكينَ إنَّ صلاتي ونسُكي ومحيايَ ومماتي للَّهِ ربِّ العالمينَ لا شريكَ لَه وبذلِك أمرتُ وأنا أول المسلمينَ اللَّهمَّ أنتَ الملِك لا إلَه إلَّا أنتَ أنتَ ربِّي وأنا عبدُك ظلمتُ نفسي واعترفتُ بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعًا إنَّهُ لا يغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ واهدني لأحسنِ الأخلاقِ لا يَهدي لأحسنِها إلَّا أنتَ واصرف عنِّي سيِّئَها لا يصرفُ عنِّي سيِّئَها إلَّا أنتَ لبيكَ و سعديكَ و الخيرُ كلُّه في يديكَ والشر ليس إليك أنا بِك و إليك تبارَكتَ وتعاليتَ أستغفرُك وأتوبُ إليكَ فإذا رَكعَ قالَ اللَّهمَّ لَك رَكعتُ وبِك آمنتُ ولَك أسلمتُ خشعَ لَك سمعي وبصري وعظامي وعصبي فإذا رفعَ قالَ اللَّهمَّ ربَّنا لَك الحمدُ ملءَ السَّماءِ وَ ملءَ الأرضِ و ملءَ ما بينَهما وملءَ ما شئتَ من شيءٍ بعد فإذا سجدَ قالَ اللَّهمَّ لَك سجدتُ وبِك آمنتُ ولَك أسلمتُ سجدَ وجهيَ للَّذي خلقَه فصوَّرَه وشقَّ سمعَه وبصرَه فتبارَك اللَّهُ أحسنُ الخالقينَ ثمَّ يقولُ من آخرَ ما يقولُ بينَ التَّشَهدِ والتسليمِ اللَّهمَّ اغفر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ وما أسررتُ وما أعلنتُ وما أسرفتُ وما أنتَ أعلمُ بِه منِّي أنتَ المقدِّمُ وأنتَ المؤخِّرُ لا إلَه إلَّا أنتَ).[رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:3422، صحيح.]




(اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ، أنْتَ نُورُ السَّمَواتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ، أنْتَ قَيِّمُ السَّمَواتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ، أنْتَ الحَقُّ، ووَعْدُكَ حَقٌّ، وقَوْلُكَ حَقٌّ، ولِقاؤُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خاصَمْتُ، وإلَيْكَ حاكَمْتُ، فاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، أوْ: لا إلَهَ غَيْرُكَ).[رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:6317، صحيح.]




(كانَ إذا قامَ كبَّرَ عشرًا، وحمدَ اللَّهَ عشرًا، وسبَّحَ عشرًا، وَهَلَّلَ عشرًا، واستغفرَ عشرًا، وقالَ: اللَّهمَّ اغفِر لي واهدِني وارزُقني وعافِني ويتعوَّذُ مِن ضيقِ المقامِ يومَ القيامةِ).[رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عاصم بن حميد، الصفحة أو الرقم:766، حسن صحيح.]




معاني أدعية بداية الصلاة

كل دعاء من أدعية بداية الصلاة له تفسير مختلف، وفيما يأتي تفسير هذه الأدعية:[٣]


الصيغة الأولى

(سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبحُمدِكَ، وتبارَك اسمُكَ، وتعالى جَدُّكَ، ولا إلهَ غيرُكَ).[٤] 

  • "سبحانَكَ اللَّهمَّ وبحُمدِكَ": تنزيه الله تعالى عن الشرك به وعن كل صفات النقص التي يتصف بها البشر، كالمرض والشعور بالنعاس والألم والعجز والمرض وأي صفة أو عيب يمكن أن يصيب البشر ولا يليق به جلَّ وعلا، فهو كامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله.
  • "وتبارَك اسمُكَ": أن البركة كلها من عند الله تعالى.
  • "وتعالى جَدُّكَ": عظمتك، الجد: العظمة في حق الله، يعني: تعالت عظمتك يا ربنا.
  • "ولا إلهَ غيرُكَ": أن الله تعالى وحده المستحق للعبادة، أي هو المعبود بالحق.


الصيغة الثانية

(اللَّهمَّ باعِدْ بَيْني وبَيْنَ خَطايايَ كما باعَدْتَ بَيْنَ المشرِقِ والمغرِبِ اللَّهمَّ نقِّني مِن خَطايايَ كما يُنقَّى الثَّوبُ الأبيضُ مِن الدَّنَسِ اللَّهمَّ اغسِلْني مِن خَطايايَ بالماءِ والثَّلجِ والبَرَدِ).[٥]

  • ومعناه: أنَّ العبد يطلب من الله تعالى التطهير من الذنوب والمعاصي، فهو يطلب ربه أن يسلّمه من الذنوب والخطايا، وأن يجعل بينه وبينها مسافات مثل البعد بين المشرق والمغرب؛ وكما ورد في أقوال العلماء "حتى تكون توبته صادقة كاملة ليس معها نقص ولا ذنب، فإنه إذا باعد بينه وبين خطاياه ونقاه منها وطهره منها، صار نقياً من الذنوب كامل الإيمان والتقوى".


الصيغة الثالثة

(للَّهمَّ ربَّ جَبرائيلَ، وميكائيلَ، وإسرافيلَ، فاطرَ السَّمواتِ والأرضَ، عالِمَ الغيبِ والشَّهادَةَ، أنتَ تحكمُ بينَ عبادِكَ فيما كانوا فيهِ يختلِفون، اهدني لما اختُلفَ فيهِ منَ الحقِّ بإذنِك، إنَّكَ تَهدي من تشاءُ إلى صراطٍ مستقيمٍ).[٦]

  • ومعناه: سؤال الله الهداية، والتوسل إليه بأنه رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، وقد خصص بالتوسل هؤلاء الثلاثة من الملائكة لأنهم أفضل الملائكة، وكما ورد في أقوال العلماء "جبرائيل: الذي يأتي بالوحي للأنبياء، وميكائيل: الموكل بالقطر والمطر، وإسرافيل: الموكل بالنفخ في الصور يوم القيامة وإعادة الأرواح إلى الأجساد، هؤلاء هم مقدمو الملائكة، توسل بربوبية الله لهم اللهم رب جبرائيل، إلى آخره"، فأنت بهذا تتوسل إلى الله بأنه رب هؤلاء الملائكة، وتتوسل إليه بأنه خالق السماوات والأرض، وأنه عالم الغيب والشهادة، تتوسل بهذا أنه العالم بكل شيء، العالم بكل شيء وفاطر المخلوقات والموجد لها، وأنه رب كل شيء ومليكه جلَّ وعلا، وأنه الحاكم بين عباده في الدنيا والآخرة، هو الحاكم بينهم في الدنيا بشرعه، وفي الآخرة بحكمه العدل، ثم بهذا تطلب منه أن يهديك لما وقع فيه الاختلاف، تقول: "اهدني لما اختُلفَ فيهِ منَ الحقِّ بإذنِك"، أي تسأله أن يهديك للصواب والحق الذي وقع فيه الخلاف بين الناس، وتتوسل إليه بأنه الذي يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، فأنت تسأله بهذه الوسائل أن يهديك إلى الحق والصواب.



أدعية أخرى:

أدعية ما بعد الصلاة

أدعية ما قبل صلاة الفجر


المراجع

  1. عادل بن عبد العزيز المحلاوي، "من أدعية وأذكار الصلاة"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2021/3/19.
  2. "دعاء الاستفتاح في الصلاة"، الألوكة، 2015/1/11، اطّلع عليه بتاريخ 2021/3/19.
  3. "تفسير أدعية الاستفتاح"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 2021/3/27.
  4. رواه ابن كثير، في الأحكام الكبيرة، عن الأسود بن يزيد، الصفحة أو الرقم:2/406، إسناده صحيح.
  5. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1775، أخرجه في صحيحه.
  6. رواه ابن القيم، في أعلام الموقعين، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4/216، صحيح.