دعاء (اللهم اقسم لنا من خشيتك)

جاء هذا الدّعاء "اللهم اقسم لنا من خشيتك" ضمن دعاء طويل في حديث رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- وأخرجه عدد من أصحاب السّنن، منهم الترمذي في سننه، والنسائي في السنن الكبرى، والطبراني في الدعاء.[١]

الحديث الأوّل



  • يقول عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قلَّما كانَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- يقومُ من مَجلسٍ حتَّى يدعوَ بِهَؤلاءِ الكلِماتِ لأصحابِهِ: (اللَّهمَّ اقسِم لَنا من خشيتِكَ ما يَحولُ بينَنا وبينَ معاصيكَ، ومن طاعتِكَ ما تبلِّغُنا بِهِ جنَّتَكَ، ومنَ اليقينِ ما تُهَوِّنُ بِهِ علَينا مُصيباتِ الدُّنيا، ومتِّعنا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوَّتنا ما أحييتَنا، واجعَلهُ الوارثَ منَّا، واجعَل ثأرَنا على من ظلمَنا، وانصُرنا علَى من عادانا، ولا تجعَل مُصيبتَنا في دينِنا، ولا تجعلِ الدُّنيا أَكْبرَ همِّنا ولا مبلغَ عِلمِنا، ولا تسلِّط علَينا مَن لا يرحَمُنا). [أخرجه الترمذي، وحسّنه الألباني]




الحديث الثاني



  • عنِ عبد الله بنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما-، أنَّه لمْ يكنْ يَجلِسُ مَجلِسًا كان عندَهُ أَحدٌ، ولمْ يكنْ إلَّا قالَ: (اللَّهُمَّ اغفِرْ لي ما قدَّمتُ وما أَخَّرتُ، وما أَسررْتُ وما أَعلنْتُ، وما أنتَ أَعلمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ ارزُقْني مِن طاعتِكَ ما تَحولُ بيْني وبيْنَ معصيتِكَ، وارزُقْني مِن خشيتِكَ ما تُبلِّغْني به رَحمتَكَ، وارزُقْني مِنَ اليقينِ ما تُهوِّنُ به عَلَيَّ مَصائبَ الدُّنيا، وبارِكْ لي في سَمْعي وبَصَري، واجعَلْهُما الوارثَ مِنِّي، اللَّهُمَّ وخُذْ ثَأْري ممَّنْ ظَلَمني، وانصُرْني على مَنْ عاداني، ولا تَجعَلِ الدُّنيا أَكبَرَ هَمِّي، ولا مَبلَغَ عِلْمي، اللَّهُمَّ ولا تُسلِّطْ عَلَيَّ مَنْ لا يَرحَمُني)؛ فسُئلَ عنهُنَّ ابنُ عُمَرَ، فقالَ: كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَختِمُ بهنَّ مَجلِسَه. [أخرجه الحاكم، وقال: صحيح على شرط البخاري]




شرح الحديث الأوّل

هذا الحديث المبارك يتضمّن دعاءً للنبي -صلى الله عليه وسلم- جمع كثيراً من أبواب الخير لمن يدعو به في الدّنيا والآخرة، ويمكن إجمال ذلك فيما يأتي:[٢]

  • "اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك"، أي: اللهم يا رب ارزقنا قدَراً تعظيمك ومهابة جلالك يكون عوناً لنا في الامتناع عن الوقوع في المعاصي والآثام.
  • "ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك"، أي: اللهم يا رب ارزقنا التّوفيق لصالح الأعمال والأقوال التي ترضيك رضىً يوصلنا إلى جنّتك.
  • "ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا"، أي: يا رب ارزقنا الإيمان الرّاسخ بحكمتك بما تقدّره لنا، واجعل هذا اليقين سبيلاً يهون أمامه كلّ مصائب الدّنيا وما فيها من محنٍ وابتلاءات.
  • "ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا"، أي: يا رب نسألك أنْ تكرمنا بالتّمتع بما أنعمت به علينا من نعمة السّمع والبصر وقوة البدن وسلامة الجسم طوال ما قدّرت لنا الحياة في الدنيا، فلا نموت إلا وأعضائنا سليمة.
  • "واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا"، أي: يا رب لا تجعل لنا نقمة على غير من ظلمنا؛ فلا نظلِم أحداً بريئاً بالتّعدي عليه، واجعل لنا من لدنك سلطاناً تنصرنا به على من تعدّى علينا وآذانا.
  • "ولا تجعل مصيبتنا في ديننا"، أي: اللهم يا رب نعوذ بك أنْ يصيبنا نقص في الدّين؛ باعتقاد أو عمل؛ فكلّ مصيبة تهون إلا مصيبة قلّة الدّين ونقصان الطاعة وإتيان المحرّمات.
  • "ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا"، أي: لا تجعل أكبر ما يشغل بالنا، ويأخذ أوقاتنا أمور الدنيا وشهواتها، فنُشغل بها عن الطاعة ومعالي الأمور، ولا تجعل يا رب غاية تفكّرنا في الدنيا.
  • "ولا تسلط علينا من لا يرحمنا"، أي: اللهم لا تسلّط علينا ظالماً ولا سفيهاً جاهلاً ولا ذي سلطان لا يخافك فينا.

المراجع

  1. فريق الموقع، [https://www.dorar.net/hadith/search?q=لنا من خشيتِكَ ما يَحُولُ&st=p&xclude=&d[]=1&d[]=2&rawi[]=&fillopts=on#specialist "اللهم اقسم لنا من خشيتك"]، الموسوعة الحديثية، اطّلع عليه بتاريخ 30/4/2023. بتصرّف.
  2. فريق الموقع، "شروح الحديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 30/4/2023. بتصرّف.