الدّعاء بطول العمر وحسن العمل

لا حرج أن يدعُوَ المسلم لَهُ ولغيرِهِ بِطُول العُمر، ولكن عليه أن يدعوَ أيضاً بما ينفعُه، كأن يدعُوَ بطُول العمر في طاعة الله، أو فيما يُرضي الله، أو مع حُسنِ العمل، فإنّ الدعاء من الأقدار التي قدّرها الله تعالى، وشرَع لعباده الأخذَ بها، مَثَلُها كمثَل الدّواء والرُّقية وغيرها،[١] وقد قيل في معنى الدّعاء بطول العمر والزّيادة فيه: إمّا أن تكون هذه الزّيادةُ زِيادةً وسِعَةً في الرِّزق، وصِحَّةً في البدن، وإمّا أنّ الله تعالى كَتب أَجَلَ عبده ما بين عُمرَين، كأن يكتبه ما بين المئة وما بين الثمانين، فإن دعا ووَصَلَ رَحِمَه امتدَّ أجلُه للعُمر الذي لا يتأخّر عنه ولا يتقدّم، وإن كان في نيّة الدّاعي أن يَطُول عمرُه لكي يُحسِن العمل، وينصُر الدِّين، ويُعَمِّرَ أيّامَهُ بالذِّكر والتّسبيحِ والطّاعةِ، فإنّ هذا خيرٌ عظيمٌ قد ذَكَرَه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أبي بُكرة قال: (أنَّ رجلًا قال يا رسولَ اللهِ أيُّ الناسِ خيرٌ قال من طالَ عمُرهُ وحسُن عملُه، قال: فأيُّ الناسِ شر ؟ قال: من طال عمُرهُ وساء عملُه).[٢][٣]


أدعية من السّنة بطول العمر والبركة فيه مع العمل الصالح

لم يُذكر في الأدعية النّبويّة اللفظ بطول العمر صراحةً، ولكن جاء الدّعاء بحِفظ النَّفس والبركة في القلوب والأسماع والأبصار، وهذا ما أورده البخاري في باب "دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه بطول العمر وبكثرة ماله"، مع أنّه لم يَدعُ بذلك صراحةً، فعن أنس رضي الله عنه قال: (قَالَتْ أُمِّي: يا رَسولَ اللَّهِ، خَادِمُكَ أنَسٌ، ادْعُ اللَّهَ له، قَالَ: اللَّهُمَّ أكْثِرْ مَالَهُ، ووَلَدَهُ، وبَارِكْ له فِيما أعْطَيْتَهُ)،[٤][٥] وفي اللآتي ذكر لها:


  • (اللهمَّ أصلح ذات بينِنِا، وألِّفْ بينَ قلوبِنَا، واهدِنَا سبيلَ السلامِ، ونجنَا منَ الظلماتِ إلى النورِ، وجنبنا الفواحشَ ما ظهرَ منها ومَا بطنَ، اللهمَّ باركْ لنَا في أسماعِنا وأبصارِنا وقلوبِنا وأزواجِنا وذرياتِنا، وتبْ علينا، إنَّكَ أنتَ التوابُ الرحيمُ، واجعلنَا شاكرينَ لنعمتِكَ، مثنين بها، قابلينَ لها، وأتمَّها علينَا).[٦]
  • (اللهمَّ أَصلِحْ لي دِيني الذي هو عصمةُ أمري، وأَصلِحْ لي دنياي التي فيها معاشي، وأَصلِحْ لي آخرَتي التي فيها مَعادي، واجعلِ الحياةَ زيادةً لي في كل خيرٍ ، واجعلِ الموتَ راحةً لي من كلِّ شرٍّ).[٧]
  • (اللهمَّ احفَظْني بالإسلام قائمًا، واحفَظْني بالإسلام قاعدًا، واحفظْني بالإسلام راقدًا، ولا تُشْمِتْ بي عدوًّا ولا حاسدًا، اللهمَّ إني أسألُك من كل خيرٍ خزائنُه بيدِك، وأعوذُ بك من كل شرٍّ خزائنُه بيدِك).[٨]
  • (اللهمَّ اقسمْ لنا من خشيتِك ما يحولُ بيننا وبين معاصيكَ، ومن طاعتِك ما تبلغُنا به جنتَك، ومن اليقينِ ما يهونُ علينا مصيباتِ الدنيا، ومتعنَا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوتِنا ما أحييتَنا، واجعلْه الوارثَ منا، واجعلْ ثأرنا على منْ ظلمَنا، وانصرْنا على منْ عادانا، ولا تجعلْ مصيبَتنا في دينِنا، ولا تجعلِ الدنيا أكبرَ همِّنا، ولا مبلغَ علمِنا، ولا تسلطْ علينا منْ لا يرحمُنا).[٩]
  • (اللهمَّ عافِني في جسدِي، وعافنِي في بصرِي، واجعلْهُ الوارثَ مني، لا إلهَ إلا اللهُ الحليمُ الكريمُ، سبحانُ اللهِ ربِّ العرشِ العظيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ).[١٠]
  • (اللهمَّ اجعلْ أوسعَ رزقِكَ عليَّ عندَ كبرِ سنِّي، وانقطاعِ عمرِي).[١١]
  • (اللهمَّ عافِني في بدني، اللهمَّ عافِني في سمعي، اللهمَّ عافِني في بصري، اللهمَّ إني أعوذُ بك من الكُفرِ والفَقرِ، اللهمَّ إني أعوذُ بك من عذابِ القبر، لا إلهَ إلَّا أنت).[١٢]


أدعية متنوعة بطول العمر وحسن العمل

  • "اللّهم ارزقنا بركة في العمر، ونوراً في القلب، وضِياءً في الوجه، وسِعةً في الرّزق".
  • "اللّهم احفظ علينا دِيننا، وعُقولنا، وأبداننا، ونسألك طول عُمرٍ في صِحّة، وصِحَّةً في إيمان، وإيماناً في حُسن خُلُق، وصلاحاً يتبعه نجاحٌ وفلاح".
  • "اللَّهمَّ احرُسْني بعينِك الَّتي لا تنامُ، واكنُفْني برُكنِك الَّذي لا يُرامُ، وارحَمْني بقُدرتِك عليَّ، فلا أهلكُ وأنت رجائي، فكم من نعمةٍ أنعمتَ بها عليَّ قلَّ لك بها شُكري، وكم من بليَّةٍ ابتليتَني بها قلَّ لك بها صَبري، فيا من قلَّ عند نِعمتِه شُكري فلم يحرِمْني، ويا من قلَّ عند بليَّتِه صَبري فلم يخذُلْني، ويا من رآني على الخطايا فلم يفضَحْني، يا ذا المعروفِ الَّذي لا ينقضي أبدًا، ويا ذا النَّعماءِ الَّتي لا تُحصَى عددًا، اللَّهمَّ أعِنِّي على ديني بالدُّنيا وعلى آخرتي بالتَّقوَى، اللّهم إنّي أسألُك فرَجًا قريبًا، وصبرًا جميلًا، ورزقًا واسعًا، وعُمراً مديداً، والعافيةَ من البلايا، وشكرَ العافيةِ، وأسألُك تمامَ العافيةِ، وأسألُك دوامَ العافيةِ، وأسألُك الشُّكرَ على العافيةِ، وأسألُك الغنَى عن النَّاسِ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ العليِّ العظيمِ".
  • "اللّهم لا تقبضنا على عَجَلٍ فنهلَكَ بتقصيرنا، اللّهم أمهِلنا ومُدَّ لنا في أعمارنا حتى نعبُدَكَ حقَّ عِبادتك، ونرجوك حقَّ رجائك، ونذكُرك حقَّ ذكرك، وآتنا في الدّنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقِنا عذاب النّار".
  • "اللّهم إنا نسألك طول العمر، وحُسن العمَل، والحكمة، والعِلم النّافع، ورِضاكَ والجنّة".
  • "اللّهم أطِل في عُمر أمّي وأبي، وأعنهما على طاعتك، وارزقهما الصّحة ما أحييتهما، وأسعد قلوبهما، واكتب لهما رغَدَ الحياة، وأجمل الأقدار وأخيرها، واختم لهم بالصالحات والرضا".

المراجع

  1. الشيخ ابن باز، "الدعاء بطول العمر"، الموقع الرسمي للشيخ ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 12-3-2021. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم:2330 ، حديث حسن صحيح.
  3. بندر بن فهد الايداء، "الدعاء بطول الأجل"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 12-3-2021. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6344، صحيح.
  5. فريق اسلام ويب (14-9-2002)، "الدعاء بطول العمر...بين الاستحباب والكراهة والتحريم"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 12-3-2021. بتصرّف.
  6. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:1476، صحيح.
  7. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1508، صحيح.
  8. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:1260، حديث حسن.
  9. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1499، صحيح.
  10. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1498، صحيح.
  11. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1485، حديث صحيح.
  12. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم:1504، حديث صحيح.