دعاء بين السجدتين

جاء الدّعاء المأثور بين السجدتين بعدّة روايات، وهي كما يأتي:



  • عن ابن عبّاس -رضي الله عنهما- قال: (كان رَسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَقولُ بيْنَ السَّجدَتَينِ: اللَّهُمَّ اغفِرْ لي، وارحَمني، واجبُرني، وارفعَني، واهدِني، وارزُقني). [أخرجه الحاكم في مستدركه، صحيح الإسناد]





  • عن ابن عبّاس -رضي الله عنهما-: (أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كان يَقولُ بيْنَ السَّجدَتَينِ: اللَّهُمَّ اغفِرْ لي، وارحَمني، واهدِني، وعافِني، وارزُقني). [أخرجه الحاكم في مستدركه، صحيح الإسناد]



وقد روي هذا الدّعاء المأثور بروايات وألفاظ مختلفة؛ حيث ورد في بعضها زيادة على الأخرى، مثل الرّواية التي تضمّنت قوله -صلى الله عليه وسلّم- "واجبرني"، وفي حديث عن جابر بن اليمان -رضي الله عنه- الذي يصف فيه بعض صفة صلاة النبي -عليه الصلاة والسلام- اقتصر الدّعاء بين السجدتين على قوله: "ربِّ اغفر لي، ربِّ اغفر لي".



  • (...، وبينَ السَّجدتينِ ربِّ اغفر لي ربِّ اغفر لي، وَكانَ قيامُهُ ورُكوعُهُ، وإذا رفعَ رأسَهُ منَ الرُّكوعِ وسجودُهُ وما بينَ السَّجدتينِ قريبًا منَ السَّواءِ). [أخرجه النسائي، صحيح]



دلالات الدعاء بين السجدتين

تضمّن الدّعاء المأثور بين السّجدتين مضامين ودلالات هامّة شملتْ خيري الدنيا والآخرة، ويجدر بالمسلم أنْ يتأملها ويستحضرها أثناء الدّعاء بها، ومن ذلك ما يأتي:[١]

  • "اللَّهمَّ اغفِرْ لي"، أي: تجاوز يا ربّ عن ذُنوبي وامْحُ ما صدر منّي من السّيئات، وهذا مطلبٌ يرجوه كلّ مسلم.
  • "وارحَمْني"، أي: يا ربّ تولّني برحمة منك تقبل بها عملي، وترفع بها درجتي، وهذا غاية المُنى وأسمى مقاصد العبد.
  • "وعافِني"، أي: يا ربّ عافني في ديني ودنياي، والمعافاة في الديّن تعني السّلامة من المعاصي والوقوع في شِباكها، أمّا المعافاة في الدنيا فمدلولاتها كثيرة؛ أهمّها معافاة البدن من الأمراض.
  • "واهدِني"، أي: يا ربّ أسألك التّوفيق للطاعة والإرشاد لحُسن العمل والعون في الثبات على الرّشد.
  • "وارزُقْني"، أي: أسألك يا ربّ أنْ تُقدّر لي من الرّزق ما أقضي به حاجاتي في الدنيا وأستعين به على طاعتك، وارزقني في الآخرة الدّرجات العٌلى.


وهذه الأدعيةُ المباركة تكشف جانباً من تضرّع النبي -عليه الصلاة والسّلام- رغم أنّ الله -عزّ وجلّ- أكرمه بالمغفرة لما تقدّم وتأخر من عمله، ولكنّه -صلى الله عليه وسلّم- يقابل إحسان الله بمزيد من المناجاة وإظهار الشّكر، والنّبي الكريم -كذلك- يعلّم أمّته جوامع الكَلِم من الدّعاء الذي يشتمل على خيري الدّنيا والآخرة.


حكم الدعاء بين السّجدتين

ذهب جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية إلى أنّ الدّعاء بين السّجدتين يؤخذ على الاستحباب، ولا يعدّ من واجبات الصلاة، وهو الرّاجح؛ حيث لم يرد دليل يُستند إليه، وتطمئن إليه النّفس يدلّ على وجوبه.[٢]


وذهب أكثر الحنابلة إلى وجوبه استناداً إلى مواظبة النبي -صلى الله عليه وسلم- على هذا الدعاء؛ ولأنّ أذكار الصلاة واجبة، والقول بوجوبه يقتضي أنّ الصلاة تبطل بتركه عمداً، كما أنّه يستلزم عندهم سجود السّهو لمن تركه ناسياً، ويجدر الإشارة إلى أنّ مثل هذا المسائل لا يجدر أنْ تكون محلّ خلاف بين المسلمين.[٢]

المراجع

  1. فريق الموقع، "شرح دعاء بين السجدتين"، الدرر السنية شروح الأحاديث، اطّلع عليه بتاريخ 24/6/2023. بتصرّف.
  2. ^ أ ب فريق الموقع (31/5/2009)، "حكم الدعاء بين السجدتين"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 24/6/2023. بتصرّف.