دعاء (اللهم فاطر السماوات والأرض)

صحّ في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ أبا بكرٍ الصديقَ -رضي الله عنه- قال: يا رسولَ اللهِ مرني بكلماتٍ أقولُهُن إذا أصبحتُ وإذا أمسيتُ، قال: (قل: اللهم فاطرَ السمواتِ والأرضِ عالمَ الغيبِ والشهادةِ ربَّ كلِّ شيءٍ ومليكَه، أشهدُ أن لا إله إلا أنت، أعوذُ بك من شرِّ نفسي، وشرِّ الشيطانِ وشِرْكِه. قال: قلْها إذا أصبحتَ، وإذا أمسيتَ، وإذا أخذتَ مضجعَك).[١]


دلالات دعاء اللهم فاطر السماوات والأرض

تكشف الرّواية السابقة عن حرص الصحابة -رضي الله عنهم- على ذكر الله -عزّ وجلّ- في جميع أوقاتهم؛ ليلاً ونهاراً، ومن ذلك سؤال الصّديق أبي بكر -رضي الله عنه- للنبي الكريم أنْ يعلّمه ذكراً يردّده إذا أصبح وإذا أمسى.


وقد أرشده الحبيب -عليه الصلاة والسّلام- إلى هذا الذّكر الذي يتضمّن تعظيماً لله -سبحانه-، واعترافاً بعظيم قدرته، وسابق علمه، وإجلالاً لأسمائه وصفاته؛ فهو -سبحانه- المالك لكلّ الوجود، والمتصرّف فيه بإرادته وحكمته.[٢]


كما يتضمّن الدّعاء إقراراً بتفرّد المولى -سبحانه- بالألوهيته؛ وهو لأجل ذلك المستحقّ دون غيره للعبادة والخضوع والانصياع، وهو القادر على أنْ يحمي من يلتجأ إليه من شرور النّفس الأمّارة بالسّوء، ومن وسوسة الشيطان وما يدعو إليه من الشّرك.[٢]


أذكار الصباح والمساء

المحافظة على أذكار الصباح والمساء من علامات الإيمان، وذكر الله يجعل المسلم في حفظه -تعالى- ورعايته، وصدق الله إذ يقول: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ)،[٣] وهو منهج نبوي حافظ عليه النبي الكريم وحثّ عليه، ومن جملة أذكار الصباح والمساء المأثورة ما يأتي:



  • (اللهم بك أصبَحْنا، وبك أمسَينا، وبك نحيا، وبك نموتُ، وإليك النُّشورُ. وإذا أمسى قال: اللهم بك أمسَينا، وبك نحَيا، وبك نموتُ، وإليك النشورُ). [أخرجه أبو داود، صحيح]





  • كان النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يقولُ إذا أصبَح: (أصبَحْنا وأصبَح المُلْكُ للهِ والحمدُ للهِ أسأَلُكَ مِن خيرِ هذا اليومِ، ومِن خيرِ ما فيه وخيرِ ما بعدَه، وأعوذُ بكَ مِن الكسَلِ والهرَمِ وسوءِ العُمُرِ وفتنةِ الدَّجَّالِ وعذابِ القبرِ)، وإذا أمسى قال مِثْلَ ذلكَ. [أخرجه ابن حبّان في صحيحه]





  • (كانَ النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إذَا أرَادَ أنْ يَنَامَ قالَ: باسْمِكَ اللَّهُمَّ أمُوتُ وأَحْيَا، وإذَا اسْتَيْقَظَ مِن مَنَامِهِ قالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أحْيَانَا بَعْدَ ما أمَاتَنَا وإلَيْهِ النُّشُورُ). [أخرجه البخاري]





  • (مَن قال حينَ يُصبِحُ أو يُمسي: اللَّهُمَّ إنِّي أصبَحتُ أُشهِدُك، وأُشهِدُ حَمَلةَ عَرشِكَ، ومَلائِكَتَك، وجميعَ خَلقِكَ: أنَّكَ أنتَ اللهُ لا إلهَ إلَّا أنتَ، وأنَّ مُحمَّدًا عبدُكَ ورسولُكَ، أعتَقَ اللهُ رُبعَه من النَّارِ، فمَن قالها مرَّتَينِ أعتَقَ اللهُ نِصفَه، ومَن قالها ثلاثًا أعتَقَ اللهُ ثلاثةَ أرباعِه، فإنْ قالها أربعًا أعتَقَه اللهُ من النَّارِ). [أخرجه أبو داود، حسن]





  • (مَن قال حينَ يُصبِحُ: اللَّهمَّ ما أصبَح بي مِن نعمةٍ أو بأحَدٍ مِن خَلْقِكَ، فمنكَ وحدَكَ لا شريكَ لكَ فلَكَ الحمدُ ولكَ الشُّكرُ، فقد أدى شُكْرَ ذلكَ اليومِ). [أخرجه ابن حبان في صحيحه]



المراجع

  1. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5067 ، صحيح.
  2. ^ أ ب "شرح دعاء اللهم فاطر السماوات والأرض"، الدرر السنية شروح الحديث، اطّلع عليه بتاريخ 23/7/2023. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية:152