دعاء الخروج من البيت

الخروج من البيت

يخرج المسلم كلَّ يوم من بيته للقيام بما يحتاج إليه من أعمال، وما يترتب عليه من مسؤوليات؛ كتأمين المعيشة والسعي في طلب الرزق، أو طلب العلم، أو صلة الرحم، وغيرها، وفي كلِّ خروجٍ له من البيت يكون مُعَرَّضًا للتعامل مع طوائف مختلفة من الناس؛ لهذا كان من سُنَّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل خروجه من بيته أن يسأل الله أن يُيسّر له ما يريد ويبعد عنه الظلم فلا يَظلم ولا يُظلم، كيف لا والمسلم في كل أحواله مستعينٌ بالله ومتوكل عليه سبحانه ومفوضٌ كلَّ أمره إليه، وفي هذه الوقفة الجميلة ما يشرح الصدر ويطمئن القلب ويحسن الظن بالله تعالى، قبل أن يُقدِم المسلم على تعاملاته مع الناس، وهي سُنَّة كريمة من سنن نبينا صلى الله عليه وسلم.^[١]

دعاء الخروج من البيت

وردت في السنة النبوية الشريفة أحاديث كثيرة تبين ما كان يقوله النبي صلى الله عليه وسلم من دعاء وذكرٍ عند خروجه من بيته، ويحافظ على ذلك دائماً، وفيما يأتي نورد أصح ما جاء منها، ونبتدأ قبل إيراد صيغ الأدعية الواردة في السنة النبوية، بالآية الكريمة التالية، حيث يظهر أنها تناسب هذا المقام كما ذكر أهل العلم،^[٢] والله تعالى أعلم:

فضل دعاء الخروج من البيت

لقد علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هديه عند خروجه من منزله، وهكذا ينبغي لنا أن نفعل، ونقتدي به فهو خير أسوة وخير قدوة لنا، وفيما جاءنا به كل الخير بإذن الله تعالى، فإذا التزمنا به فإننا نحفظ أنفسَنا من شرور الإنس والجن، ونحفظ غيرَنا من شرورنا، فلنحرص على إحياء هذه السُّنَّة المباركة، بتطبيقها وحثِّ الناس عليها، حتى ننال ما يترتب عليها من فضائل، وننال أجر إحياء سنة من سنن المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، ودعاء الخروج من البيت كغيرِه من الأدعية الشرعيّة يحمل في طياته عظيم التوكل على الله فبه يسأل المسلم ربه أن يوفقه في يومه ويبعد عنه كل أذى وكل ضرر كما كان يفعل رسوله الكريم محمد أسوةً به صلّى الله عليه وآله وسلم، لذلك سيتم سرد مجموعة من الفوائد العظيمة والثمرات المفيدة في قول هذا الدعاء قبل خروج المسلم من بيته والالتقاء مع العالم الأوسع، وفي الآتي بيان هذه الفوائد:^[٣]

• وقاية النفس وحمايتها من الوقوع في الضلال وارتكاب الأخطاء والآثام والزلل والظلم والجهل تجاه الآخرين، وتجاه النفس في الوقت ذاته، لأن الله سبحانه هو الحافظ، كما قال : {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}.^[٤]
• تحصين النفس من اقتراب الشيطان إليها، وإبعاد شره عن الإنسان الذاكرِ للدعاء وتنحّيه عن طريقه، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا خرج الرجلُ من بيتِهِ فقال: بِسْمِ اللهِ، توكلتُ على اللهِ، لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ، قال: يُقالُ حِينَئِذٍ: هُدِيتَ وكُفِيتَ ووُقِيتَ، فتَتَنَحَّى له الشياطينُ، فيقولُ شيطانٌ آخَرُ: كيف لك برجلٍ قد هُدِيَ وكُفِيَ ووُقِيَ؟).^[٥]
• حصول المسلم الذاكر على السداد والتوفيق والهداية والوقاية والحماية والكفاية من الله سبحانه وتعالى، من خلال توكله عليه والتجائه إليه وتسليم أمره كله لله عز وجل، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}.^[٦]
• التحقق بصفة الأنبياء وهي تفويض الأمر إلى الله تعالى وصدق التوكّل عليه واليقين به، قال تعالى في كتابه الكريم: {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}.^[٧]
• الفوز بالأجر والثواب من الله تعالى يوم القيامة بإذنه سبحانه : {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ}.^[٨]
• اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والاقتداء به دائماً في كل الأوقات والأحوال والأقوال والأفعال، وفي كل ما أمر به ودعا إليه وجاء به من هدي، وفي ذلك خير عظيم وفوز كبير ومحبة من الله تعالى.

أدعية أخرى:

دعاء الخروج من المنزل

دعاء دخول البيت