المقام المحمود

قال الله -تبارك وتعالى-: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}،[١] والمقام المحمود هي الشفاعة العظمى التي يحمده عليها الأوّلون والآخرون والتي يقوم بها النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة للشفاعة للناس؛ لتعجيل الحساب ليريحهم ربهم -تبارك وتعالى- من عظيم ما هم فيه من شدّة وأهوال، قال الإمام القرطبيّ -رحمه الله-: في تفسيره: "اختلف في المقام المحمود على أربعة أقوال: الأول- وهو أصحها- الشفاعة للناس يوم القيامة، قاله حذيفة بن اليمان". ويقويّ هذا القول ما جاء في الأثر: (يدخلُ من أهلِ هذه القبلةِ النارَ من لا يُحصى عددَهم إلا اللهُ ما عَصوا اللهَ واجتَرَءوا على معصيتِهِ وخالفوا طاعتَهُ فيؤذنُ لي في الشفاعةِ فأُثني على اللهِ ساجدًا كما أثني عليْهِ قائمًا ؟ فيقالُ لي: ارفعْ رأسَكَ، وسلْ تُعطَهْ، واشفعْ تُشفعْ).[٢][٣]


دعاء: اللهم رب هذه الدعوة التامة



(اللَّهُمَّ رَبَّ هذِه الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، والصَّلَاةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ، وابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الذي وعَدْتَهُ). [رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو رقم الحديث: 614 ، حديث صحيح]




صحة دعاء: اللهم رب هذه الدعوة التامة

حديث صحيح أخرجه البخاري في صحيحه.[٤]


معنى دعاء: اللهم رب هذه الدعوة التامة

  • "اللهم رب هذه الدعوة التامة": أي دعوة التوحيد الخالصة لله -سبحانه وتعالى-؛ لأنّه لا يدخلها تبديل ولا تغيير ولا يخالطها شرك فهي دعوةٌ تامٌة، ولأنّ ألفاظ الأذان تشتمل عليها.[٥]
  • "والصلاة القائمة": هي الصلاة المعهودة المدعوّ إليها.[٥]
  • "آت محمداً الوسيلة": والوسيلة هنا بيّنها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في بعض الأحاديث، فقال: (ثمَّ سلوا ليَ الوسيلةَ فإنَّها منزلةٌ لا تنبغي إلَّا لعبدٍ من عبادِ اللَّهِ وأرجو أن أَكونَ أنا هو، ومن سألَ ليَ الوسيلةَ حلَّت عليْهِ الشَّفاعةُ)،[٦] فهي المنزلة العالية في الجنة.[٥]
  • "والفضيلة": أي المنزلة الزائدة على سائر الخلق أجمعين.[٥]
  • "وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته": والمقام المحمود في هذا الدعاء: هو الشفاعة العظمى يوم القيامة، التي يشفع بها النبيّ -صلى الله عليه وآله وسلّم- عند ربّه -تبارك وتعالى- لتعجيل الحساب في الموقف العظيم، فيحمده الأوّلون والآخرون من الخلائق، وقد قال الله -سبحانه وتعالى-: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}.[١][٥]


الأحاديث الثابتة في السنة فيما يقال بعد الأذان

  • (إذا سمِعتم المؤذِّن فقولوا مثلَ ما يقولُ، ثمَّ سلوا لي اللهَ الوسيلةَ، فإنَّها درجةٌ في الجنَّةِ لا تنبغي إلَّا لعبدٍ من عبادِ اللهِ وأرجو أنْ أكونَ أنا ذلك العبدُ ، فمَنْ سألَ اللهَ لي الوسيلةَ حلَّتْ عليه الشَّفاعةُ يومَ القيامةِ).[٧]
  • (إذا سمعتُمُ المؤذِّنَ فقولوا مثلَ ما يقولُ، ثمَّ صلُّوا عليَّ، فإنَّهُ من صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى اللَّهُ عليْهِ بِها عشرًا، ثمَّ سلوا ليَ الوسيلةَ فإنَّها منزلةٌ لا تنبغي إلَّا لعبدٍ من عبادِ اللَّهِ وأرجو أن أَكونَ أنا هو، ومن سألَ ليَ الوسيلةَ حلَّت عليْهِ الشَّفاعةُ).[٦]


المراجع

  1. ^ أ ب سورة الإسراء، آية:79
  2. رواه السيوطي، في البدور السافرة، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:263، حديث إسناده حسن.
  3. "ما هو المقام المحمود؟ وهل يجوز الدعاء به؟"، إسلام ويب، 2/5/2019، اطّلع عليه بتاريخ 12/4/2021. بتصرّف.
  4. رواه ابن باز، في فتاوى نور على الدرب لابن باز ، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:408، حديث إسناده حسن.
  5. ^ أ ب ت ث ج "معنى "اللهم رب هذه الدعوة التامة..""، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 9/4/2021. بتصرّف.
  6. ^ أ ب رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن عمرو ، الصفحة أو الرقم:3614، حديث صحيح.
  7. رواه ابن تيمية، في مجموع الفتاوى ، عن عبدالله بن عمرو ، الصفحة أو الرقم:351، حديث صحيح .