دعاء القنوت

يعرَّف القنوت لغةً بأنَّه الدعاء، والصلاة، الخضوعِ، الخشوع، والسكوتُ، أمّا اصطلاحاً فيعني الدعاء في القيام في وقتٍ مخصوص ويؤدَّى في صلاة الوتر وهو مشروعٌ عند الأئمة الأربعة.[١]



صيغ دعاء القنوت

يجوز للمسلم أن يدعو في القنوت بأيّ دعاء يريده؛ إذ إنّ الصيغ الواردة لا تتعيّن بذاتها، ولا حرج في الزيادة عليها كما قال الألبانيّ -رحمه الله-،[٢] ولدعاء القنوت عدّة صِيَغ هي:[٣]



"اللهمَّ اهدِنا فيمَن هدَيتَ وعافِنا فيمَن عافَيتَ وتوَلَّنا فيمَن توَلَّيتَ وبارِكْ لنا فيما أعطَيتَ وقِنا شَرَّ ما قضَيتَ إنَّك تَقضي ولا يُقضى عليكَ إنَّه لا يَذِلُّ مَن والَيتَ تَبارَكتَ ربَّنا وتَعالَيتَ"[رواه ابن الملقن ، في تحفة المحتاج، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1/304، إسناده جيد.]




"اللهمَّ إنَّا نستعينُكَ ونستغفرُكَ ونُثْنِي عليكَ الخيرَ كلَّهُ ونشكرُكَ ولا نَكْفُرُكَ ونخلَعُ ونترُكُ من يفجرُكَ اللهمَّ إيَّاكَ نعبُدُ ولكَ نُصلِّي ونسجُدُ وإليكَ نسعى ونَحْفِدُ نرجو رحمتَكَ ونخشَى عذابَكَ إنَّ عذابَكَ بالكفارِ مُلْحِقٌ"[رواه الألباني، في إرواء الغليل ، عن عبدالرحمن بن أبزى، الصفحة أو الرقم:2/164، إسناده صحيح .]




"اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ برضاكَ مِن سخَطِك وبمعافاتِك مِن عقوبتِك وأعوذُ بك منك لا أُحصي ثناءً عليك أنتَ كما أثنَيْتَ على نفسِك".[رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:1427، إسناده صحيح.][7] 




وقت دعاء القنوت

دعاء القنوت في صلاة الوتر

 يُقال دعاء القنوت في الركعة الأخيرة من صلاة الوتر، بعد الركوع، وإن قيل قبل الركوع فلا بأس في ذلك،[٤] وفي ما يأتي الأدلّة على الأفضلية، والجواز:


أدلة أفضلية القنوت بعد الركوع:[١]

  • (أنَّ عبدَ الرَّحمنِ بنَ عبدٍ القاريَّ - وَكانَ في عَهْدِ عمرَ بنِ الخطَّابِ معَ عبدِ اللَّهِ بنِ الأرقمَ علَى بيتِ المالِ - أنَّ عمرَ خرجَ ليلةً في رمضانَ فخرجَ معَهُ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عبدٍ القاريُّ فطافَ بالمسجِدِ وأَهْلُ المسجدِ أوزاعٌ متفرِّقونَ ، يصلِّي الرَّجلُ لنفسِهِ ، ويصلِّي الرَّجلُ ، فيصلِّي بصلاتِهِ الرَّهطُ ، فقالَ عُمَرُ : واللَّهِ إنِّي أظنُّ لَو جمعنا هؤلاءِ علَى قارئٍ واحدٍ لَكانَ أمثلَ ، ثمَّ عزمَ عمرُ علَى ذلِكَ ، وأمرَ أُبيَّ بنَ كعبٍ أن يقومَ لَهُم في رَمضانَ . فخرجَ عمرُ علَيهم والنَّاسُ يصلُّونَ بصلاةِ قارئِهِم ، فقالَ عمر : نِعمَ البدعةُ هيَ ، والَّتي تَنامونَ عنها أفضلُ منَ الَّتي تَقومونَ - يريدُ آخرَ اللَّيلِ - فَكانَ النَّاسُ يقومونَ أوَّلَهُ ، وَكانوا يَلعنونَ الكفرةَ في النِّصفِ : اللَّهمَّ قاتِلِ الكفَرةَ الَّذينَ يصدُّونَ عن سبيلِكَ ، ويُكَذِّبونَ رسُلَكَ ، ولا يؤمِنونَ بوعدِكَ ، وخالِف بينَ كلمتِهِم ، وألقِ في قلوبِهِمُ الرُّعبَ ، وألقِ عليهم رِجزَكَ وعذابَكَ ، إلَهَ الحقِّ ، ثمَّ يصلِّي علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ويَدعو للمسلمينَ بما استطاعَ من خَيرٍ ثمَّ يستغفرُ للمؤمنينَ ، قال : وَكانَ يقولُ إذا فرغَ من لَعنةِ الكفرةِ وصلاتِهِ علَى النَّبيِّ ، واستغفارِهِ للمؤمنينَ والمُؤْمِناتِ ومسألتِهِ : اللَّهمَّ إيَّاكَ نعبُدُ ، ولَكَ نصلِّي ونسجُدُ وإليكَ نسعى ونحفِدُ ، ونرجو رحمتَكَ ربَّنا ، ونخافُ عذابَكَ الجِدَّ ، إنَّ عذابَكَ لمن عاديتَ مُلحِقٌ ، ثمَّ يُكَبِّرُ ويَهْوي ساجدًا)[٥]وقول(ثم يُكبِّر ويَهوي ساجدًا) دليل على أنه دعا بعد الركوع.
  • (صلَّيتُ خَلفَ عمرَ بنِ الخطَّابِ رضيَ اللَّهُ عنهُ فقَنَتَ بعدَ الرُّكوعِ ورفعَ يديهِ وجَهَرَ بالدُّعاءِ).[٦]
  • (عن العَوَّامِ بنِ حمزةَ قال سألتُ أبا عثمانَ عن القنوتِ فقال بعدَ الركوعِ فقلتُ عمَّن فقال عن أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ).[٧]


أدلَّة جوازِ القنوتِ قبلَ الرُّكوعِ:[١]

  • (عَن أنسِ بنِ مالِكٍ، أنه سُئِلَ عنِ القُنوتِ في صلاةِ الصُّبحِ، فقالَ: كنَّا نَقنتُ قبلَ الرُّكوعِ وبعدَهُ).[٨]
  • (أنَّ ابنَ مسعودٍ وأصحابَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ كانوا يقنُتونَ في الوترِ قبلَ الرُّكوعِ).[٩]


دعاء القنوت في صلاة الفجر

اختلف الفقهاء في مسألة القنوت في صلاة الفجر، فرأى مذهب الشافعية والمالكية أنَّ القنوت في الفجر سنة أو مستحب، وأما مذهب الحنفية والحنابلة فرأوا أنه غير مشروع في صلاة الفجر.[١٠] وقال الشيخ ابن باز إنَّ القنوتَ مشروعٌ في جميع الصلوات أو في بعضها عند النوازِلِ والمصائب يدعو فيه بما يناسب الحال، كحاله -صلّى الله عليه وسلّم- حينما قنت يدعو للمسلمين المستضعفين في مكّة؛ لينجيهم الله سبحانه وتعالى من ظلم قريش وعُدوانهم، على أن لا يبقى ذلك على وجه الدوام، وإنما بشكلٍ مؤقتٍ فذلك لا بأس به.دعاء القنوت في صلاة الصبح.[١١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "الفَرعُ العاشر: القُنوتُ في الوِتْرِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2021. بتصرّف.
  2. "القنوت في الصلاة"، الإسلام سؤال وجواب، 13/4/2002، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2021. بتصرّف.
  3. "صيغة دعاء القنوت وفي أي الصلوات"، إسلام ويب، 25/9/1999، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2021. بتصرّف.
  4. "دعاء القنوت في الوتر"، الإسلام سؤال وجواب، 15/5/2004، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2021. بتصرّف.
  5. رواه الألباني ، في صحيح ابن خزيمة، عن عروة بن الزبير، الصفحة أو الرقم:1100، إسناده صحيح.
  6. رواه البيهقي ، في السنن الكبرى للبيهقي، عن أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الصفحة أو الرقم:2/212، صحيح.
  7. رواه الألباني ، في إرواء الغليل ، عن عبدالرحمن بن مل النهدي أبو عثمان، الصفحة أو الرقم:2/164، إسناده حسن.
  8. رواه الألباني ، في صحيح ابن ماجه ، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:979، صحيح.
  9. رواه ابن حجر العسقلاني، في الدراية ، عن علقمة بن قيس، الصفحة أو الرقم:1/194، إسناده حسن.
  10. "توضيح حول حكم القنوت في صلاة الفجر"، إسلام ويب، 10/4/2007، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2021. بتصرّف.
  11. "دعاء القنوت في صلاة الصبح"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2021. بتصرّف.