ما هو الدعاء الأول في الصلاة؟

يجب على المسلم التوجه إلى الله تعالى وحده بالدعاء والتضرع والتذلل؛ فالدعاء هو لب العبادة ومقصد التوحيد، قال تعالى: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}،[١] وقال -عليه الصلاة والسلام-: (الدعاء هو العبادة)،[٢] وهذا هو معنى من معاني الصلاة التي يؤديها المسلم، فهي صلة بين العبد وربه، وهي دعاء وذلك لما فيها من؛ قيام، وركوع، وسجود، وذكر، وتسبيح، وطلب للمغفرة، والرحمة، والهداية، والتوفيق من الله تعالى،[٣] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَسْكُتُ بيْنَ التَّكْبِيرِ وبيْنَ القِرَاءَةِ إسْكَاتَةً - قالَ أَحْسِبُهُ قالَ: هُنَيَّةً - فَقُلتُ: بأَبِي وأُمِّي يا رَسولَ اللَّهِ، إسْكَاتُكَ بيْنَ التَّكْبِيرِ والقِرَاءَةِ ما تَقُولُ؟ قالَ: أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بالمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ)،[٤] ويسمى الدعاء الذي يقال في بداية الصلاة بدعاء الاستفتاح، وهو دعاء يقوله المصلي بعد تكبيرة الإحرام وقبل الشروع في قراءة الفاتحة.[٥]


دعاء الاستفتاح

لقد وردت في دعاء الاستفتاح ألفاظ متعددة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وللمسلم أن يختار منها ما يشاء، وقد وردت بعضها في صلاة الفريضة وبعضها في النافلة، وهذه أصحها:[٦]



(اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبَرَد.)،[رواه البخاري، في الصحيح، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:744 ، صحيح.] ورد في الفريضة.




(اللَّهُمَّ باعِدْ بيني وبينَ خطايايَ كما باعدْتَ بينَ المشرقِ والمغربِ اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ أنْ تصدَّ عنِّي بوجهِكَ يومَ القيامةِ اللَّهُمَّ نقني مِنَ الخطايا كمَا يُنَقَّى الثَّوبُ الأبيضُ مِنَ الدَّنسِ اللَّهُمَّ أحيني مسلمًا وأمتني مسلمًا.)،[رواه العيني، في عمدة القاري، عن سمرة بن جندب، الصفحة أو الرقم:428، إسناده جيد.] ورد في الفريضة.




(وجَّهْتُ وجهيَ للَّذي فطَر السَّمواتِ والأرضَ حنيفًا وما أنا مِن المُشرِكينَ إنَّ صلاتي ونُسُكي ومحياي ومماتي للهِ ربِّ العالَمينَ لا شريكَ له وبذلكَ أُمِرْتُ وأنا أوَّلُ المُسلِمينَ اللَّهمَّ أنتَ الملِكُ لا إلهَ إلَّا أنتَ أنتَ ربِّي وأنا عبدُكَ ظلَمْتُ نفسي واعترَفْتُ بذَنْبي فاغفِرْ لي ذُنوبي جميعًا لا يغفِرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ لبَّيْكَ وسعدَيْكَ والخيرُ كلُّه في يدَيْكَ والشَّرُّ ليس إليكَ أنا بكَ وإليكَ تبارَكْتَ وتعالَيْتَ أستغفِرُكَ وأتوبُ إليكَ.)،[رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:1773، حديث أخرجه ابن حبان في صحيحه.] ورد في قيام الليل.




(سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدُّك، ولا إله غيرك)،[رواه الدارقطني، في سنن الدارقطني، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1/628، حديث صحيح عن عمر قوله.] ورد في الفريضة.




(اللَّهمَّ ربَّ جَبرائيلَ، وميكائيلَ، وإسرافيلَ، فاطرَ السَّمواتِ والأرضَ، عالِمَ الغيبِ والشَّهادَةَ، أنتَ تحكمُ بينَ عبادِكَ فيما كانوا فيهِ يختلِفون، اهدني لما اختُلفَ فيهِ منَ الحقِّ بإذنِك، إنَّكَ تَهدي من تشاءُ إلى صراطٍ مستقيمٍ.)،[رواه ابن القيم، في أعلام الموقعين، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:216، صحيح.] ورد في قيام الليل.




(اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، أَنْتَ الحَقُّ، وَوَعْدُكَ الحَقُّ، وَقَوْلُكَ الحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ الحَقُّ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ إِلَهِي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ)،[رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:7499، صحيح.] ورد في قيام الليل.




(اللهُ أكبَرُ كَبيرًا، والحَمدُ للهِ كَثيرًا، وسُبحانَ اللهِ وبِحَمدِهِ بُكرةً وأصيلًا، اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ، مِن هَمزِهِ، ونَفخِهِ، ونَفثِهِ)،[رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن جبير بن مطعم، الصفحة أو الرقم:16740، حسن.] ورد في قيام الليل.




(عن ربيعٍ الجرَشيّ قال: سألتُ عائشةَ فقلتُ: ما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم يقولُ إذا قام من الليلِ وبمَ كان يستفتحُ؟ قالت: كان يكبِّرُ عشرًا ويحمَدُ عشرًا ويسبِّحُ عشرًا ويهلِّلُ عشرًا ويستغفِرُ عشرًا ويقولُ: اللهمَّ اغفرْ لي واهدِني وارزقْني وعافِني عشرًا، ويقولُ: اللهُمَّ إني أعوذُ بكَ من الضِّيقِ يومَ الحسابِ عشرًا).[رواه الألباني، في أصل صفة الصلاة، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1/267، إسناده صحيح.]




(عن أنس رضي الله عنه: أنَّ رَجُلًا جَاءَ فَدَخَلَ الصَّفَّ وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ، فَقالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا قَضَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلَاتَهُ قالَ: (أَيُّكُمُ المُتَكَلِّمُ بالكَلِمَاتِ؟ فأرَمَّ القَوْمُ، فَقالَ: أَيُّكُمُ المُتَكَلِّمُ بهَا؟ فإنَّه لَمْ يَقُلْ بَأْسًا فَقالَ رَجُلٌ: جِئْتُ وَقَدْ حَفَزَنِي النَّفَسُ فَقُلتُهَا، فَقالَ: لقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا، أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا).[رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:600، صحيح.]




(عن ابن عمر رضي الله عنه قال: بينَما نحنُ نصلِّي معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذ قالَ رجلٌ منَ القومِ: اللَّهُ أَكْبَرُ كبيرًا، والحمدُ للَّهِ كثيرًا، وسُبحانَ اللَّهِ بُكْرةً وأصيلًا، قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: مَنَ القائلُ كذا وَكَذا ؟ فقالَ رجلٌ منِ القومِ: أَنا، يا رسولَ اللَّهِ قالَ: عَجِبْتُ لَها، فُتِحَت لَها أبوابُ السَّماءِ قالَ ابنُ عمرَ: ما ترَكْتُهُنَّ منذُ سَمِعْتُ مِن رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ).[رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:3592، صحيح.]





أدعية أخرى تقال في الصلاة:

أدعية الصلاة

الدعاء في بداية الصلاة


المراجع

  1. سورة الأنعام، آية:79
  2. رواه النووي، في الأذكار، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم:478، إسناده صحيح.
  3. د.أشرف عبدالرحمن (17/10/2017)، "ما معنى الصلاة؟"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2021.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:744 ، صحيح.
  5. فتوى 1134 (27/1/2004)، "بعض الأدعية الثابتة في استفتاح الصلاة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2021. بتصرّف.
  6. رقم السؤال 242032 (9/4/2016)، "دعاء الاستفتاح والصيغ الواردة فيه"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2021. بتصرّف.