دعاء لبس الثوب

الدّعاء عند لبس الثوب الجديد مظهر من مظاهر شكر الله -عزّ وجلّ- على نعمه، وهذا هو هدي النّبي -صلى الله عليه وسلّم-، وقد قسّم أهل العلم الأدعية المأثورة في اللباس إلى قسمين، دعاء لبس الثوب الجديد، ودعاء لبس الثوب بشكل عام،[١] وبيانهما فيما يأتي:

دعاء لبس الثوب الجديد

صحّ في الحديث أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- كان يخصّ لبس الثوب الجديد بدعاء، سواء كان هذا اللباس قميصاً أو رداءً أو عمامة.



  • (كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا استَجَدَّ ثوبًا، سمَّاهُ باسْمِه؛ عِمامةً، أو قَمِيصًا، أو رِداءً، ثمَّ يقولُ: اللَّهُمَّ لكَ الحمدُ، أنتَ كَسَوْتَنِيهِ، أسألُكَ مِن خَيرِه، وخيرِ ما صُنِعَ له، وأعوذُ بكَ مِن شَرِّهِ، وشَرِّ ما صُنِعَ له). [أخرجه الحاكم في مستدركه، صحيح على شرط مسلم]



وقوله -عليه الصلاة والسّلام-: "أسألك من خيره وخير ما صنع له"، أيّ: يا ربّ كن لي عوناً على أنْ أستعمل ثوبي الجديد في طاعتك وحُسن عبادتك، وقوله: "وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له"، أيّ: يا ربّ أسألك وأستعيذ بك أنْ أستعمل لباسي الجديد في معصيتك،[٢] وهذا الدّعاء-أيضاً- يدخل في باب شكر النّعم، حيث يقول -سبحانه-: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)،[٣] ومن معاني هذه الاية الكريمة: "لئن شكرتم إنعامي لأزيدنكم من فضلي".[٤]


الدعاء عند لبس الثياب عموماً

كان من هدي النبي -صلى الله عليه وسلّم- عند لبس أيّ ملبوس أنْ يدعو ويستحضر نعمة الله -تعالى- عليه،



  • (... ومَن لَبِسَ ثوبًا، فقالَ: الحمْدُ للهِ الَّذي كَسانِي هذا ورَزَقَنيهِ مِن غيرِ حوْلٍ مِنِّي ولا قُوَّةٍ؛ غُفِرَ له ما تقدَّمَ مِن ذنْبِهِ). [أخرجه الحاكم في مستدركه، صحيح على شرط البخاري]



وهذا الدّعاء الذي يحْسُن بالمسلم أن يدعو الله به عند لبس الثياب يتضمّن دلالات عظيمة، وأبرزها أنّ المسلم يحيل كلّ نعمة -قلّتْ أو كثُرتْ- إلى حول الله وقوّته وفضله وإنعامه -سبحانه-، كما بيّن النبي الكريم أنّ هذا سبب من أسباب مغفرة ذنب العبد، وهذا -بلا شك- دليلٌ على عظيم كرم الله -تعالى- على عباده.


الدّعاء المأثور لمن لبس ثوباً جديداً



  • قال التابعيّ أبو نضرةَ: كان أصحابُ النبيِّ -صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ- إذا لبس أحدُهم ثوبًا جديدًا قيل له: (تُبْلِي، ويُخلفُ اللهُ تعالى). [أخرجه أبو داود، صحيح]



ومعناه: الدّعاء لصاحب الثوب الجديد أنْ يطيل الله في عُمُر صاحبه؛ فيلبسه حتى يبلى، وأنْ يرزقه الله بعده ثوباً آخر، ويتضمّن هذا الدّعاء جانبين:

  • دعاء بطول العمر والصّحة والعافية.
  • دعاء بالرّزق يمكّنه من شراء ثوب آخر غير الذي يلبسه.


وهذا مظهر من إظهار السّرور والفرح بإنعام الله على أخيك المسلم، وهو من محاسن الأخلاق؛ لما يتضمّنه من معاني حبّ الخير للآخرين، وفي هذا صحّ عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلّم- قال: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ).[٥]

المراجع

  1. فريق الموقع (23/9/2009)، "الذكر المشروع عند لبس الثوب الجديد أو القديم"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 17/6/2023. بتصرّف.
  2. فريق الموقع، "شرح دعاء الثوب الجديد"، الدرر السنية شروح الأحاديث، اطّلع عليه بتاريخ 17/6/2023. بتصرّف.
  3. سورة إبراهيم، آية:7
  4. أبو الحسن المارودي، تفسير الماوردي النكت والعيون، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 123، جزء 3.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:13، صحيح.