أدعية سيدنا موسى في سورة الأعراف

دعاؤه بالنظر إلى خالقه

لمّا ذهب موسى -عليه السلام- لملاقاة ربّه استأنس بكلامه، وطمع في رؤية حبيبه الله -سبحانه-، فطلب منه ذلك، فقال -عز وجل-: (... قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا...)، [الأعراف:143] ولما أفاق موسى -عليه السلام- أحسّ بأنّه طلب ما لا يتحقّق في الدنيا وما ليس له، فاستغفر ربّه وتاب من طلبه:[١]

  • دعاء موسى -عليه السلام- برؤية الله



(رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ). [الأعراف:143]


  • دعاء موسى -عليه السلام- بالتوبة مما طلب



(سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ). [الأعراف:143]




دعاؤه لنفسه ولأخيه

عندما خرج موسى -عليه السلام- إلى الطور لملاقاة ربّه أمر أخاه هارون أن يبقى مكانه مع قومه، فاتّخذ قوم موسى العجل آلهةً بسبب فتنة السامري لهم، وظلّ هارون -عليه السلام- يدعوهم مِراراً وتكراراً إلى الرجوع عن ذلك والتوبة إلى الله -تعالى-.


ولما رجع موسى -عليه السلام- ووجد قومه قد عبدوا العجل غضب وأخذ برأس أخيه يلومه على ذلك، فلمّا اعتذر له أخوه هارون ووضّح له الأمر دعا موسى -عليه السلام- بالمغفرة لأخيه حتى يرضيه، ودعا لنفسه بالمغفرة لأنّه ألقى التبعة على أخيه، وحتى يُظهر لقومه رضاه عنه،[٢] ونذكر أدعيته -عليه السلام- فيما يأتي:



  • (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ). [الأعراف:151]





  • (إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ* وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ). [الأعراف:155-156]




دعاء سيدنا موسى في سورة طه

عندما أمر الله -تعالى- نبيّه موسى -عليه السلام- بالذهاب إلى فرعون حتى يدعوه إلى الإيمان دعا موسى -عليه السلام- ربّه أن يشرح له صدره وييُسّر أمره، خاصةً وأنّ فرعون قد طغى وتجبّر في الأرض، ثمّ طلب منه أن يشدّ عضده بإرسال أخيه هارون -عليه السلام- معه، فاستجاب الله -تعالى- له ذلك، ودعاؤه في سورة طه هو:[٣]



(قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي* وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي* هَارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي* كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا* وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا* إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا). [طه:25-35]




أدعية سيدنا موسى في سورة القصص

كان النبيّ موسى -عليه السلام- يدعو لنفسه في العديد من المواطن، ويظهر ذلك جلياً في سورة القصص، إذ كان من دعائه:



  • (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي). [القصص:16]





  • (رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ). [القصص:17]





  • (رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ). [القصص: آية 21]





  • (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ). [القصص:24]




أدعية سيدنا موسى في سور أخرى

دعا سيدنا موسى على فرعون وملئه بعد أن تكبّروا وتجبّروا عليه وعلى قومه ولاقى من أذاهم ما لاقى، ويظهر ذلك في العديد من المواطن في القرآن الكريم، ومن ذلك:



  • (رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ). [يونس:88]





  • (إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ). [غافر:27]



المراجع

  1. محمد أبو زهرة، زهرة التفاسير، صفحة 2945-2946، جزء 6. بتصرّف.
  2. محمد المقدم، تفسير القرآن الكريم، صفحة 18، جزء 66. بتصرّف.
  3. الطبري، تفسير الطبري جامع البيان، صفحة 52، جزء 16. بتصرّف.