دعاء لبس الجديد

نصّ الدعاء



"اللَّهُمَّ لكَ الحمدُ، أنتَ كَسَوْتَنِيهِ، أسألُكَ مِن خَيرِه، وخيرِ ما صُنِعَ له، وأعوذُ بكَ مِن شَرِّهِ، وشَرِّ ما صُنِعَ له"



رُوي عن أبي سعيدٍ الخدريّ -رضي الله عنه- أنّه قال: (كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا استَجَدَّ ثوبًا، سمَّاهُ باسْمِه؛ عِمامةً، أو قَمِيصًا، أو رِداءً، ثمَّ يقولُ: اللَّهُمَّ لكَ الحمدُ، أنتَ كَسَوْتَنِيهِ، أسألُكَ مِن خَيرِه، وخيرِ ما صُنِعَ له، وأعوذُ بكَ مِن شَرِّهِ، وشَرِّ ما صُنِعَ له).[١][٢]



"الحمدُ للهِ الَّذي كساني هذا ورَزَقَنِيهِ مِن غيرِ حَولٍ مِنِّي ولا قُوَّةٍ"



وممّا أُثر عنه -عليه الصلاة والسلام- من دعاءٍ عند لبس ثوبٍ جديدٍ أو تناول طعامٍ قوله: (مَنْ أَكَلَ طعامًا، فقالَ: الحمدُ للهِ الَّذي أَطْعَمني هذا، ورَزَقَنيهِ مِن غيرِ حَولٍ مِنِّي ولا قُوَّةٍ؛ غُفِرَ له ما تَقدَّمَ مِن ذنبِهِ، ومَنْ لَبِسَ ثوبًا، فقالَ: الحمدُ للهِ الَّذي كساني هذا ورَزَقَنِيهِ مِن غيرِ حَولٍ مِنِّي ولا قُوَّةٍ؛ غُفِرَ له ما تَقدَّم مِن ذنبِهِ).[٣][٢]


شرح دعاء لبس الجديد

يعلّمنا النبيّ -عليه الصلاة والسلام- التوجّه إلى الله -تعالى- بالدعاء والذكر في كلّ أفعالنا، ومن ذلك الدعاء والذكر عند لبس الثوب؛ فيستحبّ لمن لبس ثوبًا جديدًا أن يحمد الله -سبحانه وتعالى- ويشكره أن رزقه ما يلبسه ويكسو جسده بمشيئته وكرمه من غير قوَّةٍ من الإنسان، ثمّ يسأل لابس الثوب الله -تعالى- أن يرزقه من خير ما أُعِدَّ وصُنع له هذا الثوب؛ أي دوامه له، وطهارته ونظافته، وستره لعورته، ووقايته له من حرّ الصيف وبرد الشتاء، وأن يكون في لبسه عونًا له على طاعة الله -تعالى- والقيام بحقّه.[٤]


كما ينصّ الدعاء على أن يسأل لابس الثوب الله -تعالى- ويستعيذ به من شرّ ما صُنع له هذا الثوب؛ كأن يكون حرامًا أو نجسًا غير طاهرٍ، أو أن يكون في لبسه إعانةً له على معصية الله -تعالى-، أو أن يدخل إلى نفس صاحبه العُجب والكبر بسبب هذا اللباس،[٤] ومن العلماء من فرق بين دعاء لبس الثوب الجديد، ودعاء لبس المسلم لأيّ ثوبٍ يرتديه وإن لم يكن جديدًا؛ فيدعو عند لبس الثوب الجديد بالدعاء الوارد في الحديث الأول من سؤال خير الثوب والاستعاذة من شره، ويدعو عند لبس أي ثوبٍ بالدعاء الوارد في الحديث الثاني بحمد الله -تعالى- أن رزقه الثوب من غير حولٍ وقوَّةٍ منه.[٥]


الدعاء لمن لبس ثوبًا جديدًا



"تُبْلِي ويُخلفُ اللهُ تعالى"



ورد عن الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- أنّهم كانوا يدعون للابس الثوب الجديد بأدعيةٍ، منها دعاؤهم لمن لبس جديدًا بقولهم: (تُبْلِي ويُخلفُ اللهُ تعالى)؛[٦] وتبلي؛ أي الدعاء بأن يُطيل الله -تعالى- في عمر لابس الثوب ويباركه، حتى يبلى الثوب ويهلك بعد لبسه له وتمتّعه به، وأمّا الدعاء بأن يُخلف الله -تعالى- عليه وله؛ أي يُخلف الله -تعالى- على لابس الثوب ويرزقه بثوبٍ آخر جديدٍ بعد لبسه لهذا الثوب وإبلائه له.[٧]



"البَس جديدًا، وعِش حميدًا، ومِت شَهيدًا"



ومن الدعاء الذي يُقال للابس الثوب الجديد؛ ما رُوي عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من قوله: (البَس جديدًا، وعِش حميدًا، ومِت شَهيدًا)،[٨] ومعنى الدعاء؛ أن يرزق الله -تعالى- لابس الثوب بأثوابٍ جديدةٍ، وأن يعيش حميدًا؛ أي يطيل الله -تعالى- عمره ويباركه، ويحيا حامدًا لله ومحمود الذكر عند الناس، وسؤال الله -تعالى- له بأن يموت شهيدًا؛ أي أن يرزقه الله -تعالى- بميتةٍ وخاتمةٍ حسنةٍ، وأحسنها: نيل الشهادة في سبيل الله.[٤]


المراجع

  1. رواه الحاكم النيسابوري، في المستدرك على الصحيحين، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:7613، صحيح على شرط مسلم.
  2. ^ أ ب خالد الجريسي، ورد اليوم والليلة، صفحة 10.
  3. رواه الحاكم النيسابوري، في المستدرك على الصحيحين، عن معاذ بن أنس، الصفحة أو الرقم:1894، صحيح على شرط البخاري.
  4. ^ أ ب ت مجدي بن عبد الوهاب الأحمد، شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة، صفحة 61-63. بتصرّف.
  5. النووي، المجموع شرح المهذب، صفحة 647. بتصرّف.
  6. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:4020، صححه الألباني.
  7. "شرح أثر: تبلي ويخلف الله"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 20/7/2022. بتصرّف.
  8. رواه ابن ماجه، في سنن ابن ماجه، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:3558، صححه الألباني.