الصبر على الفقر

يُعدّ الفقر من الأمور المكروهة عند الإنسان، فيجب على المسلم أن يستعيذ من شر فتنة الفقر، حيث قد يصل الفقر بالإنسان إلى الذل والقهر، وقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يستعيذ من الفقر قائلاً: (اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ الفقرِ، والقلَّةِ، والذِّلَّةِ، وأعوذُ بِكَ من أن أظلِمَ، أو أُظلَمَ)،[١] فعلى المسلم أن يسعى للكسب الحلال الحسن، دون أن يتعلّق قلبه بالدنيا، مع الإيمان المطلق بأنّ الرزق محسوم بيد الله عزّ وجلّ وحده، وفي هذا المقال ذكر لأدعية الفقراء في البرد.[٢]


أدعية للفقراء في البرد



"اللهم في هذا البرد القارس، نستودعك كل من لا مأوى له، وكل من لا لباس له، وكل من لا دفء له، وكل من لا معيل له، وكل مبتلى، وكل مفقود وكل مريض وكل جريح وكل أسير، اللهم نستودعك كل من يتألم، وكل من يسألك الستر والعافية في الدنيا والآخرة، فاحفظهم بحفظك، وارحمهم برحمتك يا أرحم الراحمين".




"نستودعك اللهم كل فقير مبتلى، وكل مفقود وكل مريض وكل جريح وكل أسير".




"اللهم ابسط دفئ رحمتك على من لا مأوى له".




"اللهم هون برد الشتاء على عبادك الفقراء المستضعفين، اللهم ارحم من لا مأوى له في هذا البرد الشديد".




"اللهم انشر الدفء على الفقراء في هذا الشتاء، وهذا البرد"




اللهم احفظ الفقراء في كل مكان وهم في حاجة من دفئك، في كل بقاع الأرض يا ذا الجلال والعزة، يا رب العالمين".




"اللهم كن للفقراء والمحتاجين والأرامل والمساكين، اللهم أطعمهم، فإنهم جوعى، اللهم استرهم بسترك وحفظك، ووسع عليهم بكرمك، وأدخل الفرح إلى قلوبهم يا حنان يا منان يا رب العالمين".




"اللهم هذا حال الفقراء من عبادك لا يخفى عليك، وهذا ضعفهم ظاهر بين يديك، اللهم الطف بهم في قضائك، وقدرك لطفاً يليق بعظيم رحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إنك تدرك دعواتنا، حتى لو لم ننطق بها، فاللهم حقق لهم بكرمك ما يتمنون".




"اللهم إن الفقراء يشكون إليك ضعف قوتهم، وقلة حيلتهم، وهوانهم على الناس، أنت ارحم الراحمين، ورب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلهم، إلى قريب يتجهمهم، أم إلى عدو ملكته أمرهم، إن لم يكن بك عليهم غضب فلا نبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لهم، اللهم إني أعوذ بنور وجهك، الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن ينزل بهم غضبك، أو يحل بهم سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".




"لا إله إلا أنت، ذو الجلال والعزة، اللهم أنقذ الفقراء في كل مكان من شدة البرد، اللهم هوّن عليهم قرصة البرد، وقساوة الشتاء وغدره عليهم، اللهم كن معهم ولا تكن عليهم، أنت الذي لا ترد المضطر إذا دعاك، أنت المولى والعون والنصير، اللهم بحق أسمائك الحسنى، حافظ عليهم، سبحانك وبحمدك، تقدّست أسماؤك وعلا شأنك العظيم، يا هازم الأحزاب، مجرى السحاب، يا من تقول للشيء كن فيكون، أرفق بالفقراء والمحتاجين، الذين ليس لهم سواك يا علي يا كبير، اللهم احفظهم بعينك التي لا تنام، وأكرمهم بكرمك يا عظيم يا منان، اللهم احرصهم من الرياح وما أوتيت به، ومن قساوة برد الشتاء، فهم عبادك الفقراء، اللهم فرّج كربتهم، وداوي مرضاهم، وأصلح أحوالهم، وألّف بين قلوبهم، وأغنهم بحلالك، ولا تجعل شكواهم إلّا إليك يا غفور".




"احفظ عبادك يا كريم، كن مع الفقراء المستضعفين ولا تكن عليهم، نسألك أن تستجيب لكل من يدعوك بالستر والعافية، اللهم اجمع شمل المسلمين، اللهم اغنهم بفضلك عمن سواك، أنت المعز والمذل والكبير والعظيم"




الحكمة في الفقر

أخبر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ الفقر ابتلاءً من الله تعالى للعبد، فإذا صبر الفقير على فقره وحاجته واحتسب ذلك لله تبارك وتعالى؛ كان كل ما أصابه من بلاء وفقر نعمة وأجر وتكفير ذنوب، فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- : (ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ)،[٣] وقد ذكر الإمام الغزالي -رحمه الله- أنّ في كل بلاء وفقر ومصيبة في الدنيا؛ لا بدّ من توفر خمس أمور تشعر المسلم بالطمأنينة والامتنان لله عزّ وجلّ، وهذه الأمو هي:[٤]

  • أنَّه كان يمكن لهذه المصيبة أن تكون في دينه.
  • أنَّ كل مصيبة وبلية مكتوبة للإنسان في أم الكتاب، وكان لا بدَّ من حصولها ووقوعها عليه، وقد وصلت ووقعت عليه، فاستراح من بعضها أو جميعها.
  • أنَّ هنالك مصائب وابتلاءات أكبر من التي وقعت على المبتلى، فليشكر الله تعالى على تلطفه به.


المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1544، صحيح.
  2. د. بدر عبد الحميد هميسه، " رسالة الصبر إلى أهل الفقر"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 7/4/2021.
  3. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5641 ، حديث صحيح.
  4. "نعمة الله في الابتلاء والفقر والمرض"، اسلام ويب، 2-7-2012، اطّلع عليه بتاريخ 7/4/2021.