من رحمة الله تعالى أن جعل باب التوبة مفتوحًا لعباده يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ}،[١] ومن شروط التوبة وأعظمها؛ الإخلاص لله تعالى بأن يكون الدافع لترك الذنب الخوف من الله ورجاء ما عنده من الثواب، الثاني: الإقلاع عن الذنب في الحال، الثالث: العزم على عدم الرجوع إليه، الرابع: إرجاع الحقوق إلى أهلها، والخامس: أن تكون في زمن قبول التوبة، والوقت الذي لا تقبل معه التوبة اثنان؛ أحدهما طلوع الشمس من مغربها يقول -سبحانه وتعالى-: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا}،[٢] والمراد بقوله تعالى: يوم يأتي بعض آيات ربّك هنا؛ طلوع الشمس من مغربها فعندها يغلق باب التوبة، والموضع الثاني: عند معاينة الموت -حال الغرغرة- يقول الله -سبحانه وتعالى-: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}،[٣] ففي هذين الموضعين لا يقبل الله توبة العبد إن تاب، وفي هذا بيان ظاهر لسعة رحمة الله وشمول حلمه على عباده حيث إنه جعل باب التوبة مفتوحًا لا يُغلق إلا فيما بيّنّه في الموضعين السابقين،[٤] وفيما يأتي سرد لمجموعة من الأدعية التي يقولها العاصي الذي يريد التوبة وأعظها لزوم الاستغفار:


أدعية يقولها تارك الصلاة للهداية



"اللهم يا قادر يا من ترى سرائر البشر، امننّ على كل من لا يصلي بلذة القرب منك، يا رب أعلم أني أخطئ ليلًا ونهارًا، لكنِّي لا أرجو إلا رضالك، فارزق قلبي الهداية وامنن على حياتي بالهداية والمغفرة والطريق المستقيم يا الله، وأبعد عنّي الحيرة في اختيار طريق الصواب، وقربني منك، واجعل هدايتي للصلاة على الدوام برحمتك يا أرحم الراحمين يا رب العالمين".




اللهم اهدِ قلبي وعقلي للصلاة يا الله، واجعل مناجاة روحي خالصًة لك، يا ربّ أكرمني برضاك واجعلني من الصالحين الذين ستدخلهم الجنة بهدايتك، يا رب اجعل رضاك عليّ بالتزامي بالصلاة وثبّت قلبي على الصلاة يا الله يا رب العالمين".




"اللهم افتح على قلبي الغافل بالهدى وعلى جوارحي بالطاعة للصلاة والإنابة بين يديك يا الله، يا إلهي أنت القادر على أن تجعل كل العالمين مقيمي الصلاة، فامنن على عبدك بالهداية للصلاة، يا الله أدعوك وحدك وأنت القادر على هدايتي يا ربّ العالمين".




"اللهم إنك تعلم ولا نعلم، فاجعل رحمتك بنا قربًا منك وهداية إليك، يا غافر الذنب اغفر لي خطيئتي وبارك في عمري، واهدني للثبات على إقامة الصلاة على الوجه الذي تحبّ وترضاه يا ربّ العالمين".




"اللهم قوِّ إيماننا ولا تمنع عنا رحمتك، وارزقنا لذّة القرب منك بإقامة الصلاة يا أرحم الراحمين، اللهم واجعل خيرك وكرمك قريبًا منّي يا رحيم يا رحمن".




أدعية يقولها المغتاب للهداية



اللهم إني أستودعك لساني فلا تجعله يغتاب مسلمًا أو ينطق كذبًا ولا قولا أندم عليه يوم ألقاك، ربي اجعل كتابي في عليين واحفظ لساني عن العالمين اللهم اجعل ألسنتنا عامرةً بذكرك اللهم احفظ ألسنتنا من الغيبة والنميمة، اللهم طهر ألسنتنا وكلامنا من العيوب يا ربّ العالمين."




"يا رب احفظ لساني من الغيبة والنميمة، يا رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور الرحيم، اللهم يا الله باعد بيني وبين الغيبة والنميمة اللهم لا تشغلني بالناس واشغلني بنفسي وأصلحها يا أرحم الراحمين، اللهم قرّبني إليك بالقول والعمل الصالح الذي تحبّه وترضاه برحمتك يا أرحم الراحمين".




"اللهم اهدني ثم اهدني ثم اهدني وتب عليّ وأمسك لساني عن الغيبة والنميمة وباطل القول، يا ربّ يا الله أعنّي على أن لا أعود إلى الغيبة فأعني على التوبة وتوكلت عليك يا رب أسألك باسمك التوّاب أن تتوب عليّ، اللهم تب علينا من الغيبة والنميمة وطهر ألسنتنا من ذكر الناس".




"اللهم تب علي، واغفر لي زلّاتي وما يتلفّظ به لساني فيما يغضبك منا يا رب واحفظ ألسنتنا من الغيبة والنميمة واجعلها رطبةً بذكرك".




"اللهم صنّ لساننا ولساني عن الغيبة والنميمة والبهتان وتب علينا واكفنا شر ظنوننا، اللهم تب على من النميمة والغيبة واغفر يا رب لمن اغتبت بالسرّ أو العلن قاصدًا كنت أم غير قاصد، اللهم تب علينا واقبض ألسنتنا عن الغيبة قبل الموت يوم لا ينفعنا الندم ولا المعذرة برحمتك وأنت أرحم الراحمين يا رب العالمين".




أدعية متنوعة يقولها العاصي لطلب الهداية والمغفرة



{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}.[سورة آل عمران، آية:8]




(اللَّهمَّ اهدِني فيمن هديت، وعافِني فيمن عافيتَ، وتولَّني فيمن تولَّيتَ، وبارِك لي فيما أعطيتَ، وقني شرَّ ما قضيتَ، إنَّكَ تقضي ولا يقضى عليْكَ، وإنَّهُ لا يذلُّ من واليتَ، ولا يعزُّ من عاديتَ، تبارَكتَ ربَّنا وتعاليتَ).[رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن الحسن بن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:1425، حديث صحيح.]




(اللَّهمَّ أنتَ ربِّي لا إلَهَ إلا أنتَ خلَقتني وأنا عبدُكَ وأنا على عَهدِكَ ووعدِكَ ما استطعتُ أعوذُ بِكَ من شرِّ ما صنعتُ أبوءُ لَكَ بنعمتِكَ عليَّ وأبوءُ بذنبي فاغفر لي فإنَّهُ لا يغفرُ الذُّنوبَ إلا أنتَ).[رواه ابن تيمية ، في مجموع الفتاوى، عن شداد بن أوس، الصفحة أو الرقم:30، حديث صحيح.]




(اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ، وجِلَّهُ، وأَوَّلَهُ وآخِرَهُ وعَلانِيَتَهُ وسِرَّهُ).[رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:483، حديث صحيح.]




"اللهم إني أدعوك باسمك الأجل الأعز، وأدعوك اللهم باسمك الأحد الصمد، وأدعوك اللهم باسمك العظيم العليم، وأدعوك اللهم باسمك الكبير المتعال، وأدعوك يا ربنا بأنّك أنت الغفور الرحيم أن تغفر لي وترحمني وتهديني يا الله وتتوب عليّ إنّك أنت التوّاب الرحيم، أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه من الذنوب التي تحل النّقم، ومن الذنوب التي تغيـر النّعم، ومن الذنوب التي تورث النّدم، ومن الذنوب التي تحبس القسم، ومن الذنوب التي تعجل الفناء، ومن الذنوب التي تقطع الرجاء، ومن الذنوب التي تمسك غيث السماء، ومن الذنوب التي تكشف الغطاء يا رب العالمين".




"أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم غفّار الذنوب، ذو الجلال والإكرام وأتوب إليه من جميع المعاصي كلها والذنوب والآثام، ومن كل ذنب أذنبته عمداً أو خطأً ظاهراً أو باطناً، قولاً أو فعلاً، في جميع حركاتي وسكناتي وخطراتي وأنفاسي كلها، من الذنب الذي أعلم ومن الذنب الذي لا أعلم، عدد ما أحاط به العلم وأحصاه الكتاب وخطه القلم، وعدد ما أوجدته القدرة وخصصته الإرادة، ومداد كلمات الله كما ينبغي لجلال وجه ربنا وجماله وكماله وكما يحب ربنا ويرضى، وأسأله تعالى أن يهدي قلبي لما يحبّ ويرضى يا رب العالمين".




"اللهم يا بارئ البريات، وغافر الخطيئات، وعالم الخفيات، المطلع على الضمائر والنيات، يا من أحاط بكل شيء علماً، ووسع كل شيء رحمةً، وقهرَ كل مخلوق عزةً وحكماً، اغفر لي ذنوبي، وتجاوز عن سيئاتي، واهدني، واهدِ بي إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم وارزقني هدايًة لقلبي لا أشقى بعدها أبدًا برحمتك يا أرحم الراحمين".




"اللهمّ إنّي أسألك بأنّي أشهد أنّك أنت الله لا إله إلّا أنت الواحد الأحد، الفرد الصّمد، الّذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد أن تغفر لي وترحمني وتتوب عليّ إنّك أنت التوّاب الرحيم، اللهمّ عاملنا بما أنت أهله ولا تعاملنا بما نحن أهله فأنت أهل التّقوى وأهل المغفرة، اللهم إنّك عفوّ تحبّ العفو فاعفُ عنّي، وتب عليّ يا الله، واهدِ قلبي يا ربّ العالمين يا أكرم الأكرمين".




"اللهمّ إنّي أستغفرك من كلّ سيّئة ارتكبتها في بياض النّهار وسواد الليل، في ملأ وخلاء وسرٍّ وعلانية وأنت ناظر إليّ، اللهمّ إنّي أستغفرك من كلّ فريضةٍ أوجبتها عليّ في آناء الليل والنّهار تركتها خطأً أو عمداً أو نسياناً أو جهلاً، وأستغفرك من كلّ سنّةٍ من سنن سيّد المرسلين وخاتم النبيين سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم تركتها غفلةً أو سهواً أو نسياناً أو تهاوناً وجهلاً أو قلّة مبالاة بها، أستغفر الله وأتوب إلى الله ممّا يكره الله قولاً وفعلاً وباطناً وظاهراً، يا ربّ أسألك باسمك التوّاب أنت تتوب عليّ وتهديني لما تحبّ وترضى من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة يا رب العالمين".




" اللهمّ أنت الملك لا إله إلّا أنت ربّي، وأنا عبدك لمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلّا أنت، واصرف عنّي سيّئها لا يصرف عنّي سيّئها إلّا أنت، لبّيك وسعديك، والخير كلّه بيديك، والشرّ ليس إليك، تباركت وتعاليت، أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم غفّار الذنوب ذو الجلال والإكرام وأتوب إليه من جميع المعاصي كلّها والذنوب والآثام ومن كل ذنب أذنبته عمدًا وخطًأ ظاهرًا وباطنًا قولًا وفعلًا في جميع حركاتي وسكناتي وخطراتي وأنفاسي كلًها دائمًا أبدًا سرمدًا من الذنب الذي أعلم ومن الذنب الذي لا أعلم عدد ما أحاط به العلم وأحصاه الكتاب يا رب العالمين".




"اللهم إنّي أستغفرك لكلّ ذنب خطوت إليه برجلي، ومددت إليه يدي أو تأمّلته ببصري، وأصغيت إليه بأذني، أو نطق به لساني، أو أتلفت فيه ما رزقتني ثمّ استرزقتك على عصياني فرزقتني، ثمّ استعنت برزقك على عصيانك فسترته عليّ، وسألتك الزّيادة فلم تحرمني ولا تزال عائدًا عليّ بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين، يا رب اغفر لي ذنوبي كلّها ما علمت منها وما لم أعلم، يا رب وفّقني للتوبة والهداية، وارزقني يا الله توبًة نصوحًا قبل الممات واهدِ قلبي وسدد لساني وأصلح جوارحي لطاعتك يا رحيم يا رحمن يا ربّ العالمين، إنك بالإجابة قدير فاستجب يا رب العالمين". 





أدعية أخرى:

دعاء المغفرة

الدعاء للنفس بالهداية


المراجع

  1. سورة التحريم، آية:8
  2. سورة الأنعام، آية:158
  3. سورة النساء، آية:18
  4. "خمسة شروط للتوبة الصادقة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 26/3/2021. بتصرّف.