يُستحب للمسلم في الحرم استغلال هذا المكان العظيم بالتقرّب من الله بالدعاء بأي أدعية يريدها؛ حيث وردت عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- الكثير من أدعية الهداية والمغفرة والتوبة والرزق؛ وعلى المسلم استغلال هذا المكان الفضيل بالدعاء والتقرّب من الله، فالله تعالى مجيب لدعاء عبده إذا دعاه في أي وقت وأي مكان، قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}،[١][٢] وفي الآتي سرد لمجموعة من الأدعية التي يمكن أن تقال في الحرم كأدعية دخول الحرم، وأدعية الطواف وغيرها:
وللاطلاع على الأدعية المستحب قولها في الحرم عند أداء شعائر الحج أو العمرة: أدعية الطواف، دعاء السعي.
أدعية تقال في الحرم
دعاء دخول الحرم: (أعوذُ باللهِ العظيمِ، وبوجهِهِ الكريمِ، وسلطانِهِ القديمِ، منَ الشيطانِ الرجيمِ).[رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:4715، حديث صحيح.]
الدعاء عند الاقتراب من الحجر الأسود: "الله أكبر"، يقال عند الطواف كلما حاذى المعتمر الحجر الأسود في كل شوط، ففي الحديث: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ طَافَ بالبَيْتِ وهو علَى بَعِيرٍ، كُلَّما أَتَى علَى الرُّكْنِ أَشَارَ إلَيْهِ بشيءٍ في يَدِهِ، وكَبَّرَ).[رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1632، حديث صحيح.]
الدعاء بين الركن اليماني والحجر الأسود: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"، يقال عند الطواف بين الركن اليماني والحجر الأسود؛ ففي الحديث: (سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ في الطوافِ ما بينَ الركنَينِ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[رواه أبي داود، في سنن أبي داود، عن عبد الله بن السائب، الصفحة أو الرقم:1892، حديث سكت عنه أبو داود وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.]
الدعاء عند الصفا: "إن الصفا والمروة من شعائر الله، لا إله إلا الله والله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده"، يقال ثلاث مرات قبل الصعود إلى الصفا، وفي الصعود على المروة؛ ففي الحديث عن الرسول -صلّى الله عليه وآله وسلّم-: (ثُمَّ خَرَجَ مِنَ البَابِ إلى الصَّفَا، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الصَّفَا قَرَأَ: {إنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ} أَبْدَأُ بما بَدَأَ اللَّهُ به فَبَدَأَ بالصَّفَا، فَرَقِيَ عليه، حتَّى رَأَى البَيْتَ فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَوَحَّدَ اللَّهَ وَكَبَّرَهُ، وَقالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ ثُمَّ دَعَا بيْنَ ذلكَ، قالَ: مِثْلَ هذا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ نَزَلَ إلى المَرْوَةِ، حتَّى إذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ في بَطْنِ الوَادِي سَعَى، حتَّى إذَا صَعِدَتَا مَشَى، حتَّى أَتَى المَرْوَةَ، فَفَعَلَ علَى المَرْوَةِ كما فَعَلَ علَى الصَّفَا).[رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1218، حديث صحيح.]
الدعاء بعد الإحرام: (لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ والنِّعْمَةَ لكَ والمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ).[رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1549، حديث صحيح.]
الدعاء عند شرب ماء زمزم: يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة عند شربه ماء زمزم؛ ففي الحديث: (ماءُ زمْزَمُ لِما شُرِب له).[رواه ابن الملقن، في تحفة المحتاج، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:2/188، حديث صحيح أو حسن كما اشترط على نفسه في المقدمة.]
أدعية منوعة تقال في الحرم
أدعية الهداية في الحرم
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}.[سورة الفاتحة، آية:6]
(اللَّهمَّ اهدِني وسَدِدنِي).[رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:5227، صحيح.]
(اللَّهمَّ اهدِني فيمن هديت، وعافِني فيمن عافيتَ، وتولَّني فيمن تولَّيتَ، وبارِك لي فيما أعطيتَ، وقني شرَّ ما قضيتَ، إنَّكَ تقضي ولا يقضى عليْكَ، وإنَّهُ لا يذلُّ من واليتَ، ولا يعزُّ من عاديتَ، تبارَكتَ ربَّنا وتعاليتَ).[رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن الحسن بن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:1425، حديث صحيح.]
(اهدنا سبيلَ السَّلامِ، ونَجِّنا منَ الظُّلماتِ إلى النُّور، وجنِّبنا الفواحشَ ما ظَهَرَ منها وما بطنَ، اللهم بارِكْ لَنا في أسماعِنا وأبصارِنا وقلوبِنا وأزواجِنا وذرِّيَّاتِنا، وتُب علَينا، إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرَّحيمُ، واجعَلنا شاكرينَ لنِعمتِكَ، مُثنينَ بِها، قابِلين لها وأتمَّها علينا).[رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:1476، صحيح.]
(اللَّهمَّ اهدِني لِأحسنِ الأخلاقِ وأحسنِ الأعمالِ لا يَهدي لأحسنها إلَّا أنت، وقِني سيِّءَ الأخلاقِ والأعمالِ لا يقِي سَيِّئَها إلَّا أنتَ).[رواه ابن حجر العسقلاني، في نتائج الأفكار، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:411، حديث رجاله ثقات.]
أدعية المغفرة في الحرم
(اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي).[رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن طارق بن أشيم الأشجعي، الصفحة أو الرقم:2697، صحيح.]
{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ}.[سورة الحشر، آية:10]
(اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ، وإذَا رَكَعَ، قالَ: اللَّهُمَّ لكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لكَ سَمْعِي، وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي، وَعَصَبِي).[رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:771، حديث صحيح.]
أدعية الرزق في الحرم
(اللهمَّ اغفر لي، واهدِني، وارزُقني، وعافني).[رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن عاصم بن حميد، الصفحة أو الرقم:1123، صحيح.]
(اللَّهمَّ اكفِني بحلالِكَ عَن حرامِك وأغنِني بفضلِك عمَّن سواكَ).[رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 2863، حديث صحيح.]
(اللَّهمَّ أنتَ خلقتَني، وأنتَ تَهْديني، وأنتَ تُطعمُني، وأنتَ تَسقيني، وأنتَ تُميتُني، وأنتَ تُحييني).[رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن سمرة بن جندب وعبدالله بن سليم، الصفحة أو الرقم:314، إسناده حسن.]
(اللَّهُمَّ اغفِرْ لي ذَنْبي، ووَسِّعْ لي في داري، وبارِكْ لي فيما رَزَقْتَني).[رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج زاد المعاد، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:254، إسناده صحيح.]
(اللَّهمَّ إنِّي أَعوذُ بك مِن الفَقرِ والقِلَّةِ والذِّلَّةِ، وأَعوذُ بك أنْ أَظلِمَ أو أُظلَمَ).[رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج المسند، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:8311، إسناده صحيح على شرط مسلم.]
المراجع
- ↑ سورة غافر، آية:60
- ↑ "الدعاء وأسباب استجابته"، محمد صالح المنجد، اطّلع عليه بتاريخ 8/4/2021. بتصرّف.