السفر إلى العمرة

العُمْرَة عبادةٌ شرعها الله -تعالى- وخصصها بزيارة بيته الحرام وقصده كالحج، غير أنه لم يحدد لها وقتاً خاصاً، فللمسلم أن يؤديها في أي وقت شاء، باستثناء الأوقات المنهي عنها، ويكون أداؤها من خلال القيام بمناسكها وإتمام أركانها من طواف بالكعبة وسعيٍ بين الصَّفا والمروة، وتحللٍ بالحلق أو التقصير، وهي عبادة عظيمة يتقرب فيها العبد من ربه، لما فيها من الإخلاص له، والتجرد من الدنيا وشهواتها، والتذلل والافتقار إليه -سبحانه-، ومن المعلوم في الدين أنه كلما زاد الجهد والتعب في العبادة مع الإخلاص زاد الأجر والثواب، فللمسافر البعيد أجر أعظم من المقيم القريب، ويزداد الأجر بازدياد المشقة والعناء، وفي هذا المعنى جاء حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَعْظَمُ النَّاسِ أجْرًا في الصَّلاةِ أبْعَدُهُمْ، فأبْعَدُهُمْ مَمْشًى)،[١] وفي كل عبادةٍ وعملٍ يعلمنا الإسلامُ ما نقول من ذكر ودعاء، فهل للمسافر إلى العمرة دعاءٌ خاص يقوله أو يقال له؟[٢]


الدعاء للمسافر إلى العمرة

لم يرد في الشرع دعاء خاص للمسافر إلى العمرة بشكل خاص، ولكن وردت أدعية كثيرة تخص المسافر بشكل عام، فأحرى بالمسافر إلى العمرة الأخذ بها لأن سفره بقصد العبادة وهذا أعظم أنواع السفر، وفيما يأتي نورد ما جاء في الشرع من أدعية تخص السفر.


أدعية السفر

الدعاء إذا أراد السفر

  • (اللهم أنت الصاحب في السفرِ والخليفةُ في الأهل، اللهم إني أعوذُ بكَ منَ الضَّيعةِ في السفرِ والكآبةِ في المنقلب، اللهم اقبضْ لنا الأرضَ وهوِّنْ علينا السفر).[٣]
  • (اللَّهمَّ بِك أصولُ وبِك أحولُ وبِك أسيرُ).[٤]


دعاء المسافر لأهله

  • (أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه).[٥]


دعاء الأهل للمسافر

  • (أستودع اللَّه دينَك وأمانتك وخواتيم عملك).[٦]
  • (اللهم اطو له البعد وهون عليه السفر).[٧]
  • (زوَّدَكَ اللهُ التقوى، وغفر ذنبَكَ، ويَسَّرَ لكَ الخيرَ حيثُمَا كنتَ).[٨]


دعاء الركوب

  • ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه: (كان إذا استوى على بعيرِه خارجًا إلى سفرٍ كبَّر ثلاثًا ثم قال سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ، اللهم إنا نسألُكَ في سفرِنا هذا البرَّ والتقوى والعملَ بما ترضى، اللهم هوِّن علينا السفرَ واطوِ عنا بُعده، اللهم أنت الصاحبُ في السفرِ والخليفةُ في الأهل، اللهم إني أعوذ بكَ مِنْ وعثاءِ السفرِ وكآبةِ المنقلبِ وسوءِ المنظرِ في الأهلِ والمال).[٩]
  • (اللَّهم أنتَ الصاحِبُ في السفرِ والخليفةُ في الأهل، اللَّهم اصحَبنا بنُصحِكَ واقلِبنا بذمّةٍ، اللَّهمَّ ازوِ لنا الأرضَ وهوِّن علينا السَّفر، اللَّهم إني أعوذُ بكَ من وَعثاءِ السفرِ وَكآبةِ المنقلبِ).[١٠]


الدعاء أثناء السفر

  • (للَّهمَّ أنتَ الصَّاحبُ في السَّفرِ والخليفةُ في الأَهلِ اللَّهمَّ اصحبنا في سفرنا واخلفنا في أَهلنا اللَّهمَّ إني أعوذُ بِكَ من وعثاءِ السَّفرِ وَكآبةِ المنقَلَبِ ومنَ الحوْرِ بعدَ الْكورِ ومن دعوةِ المظلومِ ومن سوءِ المنظرِ في الأَهلِ والمالِ).[١١]


الدعاء إذا نزل المسافر في مكان

  • جاء في الحديث النبوي: (أعوذُ بِكَلماتِ اللَّه التَّامَّةِ من شرِّ ما خلَق لم يَضرَّهُ في ذلكَ المنزلِ شيءٌ حتَّى يرتحلَ منهُ).[١٢]


الدعاء إذا حل الظلام على المسافر

  • ( يا أرضُ ربِّي وربُّكِ اللَّهُ، أعوذُ باللَّهِ من شرِّكِ وشرِّ ما فيكِ، وشرِّ ما خلقَ فيكِ، وشرِّ ما يدبُّ عليكِ، أعوذُ بكَ من أسَدٍ وأسوَدَ، ومنِ الحيَّةِ والعقربِ، ومن ساكنِ البلدِ، ووالدٍ وما ولدَ).[١٣]


دعاء الرجوع من السفر

  • (آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ).[١٤]


دعاء الدخول على الأهل

  • (توبًا توبًا لربِّنا أوبًا لا يُغادرُ علينا حوبًا).[١٥]


دعاء العمرة

هناك العديد من الأدعية المتعلّقة بالعمرة التي ذُكرت في السنة والتي تُقال عند كل نسك، ويسن للمعتمر أن يدعو بها ويكررها أثناء أدائه للمناسك ومنها:


الدعاء قبل الإحرام

  • "سبحان الله والحمد لله"، يقوله قبل الإحرام، جاء في الحديث:(صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ونحن معه بالمدينةِ الظُّهرَ أربعًا، والعصرَ بذي الحُلَيفةِ ركعتَيْن، ثمَّ بات بها حتَّى أصبح، ثمَّ ركِب حتَّى استوت به راحلتُه على البَيداءِ، حمِد اللهَ وسبَّح، ثمَّ أهلَّ بحجٍّ وعُمرةٍ، وأهلَّ النَّاسُ بهما).[١٦]


الدعاء في الطريق إلى مكة بين الميقات وقبل وصول الكعبة

  • "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"، تقال عند الوصول إلى الكعبة وذلك في الطريق إلى مكة بين الميقات، جاء في الحديث: (أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اسْتَوَتْ به رَاحِلَتُهُ قَائِمَةً عِنْدَ مَسْجِدِ ذِي الحُلَيْفَةِ، أَهَلَّ فَقالَ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لكَ وَالْمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ).[١٧]


الدعاء عند الاقتراب من الحجر الأسود عند الطواف

  • "الله أكبر"، يقوله أثناء الطواف كلما حاذى الحجر الأسود في كل شوط، جاء في الحديث: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ طَافَ بالبَيْتِ وهو علَى بَعِيرٍ، كُلَّما أَتَى علَى الرُّكْنِ أَشَارَ إلَيْهِ بشيءٍ في يَدِهِ، وكَبَّرَ).[١٨]


الدعاء بين الركن اليماني والحجر الأسود عند الطواف

  • "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"، يقوله بين الركن اليماني والحجر الأسود، جاء في الحديث: (سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ في الطوافِ ما بينَ الركنَينِ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[١٩]


الدعاء عند الصفا

  • ‌"إن الصفا والمروة من شعائر الله، لا إله إلا الله والله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده"، يكرره ثلاث مرات، يقوله قبل الصعود إلى الصفا وعليه، وفي الصعود على المروة دون ذكره للآية قبل الصعود، جاء في الحديث: (ثُمَّ خَرَجَ مِنَ البَابِ إلى الصَّفَا، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الصَّفَا قَرَأَ: {إنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ} أَبْدَأُ بما بَدَأَ اللَّهُ به فَبَدَأَ بالصَّفَا، فَرَقِيَ عليه، حتَّى رَأَى البَيْتَ فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَوَحَّدَ اللَّهَ وَكَبَّرَهُ، وَقالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ ثُمَّ دَعَا بيْنَ ذلكَ، قالَ: مِثْلَ هذا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ نَزَلَ إلى المَرْوَةِ، حتَّى إذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ في بَطْنِ الوَادِي سَعَى، حتَّى إذَا صَعِدَتَا مَشَى، حتَّى أَتَى المَرْوَةَ، فَفَعَلَ علَى المَرْوَةِ كما فَعَلَ علَى الصَّفَا).[٢٠]


الدعاء عند شرب ماء زمزم

  • كما يسن للمعتمر أن يدعو بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة عند شربه من ماء زمزم، جاء الحديث: (ماءُ زمْزَمُ لِما شُرِب له).[٢١]


فضل العمرة

يترتّب على أداء العمرة فضائل عديدةٌ، منها:[٢٢]

  • مغفرة الذنوب وإبعاد الفقر، جاء في الحديث: (تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ).[٢٣]
  • تكفير الخطايا والآثام بين العمرتين، قال -صلى الله عليه وسلم-: (العُمْرَةُ إلى العُمْرَة كفَّارةٌ لِما بينهما).[٢٤]
  • الحصول على أجرٍ كأجر الحج مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا تم أداء العمرة في شهر رمضان، جاء في الحديث: (عمرةٌ في رمضانَ تعدِلُ حجَّةً معي).[٢٥]



أدعية أخرى:

أدعية العمرة

الدعاء للعائد من العمرة


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:651، حديث صحيح.
  2. رقم الفتوى: 100614 (31/10/2007)، "العمرة حكمها وفضل ها وفضل تكرارها"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 21/3/2021. بتصرّف.
  3. رواه ابن جرير الطبري، في مسند علي، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:93، حديث صحيح.
  4. رواه الجامع الصغير، في السيوطي، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:6542، حديث حسن.
  5. رواه الألباني، في الكلم الطيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:168، حديث إسناده حسن.
  6. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:4781 ، حديث صحيح.
  7. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:3445، حديث حسن.
  8. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3579، حديث حسن.
  9. رواه ابن جرير الطبري، في مسند علي، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:96، حديث صحيح.
  10. رواه السخاوي، في البلدانيات، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:206، حديث حسن.
  11. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبد الله بن سرجس، الصفحة أو الرقم:3439، حديث صحيح.
  12. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن خولة بنت حكيم، الصفحة أو الرقم:2873، حديث صحيح.
  13. رواه ابن حجر العسقلاني، في الفتوحات الربانية، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:5/164، حديث حسن.
  14. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:18632، حديث صحيح.
  15. رواه ابن حزم، في حجة الوداع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:461، حديث صحيح.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1184، حديث صحيح.
  17. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1632، حديث صحيح.
  18. رواه أبي داود، في سنن أبي داود، عن عبد الله بن السائب، الصفحة أو الرقم:1892، حديث سكت عنه أبو داود وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1218، حديث صحيح.
  20. رواه ابن الملقن، في تحفة المحتاج، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:2/188، حديث صحيح أو حسن كما اشترط على نفسه في المقدمة.
  21. د. أمين الشقاوي (19/8/2014)، "فضل العمرة وصفتها"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 22/3/2021. بتصرّف.
  22. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن شفيق بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:3693، حديث أخرجه ابن حبان في صحيحه.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1773، حديث صحيح.
  24. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:3700، حديث أخرجه ابن حبان في صحيحه.