قد يمرّ المسلم بظروفٍ قاسية، أو ابتلاءات متكررة، لا يجد ما يفعله إلّا الدعاء لله تعالى بالتيسير والفرج، وأن يبارك له -عزّ وجلّ- جميع خطواته، فيدعو خالقه -جلّ وعلا- متيقناً الإجابة منه، مُخلصاً بدعاءه لا يُشرك بالله -تعالى- أحد، حيث قال الله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)،[١] في هذا المقال ذكر بعض الأدعية التي قد تُعين العبد في التجاءه لله تعالى، ودعاءه بالتيسير والفرج، وأن يرزقه الحكمة في جميع أمور حياته.


آيات تيسير الأمور

تُعدّ قراءة القرآن الكريم من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، إلّا أنّه لم يرد أيّ دليلٍ على فضل آيةٍ على وجه التحديد في تيسير أمرٍ خاص أو ماشابه، إلّا أنّ هناك بعض الأدعية التي سجّلها القرآن الكريم كأدعيةٍ يُستعان بها عند الضيق والكرب بالعموم، فيما يلي ذكر بعضها:



(رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[سورة البقرة، آية:250]




(رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ*رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).[سورة الممتحنة، آية:4-5]




(رَبِّ أَدخِلني مُدخَلَ صِدقٍ وَأَخرِجني مُخرَجَ صِدقٍ وَاجعَل لي مِن لَدُنكَ سُلطانًا نَصيرًا).[سورة الإسراء، آية:80]




(رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ*وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ*وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ).[سورة الشعراء، آية:83-85]




(لَّا إِلَـهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).[سورة الأنبياء، آية:83]




(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[سورة البقرة، آية:201]




(أَنتَ وَلِيُّنا فَاغفِر لَنا وَارحَمنا وَأَنتَ خَيرُ الغافِرينَ*وَاكتُب لَنا في هـذِهِ الدُّنيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنّا هُدنا إِلَيكَ).[سورة الأعراف، آية:155-156]




(رَبِّ إِنّي أَعوذُ بِكَ أَن أَسأَلَكَ ما لَيسَ لي بِهِ عِلمٌ وَإِلّا تَغفِر لي وَتَرحَمني أَكُن مِنَ الخاسِرينَ).[سورة هود، آية:47]




(رَبَّنا آتِنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً وَهَيِّئ لَنا مِن أَمرِنا رَشَدًا).[سورة الكهف، آية:10]




(رَبِّ اشرَح لي صَدري* وَيَسِّر لي أَمري* وَاحلُل عُقدَةً مِن لِساني*يَفقَهوا قَولي).[سورة طه، آية:25-28]




(رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي).[سورة القصص، آية:16]




(رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ).[سورة الصافات، آية:100]




استغفر الله العظيم، فقد قال تعالى: ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).[سورة نوح، آية:10-12]




أدعية من السنّة النبوية لتيسير الأمور



( اللَّهمَّ ربَّ السَّمواتِ السَّبعِ وربَّ العرشِ العظيمِ، ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ، أنتَ الظَّاهرُ فليس فوقَكَ شيءٌ، وأنتَ الباطنُ فليس دونَكَ شيءٌ، مُنزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ والفُرقانِ، فالقَ الحَبِّ والنَّوى، أعوذُ بكَ مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِه، أنتَ الأوَّلُ فليس قبْلَكَ شيءٌ، وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَكَ شيءٌ، اقضِ عنَّا الدَّينَ، وأَغْنِنا مِن الفقرِ).[رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:966، أخرجه في صحيحه.]




( اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاءُ، وتنزعُ الملكَ ممن تشاءُ، وتُعِزُّ مَن تشاءُ، وتذِلُّ مَن تشاءُ، بيدِك الخيرُ، إنّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ، رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما، تعطيهما من تشاءُ، وتمنعُ منهما من تشاءُ، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك).[رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1821، حسن.]




(اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من الهمِّ والحزنِ، والعجزِ والكسلِ، والبُخلِ والجُبنِ، وضَلَعِ الدَّينِ، وغَلَبَةِ الرجالِ).[رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6369، صحيح.]




(اللَّهمَّ لا سَهْلَ إلَّا ما جعَلْتَه سَهلًا، وأنتَ تجعَلُ الحَزْنَ سَهلًاً إذا شِئْتَ).[رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:974، أخرجه في صحيحه.]




(اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من الجوعِ، فإنَّه بئْسَ الضجيعُ، و أعوذُ بك من الخيانةِ فإنَّها بئستُ البِطانةُ).[رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:1541، صحيح.]




(اللهمَّ فاطرَ السمواتِ والأرضِ، عالمَ الغيبِ والشهادةِ، لا إلهَ إلَّا أنتَ ربَّ كلِّ شيءٍ ومَليكَه، أعوذُ بك من شرِّ نفسي، ومن شرِّ الشيطانِ وشرَكِه، وأنْ أقترفَ على نفسي سوءًا أو أجرَّهُ إلى مسلمٍ).[رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبو راشد الحبراني، الصفحة أو الرقم:3529، صحيح.]




أدعية متنوعة لتيسير الأمور



اللهم سخّر لي جميع خلقك كما سخّرت البحر لسيدنا موسى عليه السلام، وألِن لي قلوبهم كما ألنت الحديد لداوود عليه السلام، فإنّهم لا ينطقون إلّا بإذنك، نواصيهم في قبضتك، وقلوبهم في يديك تصرفها كيف شئت، يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك.




اللهمّ لا تردّنا خائبين، وآتنا أفضل ما يُؤتى عبادك الصّالحين، اللهمّ ولا تصرفنا عن بحر جودك خاسرين، ولا ضالّين، ولا مضلّين، واغفر لنا إلى يوم الدّين، برحمتك يا أرحم الرّاحمين.




اللهمّ يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه؛ اجمع عليّ ضالتي.




اللهمّ أعنّي ولا تعن عليّ، وأنصرني ولا تنصر عليّ، وامكر لي ولا تمكر بي، واهدني ويسّر الهدى لي، وانصرني على من بغى عليّ، رب اجعلني لك شكّاراً، لك ذكّاراًً، لك رهّاباًً، لك مطواعاً، لك مخبتاً، لك أوّاهاً مُنيباً، ربِّ تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبّت حُجّتي، واهدِ قلبي، وسدّد لساني، واسلل سخيمة صدري.




اللهم يسّر لي الخير حيث كنت، وحيث توجهت، اللهم سخّر لي الأرزاق، والفتوحات في كلّ وقتٍ وساعة، ويسّر عليّ كلّ صعب، وهوّن عليّ كلّ عسير، واحفظني بما ينزل من السماء، وما يخرج منها، وما يرى عليها يا كريم.




اللهم أنّي توكلت عليك وبك أستعين، لا مانع للشرّ إلّا أنت، ولا جالب للخير إلّا أنت، لك الصلاة، والدعاء، والسمع والطاعة يا أرحم الراحمين، إنّي أدعوك باسمي وباسم كلّ من نطق الشهادتين، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، اللهم أعنّي، ويسر أمري، وفرّج كُرَبي، وأكثر رزقي يا رزّاق يا كريم.




اللهمّ يا مسهّل الشديد، ويا مليّن الحديد، ويا مُنجز الوعيد، ويا من هو كلّ يومٍ في أمرٍ جديد، أخرجني من حِلق الضّيق إلى أوسع الطريق، بك أدفع ما لا أطيق، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم، ربّ لا تحجب دعوتي، ولا تردّ مسألتي، ولا تدعني بحسرتي، ولا تكِلني إلى حولي وقوّتي، وارحم عجزي فقد ضاق صدري، وتاه فكري وتحيّرت في أمري، وأنت العالم سبحانك بسرّي وجهري، المالك لنفعي وضرّي، القادر على تفريج كربي، وتيسير عُسري.




اللهم حنّن عليّ عبادك وأحباءك، وأغنني عن شرارهم يا أرحم الراحمين، يا ودود، يا فعّالاًً لما تريد، أغثني، أغثني، يا مغيث، يا لطيف.




إلهي كيف أدعوك وأنا أنا، وكيف أقطع رجائي منك وأنت أنت، إلهي إن لم أسألك فتعطني فمن ذا الذي أسأله فيعطني؛ وإن لم أدعك فتستجيب لي فمن ذا الذي أدعوه فيستجيب لي، وإن لم أتضرّع إليك فترحمني فمن ذا الذي أتضرّع إليه فيرحمني، إلهي وكما فلقت البحر لموسى فنجّيته من الغرق، نجّني يارب العالمين، صلّ وسّلم يا ربِّ على محمّد، وآل محمّد، ونجّني ممّا أنا فيه من كرْبٍ، وسهّل أمري بفرجٍ عاجل غير آجل، برحمتك يا أرحم الراحمين.



المراجع

  1. سورة غافر، آية:60