دعاء سجود التلاوة
ذُكِر في دعاء سجود التلاوة أكثر من روايةٍ عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويجوز للمسلم أن يتخيّر منها ما شاء، وأدعية سجود التلاوة هي:[١]
- (سجدَ وجهي للذِي خلقهُ وشقَّ سمعهُ وبصرهُ بحولهِ وقوتهِ). [أخرجه الترمذي عن أم المؤمنين عائشة، حسن صحيح]
- (اللهم اكتُبْ لِي بها عندَك أَجْرًا، وضَعْ عني بها وِزْرًا، واجعلْها لي عندك ذُخْرًا، وتَقَبَّلْها مِنِّي كما تَقَبَّلْتَها من عبدِكَ دَاوُدَ). [أخرجه الترمذي عن ابن عباس، وحسّنه الألباني]
وقد قال أهل العلم إنّ سجود التلاوة كغيره من السجود، فيجوز أن يدعو المسلم فيه بما يقوله في سجود الصلاة، وإن دعا بغيره لأنّه لا يحفظ هذه الأدعية فلا حرج أيضاً، وأدعية السجود العامّة التي يُشرع الدعاء بها في سجود التلاوة أيضاً هي:[٢]
- (سُبْحَانَ رَبِّيَ الأعْلَى). [أخرجه مسلم عن حذيفة بن اليمان]
- (سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنا وبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي). [أخرجه البخاري عن أم المؤمنين عائشة]
- (اللَّهُمَّ لكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ). [أخرجه مسلم عن علي بن أبي طالب]
- (سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ المَلَائِكَةِ والرُّوحِ). [أخرجه مسلم عن أم المؤمنين عائشة]
ويُستحبّ للمسلم أن يجمع بين هذه الأذكار كلّها، بحيث يدعو الله -تعالى- في كلّ مرةٍ بشيءٍ منها حتى يقتدي بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، وإن اقتصر على بعضها جاز ذلك دون حرج، وإن لم يكن يحفظها فيُسبّح الله في سجوده كما يُسبّح في سجود الصلاة.[٣]
هل يوجد دعاء يُغني عن سجود التلاوة؟
لم يثبت عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- دعاءً يُغني عن سجود التلاوة إذا تعذّر على المسلم أن يسجده، وذهب بعض فقهاء الشافعية إلى أنّ قول: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" يُغني عن سجود التلاوة لمن لم يستطع فعله.[٤]
وقال بعض فقهاء الحنفية باستحباب قول التالي أو السامع: "سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير" إذا لم يتمكّن أيٌّ منهما من السجود، وعلّق ابن حجر على ذلك فقال: "إن ذلك لا أصل له فلا يقوم مقام السجدة، بل يكره له ذلك إن قصد القراءة".[٤]
كيفية سجود التلاوة
اتّفق الفقهاء على أنّ سجود التلاوة سجدة واحدة، وقال جمهورهم إنّ هذه السجدة تكون بين تكبيرتين، ويُشترط فيها ويُسنّ ما يُشترط ويُسنّ في سجود الصلاة، وتعدّدت آراؤهم في الكيفية التفصيلية لسجود التلاوة، ونوضّح أقوالهم فيما يأتي:[٥]
- الحنفية
ركن سجود التلاوة هو السجود، ولا يُجزئ الركوع عنها خارج الصلاة، ويُسنّ أن تكون بين تكبيرتين جهريّتين دون أن يرفع المسلم يديه فيهما، ويُستحب النزول إليها من قيام، ولا تسليم لها، أمّا سجود التلاوة في الصلاة فتكون بسجودٍ أو ركوعٍ غير سجود الصلاة أو ركوعها.
- المالكية
يسجد المسلم سجود التلاوة مِن قيام، ويُكبّر مع رفع يديه للهويّ، ويكبّر بالرفع من السجود، سواء في الصلاة أو خارجها، والتكبير خارج الصلاة مسنون، ولا يوجد سلام لسجود التلاوة، ولا يُجزئ عنه الركوع في الصلاة أو خارجها.
- الشافعية
ينوي المسلم في الصلاة السجود للتلاوة في قلبه، ويُستحبّ التكبير للهوي للسجود دون رفع اليدين، ويُكبّر كذلك عند الرفع منها كسجود الصلاة، أمّا سجود التلاوة خارج الصلاة فينويه المسلم ثمّ يكبّر تكبيرة الإحرام مع رفع اليدين مثل تكبيرة الإحرام في الصلاة، ثمّ يُكبّر مرة أخرى للهويّ إلى السجود دون رفع يديه، ثمّ يرفع رأسه مكبِّراً ويُسلّم كتسليم الصلاة.
- الحنابلة
يُكبّر المسلم للهويّ للسجود دون رفع يديه في الصلاة وفي خارج الصلاة، ثمّ يكبّر للرفع من السجود، وإذا كان خارج الصلاة سلّم تسليمةً واحدةً على اليمين، وهي ركنٌ عند الإمام أحمد.
المراجع
- ↑ سعيد القحطاني، حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة، صفحة 38.
- ↑ ابن عثيمين، مجموع فتاوى ورسائل العثيمين، صفحة 316-317، جزء 10. بتصرّف.
- ↑ النووي، التبيان في آداب حملة القرآن، صفحة 151. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 9421، جزء 11. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 221-224، جزء 24. بتصرّف.