رمضان هو مدرسة التغيير، فيه تنضبط أعمالنا، وسلوكاتنا، وعاداتنا، وأخلاقنا، وفيه نحرص على عدم مخالفة الشرع، فعلى المسلم أن يحرص أن يكون حظُّه فيه القبول والغفران، وأن يحافظ على ما أصلحه في رمضان، وأن يتَّعظ، ويَستفيد، ويدعو الله أن يتسلّم منه صلاحه في رمضان، والثبات بعده.


ذُكر أن علياً رضي الله عنه كان ينادي في آخر ليلة من رمضان: "يا ليت شعري، من المقبول فنهنيه، ومن المحروم فنعزيه"،[١] ويقول معلى بن الفضل عن السلف: "كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ويدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم"، كما ذكر يحيى بن أبي كثير في لطائف المعارف أنه كان من دعائهم: "اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان وتسلمه مني، متقبلا"،[٢] فإذا كنت ممن صان نفسه عن كل ما يغضب الله في رمضان، وحفظت صومك من اللغو والباطل والشوائب والسفاسف، أو كنت ممن سبقوا بالخيرات وتنافسوا في تحصيل الحسنات، ولهجت بالذكر والدعاء، وقرأت القرآن وتدبرت معانيه، فحري بك أن تسأل الله أن يتسلم منك رمضان وأن يثبّتك بعده.[٣]


دعاء اللهم تسلّم منا رمضان



(اللَّهمَّ سلِّمْني لرمضانَ، وسَلِّمْ رمَضانَ لي، وتَسلَّمْه منِّي مُتقبَّلًا).[رواه شعيب الأرنؤوط، في تخريج سير أعلام النبلاء، عن عبادة بن الصامت ، الصفحة أو الرقم:19، حديث إسناده ضعيف.]




صحّة دعاء اللهم تسلّم منا رمضان

هو دعاء غريب وإسناده ضعيف، ولم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن معناه ورد عن السلف، فقد روى الطَّبراني عن عبد العزيز بن أبي رواد أن المسلمين كانوا يدعون إذا حضر رمضان: "اللهم أَظَلَّ شهر رمضان وحَضَر فَسَلِّمْهُ لي وسلمني فيه وتسلمه مني، اللهم ارزقني صيامه وقيامه صبرًا واحتسابًا، وارزقني فيه الجدّ والاجتهاد والقوة والنشاط، وأعذني فيه من السَّآمة والفترة والكسل والنُّعاس، ووفِقني فيه لليلة القدر، واجعلها خيرًا لي من ألف شهر"، ونُقل عن الجريري أنهم كانوا إذا حضر شهر رمضان يقولون: "اللهم سَلِّمْنَا لرمضان وسَلِّمْ رمضان لنا، وسلّم منا شهر رمضان وتقبله منا".[٤]


أدعية متنوعة اللهم تسلّم منا رمضان



"اللهم تسلّم منا شهر رمضان لا فاقدين ولا مفقودين، اللهم إنا إيّاك فيه عبدنا، وسجدنا، وركعنا، ودعونا، وحمدنا، وبك فيه آمنا، ورحمتك رجونا، فلا تحرمنا رحمتك ومغفرتك يا الله".




"اللهم كما أعنتني في رمضان على الصيام والقيام، فتقبله مني، وتسلّم مني صالح الأعمال، ووفقني بعده لعمل الأبرار، وجنّبني مرافقة الأشرار، واهدني بعده لصالح الأعمال، واقض لي الحوائج والآمال".




"اللهم ربّنا قد بلّغتنا رمضان، فاجعله بلاغًا ترضى به عنا، وتقبّله منا، وتسلّمه بالرّضى عنا".




"اَللّهمَ إني أسألك أن تجعل لي في ختام رمضان نصيبًا من كل خير أنزلته فيهِ، وتسلّمه مني بجودك يا أجود الأجودين، اللهم وكما أذقني فيه حلاوة ذكرك، فأذقني بعده أداء شكرك، واحفظني بعده بحفظك يا أرحم الراحمين".




"اللهم كما سلّمتنا رمضان بالأمن والإيمان، فتسلّمه منا بالسلامة والإسلام، والعافية المجللة، وبدفع الأسقام، وكما أعنتنا فيه على الصلاة والصيام وتلاوة القرآن، فتسلّمه منا وقد غفرت لنا، ورحمتنا، وعفوت عنا".




"اللهم بارك لنا في الأيام المتبقية من رمضان، وتسلّمه منا، وارزقنا قبوله، كما رزقتنا صيامه إيماناً واحتساباً، وبلغنا إياه أعواماً مديدة، ولا تحرمنا فضله يا الله، واستجب منا الدعوات التي دعوناها فيه".




"اللهم كما بلغتنا شهر الصيام، فتسلّمه وتقبّله منا، وأخرجنا منه بروح أنقى، وقلب أتقى، وعمل أرقى".




"اللهم إنا نستودعك قبول أعمالنا في رمضان، اللهم تسلّمه منا، السلام عليك يا شهرنا الكريم، السلام عليك يا شهر رمضان، السلام عليك يا شهر الصيام، والقيام، وتلاوة القرآن، السلام عليك يا شهرَ التَّجاوز والغُفران، السلام عليك يا شهر البركة والإحسان، السلام عليك يا شهر الأمان، اللهم تسلّم منا الصيام، والتَّهجد، اللهم تسلّم منا البرّ والإحسان، اللهم تسلم منا التراويح".




"اللّهم تسلّم منّي رمضان وقد محوت عني العثرات وأقلتني فيه من الخطايا والهفوات، وحفظتني من البلايا والآفات، وشرحت بعده صدري، وأمّنتني بعده بأمانك يا أمان الخائفين".




"اللّهم تسلّم منا رمضان ونحن بخير وصحة وعافية، نحن وأهلنا وأحبائنا، اللهم زدنا ولا تنقصنا، وبلّغنا إياه أعواماً مديدة، اللهم كما أعنتنا فيه على الصّيام والقيام والطاعة والبرّ، فجنّبنا بعده الوقوع في المعاصي، وتقبّل منا العمل الصالح، واكتبنا من عتقاء النار، يا عزيز يا غفّار".




"اللّهم تقبّل منا رمضان واجعل تضرعنا فيه سبباً لرفع البلاء والأمراض عنّا وعن بلادنا، وأوطاننا وعن المسلمين جميعًا، من غير أن نرى دمعةً لحبيب، ولا فراقاً لغالٍ، ولا استمرارًا لمرض".




"اللّهم كما كتبت لنا بلوغ رمضان، وبلغتنا فيه البركة، والتسخير لكل مرضاة نرقى بها إليك، فتسلّمه منا واكتب لنا القبول والعتق برحمتك، ومفاز الوصول صبيحة العيد يا حي يا قيوم".




"اللهم تسلّم منا شهرًا وجدنا فيه متنفساً لنا من ألم الحياة، وبلّغنا بعده الراحة، والطمأنينة، والحياة الكريمة، ونحن سالمون معافون، وغيّر حالنا بعده إلى أحسنه".




"اللهم ربنا تسلّم منا شهر الدعوات، وقد تقبلت دعواتنا، وغفرت ذنوبنا، وفرّجت همومنا، وسترت عيوبنا، وهديت ضالّنا، ورددت غائبنا، وكسوت عارينا، ونصرت مجاهدينا، وخذلت أعداءنا، ورحمت موتانا، وشافيت مرضانا، وقضيت ديوننا".




"اللهم تقبّل منا شهر القرآن، وتسلّم منا قراءة القرآن، واجعله لنا بعد رمضان ربيعًا لقلوبنا، ونوراً لصدورنا، وجلاءً لهمومنا، وغمومنا، وأحزاننا، ونوّر به أبصارنا، وأطلق به ألسنتنا، واستعمل به أجسادنا، ولا تجعلنا ممن قرأ القرآن في رمضان فلم يتجاوز حنجرته، ولم يتقبل منه، ولم ينتفع به".




"ربنا تسلّم منا عباداتنا، وطاعاتنا، واكتبنا ممن أعتقت رقابهم من النار، وتقبلنا، واجعل لنا أوفر الحظ والنصيب من كل خير أنزلته في رمضان، أو بركة أو رزق قدّرته في رمضان".



المراجع

  1. د. محمد جمعة الحلبوسي (21-9-2010)، "وقفات في وداع رمضان"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 26-3-2021. بتصرّف.
  2. فريق موقع الإسلام سؤال وجواب (2-9-2013)، "ما صحة حديث (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان)"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 26-3-2021. بتصرّف.
  3. د. بدر عبد الحميد هميسه، "في وداع رمضان"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 26-3-2021. بتصرّف.
  4. خالد عبد المنعم الرفاعي (11-2-2012)، "ما صحة هذا الدعاء؟ "، طريق الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 30-32021. بتصرّف.