دعاء اللهم بلغنا ليلة القدر

دعاء اللهم بلغنا ليلة القدر من الأدعية التي يدعو بها المسلمون ربّهم -جلّ وعلا- بعد دخول شهر رمضان المبارك ومع اقتراب العشر الأواخر؛ إذ لا يخفى على مسلمٍ بركة هذه الليلة وعظيم فضلها وعميم أجرها، وهو دعاء يحمل في ثناياه رغبة صادقة عند المسلمين في التماس هذه الليلة المباركة وتحصيل أجر العمل الصالح فيها، ويحتمل أنْ يكون معنى هذا الدّعاء أحد أمرين، وكلاهما مقصوده وغايته واحدة:


  • امتداد الأجل لبلوغ ليلة القدر

حيث يدعو المسلم ربّه أنْ يطيل في عُمُره ويبارك في أجله؛ فلا تُقبض روحه قبل بلوغ هذه الليلة المباركة، وتحصيل أجر قيامها والدّعاء والصلاة فيها.

  • موافقة ليلة القدر ونيل أجرها

يدعو المسلم ربّه أنْ يوافق قيامه واجتهاده بالطّاعة في العشر الأواخر من شهر رمضان هذه الليلة؛ خاصة أنّ تحديدها على وجه القطع واليقين لا سبيل له، لذا يجدّ المسلمون بالطّاعة والقيام والذّكر في العشر الأواخر أكثر من بقيّة أيام رمضان، ويجتهدون بالدّعاء أن يوفقهم الله -تعالى- لتحصيل ونيل ثواب هذه الليلة، وفي الصحيح عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ).[١]


الدّعاء المأثور في ليلة القدر

جاء في الحديث عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (قلْتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ إنْ علِمْتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي)،[٢] ويرى أهل العلم أنّ هذا الدّعاء فيه إيماءٌ واضحٌ إلى أنّ أهمّ ما يرجوه المسلم في حياته وفي هذه الليلة على وجه الخصوص الانفكاك من دنس الذّنوب والتّخلص من تبعات السيئات، وهذا يكون بعفو الله -تعالى-؛ فيدعو به المسلم راجياً مُلحّاً على ربّه -عزّ وجلّ-.[٣]


وعلى الرّغم من أنّ إرشاد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عائشة -رضي الله عنها- للدعاء بهذا الدّعاء فيه إشارةٌ إلى أهميته في هذه الليلة؛ إلا أنّ ذلك لا يعني أنْ يقتصر المسلم كلّ دعائه به؛ فقد وسّع الله -سبحانه- على عباده باب الدّعاء في ليلة القدر وسائر الليالي والأيام؛ فللمسلم أنْ يدعو المسلم ربّه ويناجيه بما يفتح الله -تعالى- عليه من صيغ الأدعية والمناجاة، ويدعو لنفسه وأهله وللمسلمين بما فيه صلاح دينهم ودنياهم وحُسن عاقبتهم في الآخرة.


أدعية عامّة لليلة القدر

  • اللهم إنا نسألك في هذا الشهر العظيم أنْ تبلغنا على خير ليلة القدر يا رب العالمين.
  • اللهم أعنّا فيها على الذّكر والقيام وحُسن تلاوة القرآن.
  • اللهم لا تحرمنا أجرها وخيرها وفضلها يا رحمن يا رحيم، يا جواد يا كريم.
  • اللهم إنّك أخبرتنا أنّ ليلة القدر خير من ألف شهر؛ فارزقنا يا ربِّ خيرها.
  • اللهم أقدر لنا فيها الخير في ديننا ودنيانا يا قادر يا كريم.
  • اللهم لا تُخرجنا منها إلا بذنب مغفور وعمل مبرور يا رب العالمين.

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة -رضي الله عنها-، الصفحة أو الرقم:2024 ، صحيح.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3513 ، حسن صحيح.
  3. محمد علي بن محمد بن علان الشافعي، دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، صفحة 657، جزء 6. بتصرّف.