دعاء (اللهم أغنني بحلالك عن حرامك)
جاء في الحديث عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: (أنّ مكاتَبًا جاءَهُ؛ فقال: إِنَّي قد عجزْتُ عن مكاتبتي فأعِنِّي، قال: ألَا أُعَلِّمُكَ كلماتٍ علَّمَنِيهِنَّ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- لو كانَ عليكَ مثلَ جبلِ صِيرٍ دَيْنًا أدَّاهُ اللهُ عنكَ، قال: قلْ اللهمَّ اكفِنِي بحلالِكَ عن حرَامِكَ، وأغْنِنِي بفَضْلِكَ عمَّن سواكَ).[١]
وهذا الدّعاء المبارك يُظهر به المسلم صدق التجاءه إلى الله -سبحانه- في طلب العون على بركة الرّزق وأداء حقوق العباد، وعدم الوقوع فيما حرّم -عزّ وجلّ-، وهو دعاء عام لا ينحصر الدّعاء به لذات السّبب الذي ورد في مناسبة الحديث؛ فيمكن للمسلم أنْ يدعو به، ويستحضر النيّة المشروعة التي يريد، ومنها الثبات على الطاعة والاستغناء بالحلال عن الحرام.
أدعية قرآنية مناسبة للاستغناء بالحلال عن الحرام
تضمنت آيات القرآن الكريم بعضاً من الأدعية التي جاءت في سياقات مختلفة، ويحسن بالمسلم أنْ يدعو بها ربّه -عزّ وجلّ- للثبات على العمل الصالح، وللاستغناء بما أحلّه الله -تعالى- وشرعه عمّا حرّمه ونهى عنه، ومن هذه الآيات ما يأتي:
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ* الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ* مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ* إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ* اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ). [سورة الفاتحة]
- (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ). [آل عمران: 8]
- (رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ). [آل عمران: 53]
- (رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ* رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ). [آل عمران: 193-194]
- (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ). [إبراهيم: 40]
أدعية مأثورة للثبات على الطاعة
جاء في الصحيح من أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- عددٌ من الأدعية التي تحفظ على المسلم دينه، يدعو بها المسلم خاشعاً مخلصاً رجاء أنْ يثبّته المولى -سبحانه- على الطاعات واجتناب المنهيات، ومن هذه الأدعية المأثورة ما يأتي:
- (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ). [أخرجه الترمذي، صحيح]
- (اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ القَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا). [أخرجه مسلم]
- (اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُك الثَّباتَ في الأمرِ، وعزيمةَ الرُّشدِ، وشُكرَ نعمتِك، وحُسنَ عبادتِك، وأسأَلُك قلبًا سليمًا، وأسأَلُك مِن خيرِ ما تعلَمُ، وأعوذُ بك مِن شرِّ ما تعلَمُ، وأستغفِرُك لِما تعلَمُ). [أخرجه ابن حبان في صحيحه]
- (اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ). [أخرجه مسلم]
- (اللَّهمَّ اقسِم لَنا من خشيتِكَ ما يَحولُ بينَنا وبينَ معاصيكَ، ومن طاعتِكَ ما تبلِّغُنا بِهِ جنَّتَكَ، ومنَ اليقينِ ما تُهَوِّنُ بِهِ علَينا مُصيباتِ الدُّنيا، ومتِّعنا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوَّتنا ما أحييتَنا، واجعَلهُ الوارثَ منَّا، واجعَل ثأرَنا على من ظلمَنا، وانصُرنا علَى من عادانا، ولا تجعَل مُصيبتَنا في دينِنا، ولا تجعلِ الدُّنيا أَكْبرَ همِّنا ولا مبلغَ عِلمِنا، ولا تسلِّط علَينا مَن لا يرحَمُنا). [أخرجه الترمذي، وصححه الألباني]
المراجع
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:3563 ، صححه الألباني.