دعاء (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث)

جاء هذا الدّعاء بصيغ متعدّدة، وفي عدّة روايات، ومن ذلك ما يأتي:

  • عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (كانَ النَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- إذا كربَهُ أمرٌ قالَ: يا حيُّ يا قيُّومُ برَحمتِكَ أستغيثُ).[١]


  • عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (قالَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- لفاطمةَ: ما يَمنعُكِ أنْ تَسمَعي ما أُوصيكِ به أنْ تَقولي إذا أَصبحتِ، وإذا أَمسيتِ: يا حيُّ يا قيُّومُ برحمتِكَ أَستغيثُ، أَصلِحْ لي شأني كُلَّهُ، ولا تَكِلْني إلى نَفسي طرْفةَ عينٍ).


أدعية الاستغاثة

ثبت في السّنة النبوية عدد من الأدعية التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو بها ويحثّ على الدّعاء بها بنيّة تفريج الكرب والاستغاثة بالله -تعالى- لدفع الهمّ والغمّ، ومن ذلك ما يأتي:



  • (ما أصاب أحدًا قط همٌّ ولا حزنٌ، فقال: اللهمَّ إني عبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أَمَتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤُك، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حزني، وذَهابَ همِّي، إلا أذهبَ اللهُ همَّهُ وحزنَه، وأبدلَه مكانَه فرجًا). [أخرجه أحمد، صحيح]





  • كانَ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يقولُ عِنْدَ الكَرْبِ: (لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ورَبُّ الأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ). [أخرجه البخاري]





  • جاءَتْ فاطمةُ إلى رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- تسأَلُه خادمًا فقال لها: (قولي: اللَّهمَّ ربَّ السَّمواتِ السَّبعِ وربَّ العرشِ العظيمِ ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ أنتَ الظَّاهرُ فليس فوقَكَ شيءٌ وأنتَ الباطنُ فليس دونَكَ شيءٌ مُنزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ والفُرقانِ فالقَ الحَبِّ والنَّوى أعوذُ بكَ مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِه أنتَ الأوَّلُ فليس قبْلَكَ شيءٌ وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَكَ شيءٌ اقضِ عنَّا الدَّينَ وأَغْنِنا مِن الفقرِ). [أخرجه ابن حبّان في صحيحه]





  • (اللَّهمَّ مالِكَ الملْكِ تُؤتي الملكَ من تشاءُ وتنزِعُ الملكَ ممَّن تشاءُ وتُعِزُّ من تشاءُ، وتُذِلُّ من تشاءُ بيدِك الخيرُ إنَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ رحمنَ الدُّنيا والآخرةِ ورحيمَهما تعطيهما من تشاءُ وتمنعُ منهما من تشاءُ، ارحَمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ من سواك). [أخرجه المنذري، حسن]




وقد فتح الله -عزّ وجلّ- لعباده باب الدّعاء؛ فيمكن للمسلم أنْ يدعو ربّه، ويناجيه بما يفتح عليه من سائر الصّيغ التي يجود به لسانه، وتعبّر عمّا في قلبه من غير تكلّف أو إجهاد للنّفس في السّجع، علماً أنّ الأوْلى أنْ يبدأ المسلم دعاءه بالأدعية المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- في باب تفريج الكرب وقضاء الحوائج.

المراجع

  1. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3524، حسن.