دعاء اللهم أجرنا من موت الغفلة ولا تأخذنا إلا وأنت راضٍ عنًا

هذا الدّعاء من الأدعية المشروعة، وهو من عموم ما اشتهر على ألسنة الدّاعين، ومنْ يدعو به فإنّه يرجو ربّه -سبحانه- أنْ لا يُقدّر عليه موتاً وهو في غفلة عن الطاعة، ولعلّ المقصود هو الموت الذي يأتي فجأة دون سابق إمهال؛ كالسكتة القلبية أو الجلطة الدّماغية وغيرها من الأسباب الظاهرة؛ إذ ليس فيه فرصة لمراجعة النّفس بالإقبال على الطاعات وترك السيئات بحقّ من كان مقيماً على المعاصي والآثام.


وموت الفجأة لا يُمدح على إطلاقه ولا يُذمّ على إطلاقه؛ فهو في حقّ الطائع المستقيم على أمر ربّه -سبحانه- راحة ورحمة، وفي حقّ المستديم للمعصية غضب وسخط -والعياذ بالله-، وعلى الرّغم من أنّ دعاء "اللهم أجرنا من موت الغفلة ولا تأخذنا إلا وأنت راضٍ عنًا" لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكنّه صحّ عنه أدعية أخرى تحمل دلالات الدعاء المشار إليه.


أدعية مأثورة أخرى

هذه بعض الأدعية المأثورة التي جاءت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وتحمل دلالات واضحة ومعانٍ جليّة في باب الاستعاذة بالله من ميتة السوء، والحثّ على أبواب الخير التي تمنعها، ومن ذلك ما يأتي:


  • عن كعب بن عمرو -رضي الله عنه-: (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يدعو اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ منَ الهدْمِ، وأعوذُ بكَ منَ التَّردِّي، وأعوذُ بكَ منَ الغرَقِ والحرْقِ والهرَمِ، وأعوذُ بكَ أن يتخبَّطني الشَّيطانُ عندَ الموتِ، وأعوذُ بكَ أن أموتَ في سبيلِكَ مدبرًا، وأعوذُ بكَ أن أموتَ لديغًا).[١]


  • عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّه قال: (كانَ مِن دُعَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ).[٢]


  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، كانَ يَتَعَوَّذُ مِن سُوءِ القَضَاءِ، وَمِنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ، وَمِنْ شَمَاتَةِ الأعْدَاءِ، وَمِنْ جَهْدِ البَلَاءِ).[٣]


  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- يقولُ: اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ).[٤]


  • عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أنَّهُ كانَ يَدْعُو بهذا الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وَجَهْلِي، وإسْرَافِي في أَمْرِي، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي جِدِّي وَهَزْلِي، وَخَطَئِي وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ).[٥]


  • عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (الصَّدقةُ تُطفئُ غضَبَ الرَّبِّ وتدفَعُ مِيتةَ السُّوءِ).[٦] حيث يوجّه النبي الكريم أمتّه إلى الإكثار من الصدقة كباب من أبواب دفع ميتة السّوء.

المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن كعب بن عمرو، الصفحة أو الرقم:1552، صحيح.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2739 ، صحيح.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2707، صحيح.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2720 ، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:2719 ، صحيح.
  6. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3309 ، أخرجه في صحيحه.