ماذا يفعل المسلم عند مصيبة الموت
يعد الموت من أعظم الابتلاءات التي قد يصاب بها المسلم، خاصة عند فقد من يعزّ عليه؛ كالأب والأم، والأخ والأخت، ونحوه، قال -تعالى-: (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)،[١] إلا أنه يجب على المسلم عند وقوع هذا البلاء أن يرضى بما كتبه الله -تعالى- وقدّره، وأن يصبر على فقد الميت، ويحتسب الأجر عند الله -عزّ وجلّ-، فلا يسخط ولا يجزع، فيؤمن بالقضاء والقدر، ويحسن الظن بالله، ويتوكّل عليه، ويوقن أن هذه الدنيا فانية زائلة، وأن الدار الآخرة هي دار بقاء وقرار، وبذلك يكون مؤمناً حقاً، ومما يساعد على تخفيف هذا البلاء على قلب المسلم أن يقوم المسلم بدعاء الله -تعالى- أن يصبّره ويثبت قلبه على ذلك، ويرزقه تحمّل هذه المحنة، والرضا بموته، وآتياً ذكر جملة من الأدعية.
دعاء الصبر على بلاء الموت
دعاء من القرآن الكريم
من الأدعية الثابتة في القرآن الكريم، التي يمكن للمسلم الدعاء بها عند مصيبة الموت:
- (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).[٢]
- (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).[٣]
- (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ).[٤]
دعاء من السنة النبوية
بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- للمسلمين أن من نزلت به مصيبة، أو وقع عليه بلاء، من موت وغيره، اللجوء إلى الله -عزّ وجلّ-، والتسليم إلى أمره وحكمه، والاعتصام إلى قوته وحوله، فهو أمرٌ مقدّر له، كما وأُثر عنه سنية الدعاء بأن يقول: "اللَّهُمَّ أْجُرْنِي في مُصِيبَتِي، وأَخْلِفْ لي خَيْرًا مِنْها"، حيث بيّن -عليه الصلاة والسلام- أهمية قول هذا الدعاء عند المصيبة وفضله، حيث قال:(ما مِن مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فيَقولُ ما أمَرَهُ اللَّهُ: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} 156، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي في مُصِيبَتِي، وأَخْلِفْ لي خَيْرًا مِنْها، إلَّا أخْلَفَ اللَّهُ له خَيْرًا مِنْها).[٥]
أدعية عامة
من الأدعية التي يمكن للمسلم الدعاء بها عند مصيبة الموت:
- اللهمّ هذا قضاؤك وهذا أنا، هذا قضاؤك بعظمته وقوته وشدته، وهذا أنا بضعفي وقلة حيلتي وانعدام صبري، فأسألك يا عظيم المدد.
- اللهمّ أنزل على قلوبنا الرحمة والسكينة والانشراح، ولا تجعل تفكيرنا قاصرا على الدنيا وما به من متاع وزُخرف، واجعلنا أقوياء أشدّاء صابرين على ما أصابنا من فقد ميّتنا وفراق عزيزنا.
- اللهمّ إنَّ الموت قضاء من قضائك وأنا عبد من عبيدك، فأسألك اللهم برحمتك التي وسعت أركان عرشك أن تجعلني من الصابرين عند هذا المصاب العظيم، اللهم أنت الرب الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد، أسألك غيثًا من غيثك يا رحمن السماوات والأرض وما بينهما.
- اللهمّ يا فارج الهمّ، وكاشف الغمّ، ومذهب الحزن، اكشف اللهمّ عنّا همّنا، وغمّنا، وأذهب عنّا حزننا إنّك على كلّ شيءٍ قديرٌ.
- اللهمّ إنّا نسألك أن تُصبّرنا وتُثبّتنا، وأن تربط على قلوبنا، وأن ترحم فقيدنا، وتجمعنا وإيّاه في جنّات النعيم.
- اللهمّ يا سامع كل صوت ويا رب السماوات السبع والأراضين أسألك أن تلهمني الصبر والسلوان، وأن تنهل عليَّ الرحمات بكرمك وحدك يا الله.
- اللهمّ إنّا نعوذ بك أن نكون من الساخطين؛ فارزقنا تمام الرضا يا ربّ العالمين.
- اللهمّ رضّنا بقضائك، وحبّب إلينا لقاءك، واكتبنا من الحامدين الشاكرين في السراء والضرّاء يا ربّ العالمين.
- اللهم أنزل على قلوبنا السكينة وأرشدنا لما فيه خيرنا، وأعنّا على الدعاء والصدقة لمن توفيّته منّا.
- اللهم هذا حالي لا يخفى عليك، وأنا عبدك الطائع الذي يمتثل لأمرك فلا يشكو ولا يبكي ولا ينوح، اللهم اكتب لي أجر الصبر واجعل لقاءنا مع ميتنا في جنة الفردوس يا إله السموات والأرض وما بينهما.
- اللهمّ إنّي لا أعترض على حكمك وأمرك، إلّا أنّ القلب يألم؛ فأسكن برحمتك ألمه، وخفّف عنه يا كريم.
- اللهمّ إنّ الموت حقٌّ، والقيامة حقٌّ، والجنّة حقٌّ، والنار حقٌّ، ولقاؤك حقٌّ، فاجعلني من الصابرين الراضين؛ حتّى ألقاك وأنت راضٍ عني يا كريم.
- اللهمّ إنّ روحًا نحبّها، ونألف بها قد فارقتنا ورحلت من جوارنا إلى جوارك يا رب، فنسألك يا مولانا أن تُصبّرنا على ما ابتليتنا به، وأن تزيدنا منك قربًا، ولك حبًّا ورجاءً وخوفًا وخشيةً وتقوى.
- اللهمّ صبّرنا واشدد على قلوبنا، وارحم ضعفنا وقلّة حيلتنا.
- اللهمّ اكتبنا من الصابرين الذين يوفّون أجورهم بغير حسابٍ، اللهمّ صبّرنا ورضّنا بقضائك يا أرحم الراحمين.
- اللهمّ ثبّت ميّتنا عند السؤال، وامنن عليه بالرحمة والمغفرة والرضوان، وعلى أهله بالصبر والتثبيت والسلوان.
- اللهمّ ارحم ميّتنا، وعافه واعفُ عنه، وأكرم نُزله، ووسّع مدخله، وصبّر أهله وثبّتهم وأعنهم، وكن معهم في شدّتهم ومحنتهم.
مواضيع أخرى: