الصديق في الإسلام

نعمة الصديق الصالح من أكبر نعم الله -تعالى- على العبد، فالصديق الصالح جميل القلب، يُذكّر صديقه بالله -عزّ وجلّ- دوماً، ويبهج القلب الحزين بالأمل، يُوكل همّه لله -تعالى- ليتفرّغ لإزالة الهموم عن قلوب أصدقائه، فعند مرضهم يخبرهم بأنّ ذلك كفارة ذنوبٍ وأجر، ويذكرهم بقول الله تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}،[١] ومن جميل الصحبة الصالحة التغاضي عن الزلات والأخطاء حتى تدوم المحبة والمودة بين الأصدقاء، وفي هذا المقال دعاء خاص للأصدقاء المخلصين.[٢]


أدعية للأصدقاء المخلصين



"أسأل الله أن يحصّن أصدقائي بالقرآن الكريم، ويبعد عنهم الشّيطان، وييسّر لهم من الأعمال ما يقرّبهم فيها إلى العلّيّين، وأن يصبّ عليهم من نفحات الإيمان، وعافية الأبدان، ورضا الرحمن، ويجعل اللقاء في أعالي الجنان".




"ربِّ أغنِ أصدقائي بحلالك عن حرامك، وبرحمتك عمّن سواك، ربِّ لا توجع قلبي عليهم، ولا تُرني فيهم بأساً يا الله، ربِّ أخرجهم ممّا هم فيه، ونوِّر دربهم وأجلِ حزنهم، واملأ قلوبهم بالرضا".




"اللهم إنّك أعطيتني خير الأصدقاء في الدنيا دون أن أسألك، فلا تحرمني من صحبتهم في الجنة، اللهم أسعدهم، وفرّح قلوبهم، وفرّج همومهم، وحقق لهم أمنياتهم، واجعل الجنّة مقراّ لهم، اللهم لا تردّ دعوتي فإنني فيك أحبهم".




"اللهم إنّي أسألك أن تمسح عن أصدقائي أوجاعهم، وتنوّر ظلمات لياليهم، اللهم اسقهم فرحاً، وارزقهم من كل مداخل الخير، اللهم يا قوي من للضعيف غيرك، اللهم يا غني من للفقير غيرك، اللهم يا عزيز من للذليل غيرك، اللهم اغنهم بحلالك عن حرامك، واغنهم بفضلك عمن سواك".




"اللهمّ إني أسألك لأصدقائي زيادةً في الدّين، وبركةً في العمر، وصحّة في الجسم، وسعةً في الرزق، وتوبةً قبل الموت، وشهادةً عند الموت، ومغفرةً بعد الموت، وعفواً عند الحساب، وأماناً من العذاب".




"اللهم أبعد عنهم شرّ النّفوس، واحفظهم باسمك السّلام القدّوس، واجعل رزقهم مباركاً غير محبوس، واجعل منزلتهم عندك جنّة الفردوس".




"ربّ أعِن أصدقائي ولَا تُعِن عليهم، وانصرهم ولَا تنصر عليهم، وامكر لهم ولا تمكر عليهم، واهدهم ويسر الهدى إليهم، وانصرهم على من بغى عليهم، ربِّ اجعلهم لك شكَّارين، لك ذكَّارين، إليك مخبتين أوَّاهين مُنيبين، ربِّ تقبل توبتهم، واغسل حوبتهم، وأجب دعوتهم، وثبت حجَّتهم، واهْدِ قلبهم، وسدد لسانهم، واسلل سخيمة قلوبهم".




"اللهم بقدرتك التي حفظت بها يونس في بطن الحوت، ورحمتك التي شفيت بها أيوب بعد عظيم الابتلاء، أن لا تبقي لصديقي همّاً ولا حزناً، ولا ضيقاً ولا سقماً، وإن كان قد أصبح بحزنٍ فأمسيه بفرح، وإن كان قد نام على ضيق فأيقظه على فرج، وإن كان بحاجةٍ فلا تكله لسواك، وأن تحفظه لمن يحبه وأن تحفظ له من يحب".




"اللهم بعلمك أحببت هذا الصديق، فبرحمتك وسّع له كل طريق، ونجّه من كل ضيق، واملأ قلبه بالأنوار، واحفظه من الأخطار، وأسعده ما دام الليل والنهار، واجعل حياته حياة الصالحين الأبرار".




"اللهم إنّك تعلم أنّ أصدقائي أحباب قلبي، وأصحاب دربي، فبلّغهم منّي كل الحب، وأدم إلهي بيننا حبل الود، اللهم ارزقنا وإياهم مغفرةً بلا عذاب، وجنّةً بلا حساب، ودعاء مستجاب".




"اللهم إنّي أسألك فلا تردني خائباً، فلا خاب من أنت مولاه، أسعد قلوب أصدقائي، وأعطهم ما يتمنون وزيادة، وأقرّ أعينهم بما يحبون، ولا تسلبهم نعمةً قطّ، وعطّر صدورهم بالإيمان والقرآن، وارزقهم الخلود في الجنان يا رب العالمين".




"اللهم ارزق صديقي راحة البال، والعفو عند الحساب، والرزق الوفير، والخير الكثير، والبركة في الرزق، والأهل، والأحباب، فإنّي أحبه فيك".




"يا رب إنّي أحببت صديقي فيك، يا رب احفظه عن معاصيك، يا رب اجعل عمره فيما يرضيك، وأكرمه يوم يلاقيك، يا رب ثبته في الدنيا على الدين، وابعثه يوم الآخرة من أهل اليمين".




"اللهم أرح قلوب أصدقائي بلطف عفوك، و حلاوة حبك، وأعمر أيامهم بذكرك، واحفظهم واحفظ عليهم دينهم، وأسعد قلوبهم دائماٍ".




"أسأل الله لصديقي راحةً تملأ نفسه، و رضا يغمر قلبه، وعملًا يرضي ربه تبارك وتعالى، وسعادةً تعلو وجهه، ونصراً يقهر عدوّه، وذكراً يُشغل وقته، وعفواٍ يغسل ذنبه، وفرجاً يمحو همه".




"اللهمّ أذق قلوب أصدقائي برد عفوك، وحلاوة حبّك، وافتح مسامع قلوبهم لذكرك وخشيتك، واغفر لهم بكرمك، وأدخلهم جنّتك برحمتك يا جديراً بالدعاء وقديراً بالإجابة".




"اللهم صبّح أصدقائي بالسّعادة، ورطّب لسانهم بالشهادة، وحبّب فيهم خلقك، وسخّر لهم عبادك، واجعل خير عمرهم آخره، وخير عملهم خواتمه، وخير أيامهم يوم لقائك، جعلهم الله -تعالى- ممّن يناديهم المنادي يوم القيامة، لكم النّعيم سرمداً، تحيون ولا تموتون أبداً، تصحّون ولا تمرضون أبداً، تنعمون ولا تبتئسون أبداً، يحلّ عليكم رضوان ربّكم ولا يسخط عليكم أبداً".




"يا رب أوصيك بقلب صديقي خيراً، و أنت خير من أوصي، يا رب أعنه في كل شيء، اللهم أسعده ويسّر أمره، وفرّج همه، واحفظه بعينك التي لا تنام".




"يا رب صديقي وقلبه، اللهم إنّي استودعتك إياه بكل حين، اللهم أبعد عنه كل همّ، وكل ضيق، اللهم سخّر له جنود الملائكة والأرض، اللهم اجعل الراحه مستكنةً بقلبه، اللهم واجبر بخاطره، وأرضه، اللهم يا رب عوضه تعويضاً خيّراً من كل النواحي، من أيام وغيرها، يا رب بحجم السماوات والأرض؛ أنزل الطمأنينة على قلبه".




"اللهم احمِ أصدقائي وأحبائي في هذا المساء من الحسد والسوء، وأبعد عنهم كل ما يؤذيهم ويزعجهم، واحفظهم لي، يا رب احفظهم يا الله من كل شعورٍ يخلق عبوساً لملامحهم، أو يؤلم قلوبهم، اللهم أسعدهم، وأدخل الفرحة إلى قلوبهم، ربي أسعدهم أينما ذهبوا وارتحلوا، وارح قلوبهم بالقرآن الكريم، واجعلهم من أسعد خلقك يا الله".




"يا رب هو صديقي الذي لم يخذلني، ولم يسيء الظن بي يوماً، يا رب زده قرباً منك، واجعله رفيقي في الجنّة".




ثمرات الرفقة الصالحة

جُبِل الإنسان على التأثر بصاحبه ورفيقه، لذلك على المسلم أن يُحسن اختيار صحبته، وفيما يأتي ذكر بعض ثمرات الرفقة الصالحة:[٣]

  • الإقبال على الطاعات، واجتناب المعاصي والذنوب: فقد قال الله تعالى: {وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.[٤]
  • التنافس في الخيرات، والمسارعة على الطاعات: حيث قال الله تعالى في محكم كتابه: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}.[٥]
  • تحصيل بركة المجالسة: فقد ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إنَّ للهِ ملائكةً فُضُلًا عن كُتَّابِ النَّاسِ يطوفونَ في الطُّرقِ يلتَمِسونَ أهلَ الذِّكرِ فإذا وجَدوا قومًا يذكُرونَ اللهَ تنادَوْا: هلُمُّوا إلى حاجتِكم فيحُفُّونَ بهم بأجنحتِهم إلى السَّماءِ الدُّنيا فيسأَلُهم ربُّهم - وهو أعلَمُ منهم - فيقولُ: ما يقولُ عبادي ؟ فيقولونَ: يُكبِّرونَكَ ويُمجِّدونَكَ ويُسبِّحونَك ويحمَدونَكَ فيقولُ: هل رأَوْني ؟ فيقولونَ: لا فيقولُ: فكيفَ لو رأَوْني ؟ فيقولونَ: لو رأَوْكَ لكانوا لكَ أشَدَّ عبادةً وأكثَرَ تسبيحًا وتحميدًا وتمجيدًا فيقولُ: وما يسأَلوني ؟ قال: فيقولونَ: يسأَلونَكَ الجنَّةَ فيقولُ: فهل رأَوْها ؟ فيقولونَ: لا واللهِ يا ربِّ فيقولُ: فكيفَ لو رأَوْها ؟ "فيقولونَ : لو رأَوْها" كانوا عليها أشَدَّ حِرصًا وأشَدَّ لها طلبًا وأعظَمَ فيها رغبةً فيقولُ: ومِمَّ يتعوَّذونَ ؟ فيقولونَ: مِن النَّارِ فيقولُ: وهل رأَوْها ؟ فيقولونَ: لا واللهِ يا ربِّ فيقولُ: فكيفَ لو رأَوْها ؟ فيقولونَ: لو رأَوْها لكانوا منها أشَدَّ فرارًا وأشَدَّ هرَبًا وأشَدَّ خوفًا فيقولُ اللهُ لِملائكتِه: أُشهِدُكم أنِّي قد غفَرْتُ لهم قال: فقال: ملَكٌ مِن الملائكةِ: إنَّ فيهم فُلانًا ليس منهم إنَّما جاء لحاجةٍ قال: فهُمُ الجُلَساءُ لا يَشقى جليسُهم).[٦]



أدعية أخرى:

الدعاء للصديق

الدعاء للأصدقاء في رمضان


المراجع

  1. سورة البقرة، آية:155
  2. أمل محمد (8/6/2018)، "كلمة عن الصديق الصالح"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 21/3/2021.
  3. د. أمين بن عبدالله الشقاوي (30/1/2011)، "الرفقة الصالحة"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 21/3/2021.
  4. سورة العصر، آية:1-3
  5. سورة آل عمران، آية:133
  6. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:857، حديث أخرجه ابن حبان في صحيحه.