هل يمكن الدعاء على الظالم؟

يُعَدّ وقوع الظلمِ على العبدِ نوعاً من أنواع الابتلاء، وعليه الصبر واحتساب الأجر عند الله، وله الحق في أخذِ حقهِ مِمَّن ظلمه بالطرقِ المشروعة ومن بينها الدعاء عليه، وعلى الرغم من أنَّ الدعاءُ بخيرٍ ولخيرٍ من شروطِ الدعاء، ولا يجوز الدعاء بإثمٍ، إلّا أنَّ الله سبحانه وتعالى رخّص للمسلم في الدعاء على من ظلمه بقَدر ما تلقّى من الظلم، فقال: (لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا) [١]، وقال: (وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فأولئك مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ)[٢] شريطة أن لا يتعدّى في دعائه، فمَن عفا وصفحَ عمَّن ظلمه فله أجرٌ كبيرٌ عند الله تعالى: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ).[٣][٤][٥]


أدعية على الظالم من القرآن الكريم



(وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ).[سورة غافر، آية:44]




(حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ). [سورة آل عمران، آية:173]




(أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ). [سورة القمر، آية:10]




(فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ).[سورة يوسف، آية:18]




(رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ). [سورة العنكبوت، آية:30]




(رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ). [سورة يونس، آية:85]




أدعية على الظالم من السنة النبوية



 اللهُمَّ مَتِّعْني بسَمْعي وبَصَري، واجعَلْهما الوارِثَ منِّي، وانصُرْني على مَن ظلَمَني، وأَرِني فيه ثَأْري.[رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سير أعلام النبلاء، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:435، حسن.]




اللهمَّ اقسِمْ لنا مِنْ خشيَتِكَ ما تحولُ بِهِ بينَنَا وبينَ معاصيكَ ، ومِنْ طاعَتِكَ ما تُبَلِّغُنَا بِهِ جنتَكَ ، ومِنَ اليقينِ ما تُهَوِّنُ بِهِ علَيْنَا مصائِبَ الدُّنيا ، اللهمَّ متِّعْنَا بأسماعِنا ، وأبصارِنا ، وقوَّتِنا ما أحْيَيْتَنا ، واجعلْهُ الوارِثَ مِنَّا ، واجعَلْ ثَأْرَنا عَلَى مَنْ ظلَمَنا ، وانصرْنا عَلَى مَنْ عادَانا ، ولا تَجْعَلِ مُصِيبَتَنا في دينِنِا ، ولَا تَجْعَلِ الدنيا أكبرَ هَمِّنَا ، ولَا مَبْلَغَ عِلْمِنا ، ولَا تُسَلِّطْ عَلَيْنا مَنْ لَا يرْحَمُنا.[رواه الألباني، في الكلم الطيب، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:226، حسن.]




اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.[رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6369، صحيح.]




ربِّ أَعِنِّي ولاَ تُعِن عليَّ وانصُرني ولاَ تنصر عليَّ وامْكُر لي ولاَ تمْكُر عليَّ واهدني ويسِّرِ الْهدى لي وانصرني على من بغى عليَّ ربِّ اجعلني لَكَ شَكَّارًا لَكَ ذَكَّارًا لَكَ رَهَّابًا لَكَ مطواعًا لَكَ مخبتًا إليْكَ أوَّاهًا منيبًا ربِّ تقبَّل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبِّت حجَّتي وسدِّد لساني واهدِ قلبي واسلُل سخيمةَ صدري. [رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:3551، صحيح.]




أدعية منوعة على الظالم



ربِّ استجب لي فأنا عبدُك المظلوم فانصرني على مَن ظلمني، فأنتَ الكريمُ وأنتَ مَن وعدتَ باستجابة دعاء المظلومين ولو بعدَ حين.




اللهم أرِنا في الظالمين يوماً كيومِ عادٍ وثمود وأصحاب الأيكة وقوم تُبَّع، اللهُمَّ اهزِمهُم كما هزمتَ الأحزابَ وحدَك يا الله يا رب العالمين، ربِّ إنِّي مظلومٌ فانتصر، اللهم إنَّه لا يُعجِزُك شيءٌ في الأرضِ ولا في السماء.




اللهمَّ اجعلْ حظَّ عبادِك المظلومين والمستضعفين في الأرض وافراً ونصيبهم كبيراً، وما أنزلتَ من شرٍّ وبلاءٍ وداءٍ وسوءٍ وفتنة فاصرفه عنّا وعن الإسلام والمسلمين، واجعله في الظالمين وأعوانِهم ومَن رَكن إليهم ومَن والاهم ممّن يصرّون على ما يفعلون وهم يعلمون، يا رب العالمين.




اللهمَّ إنَّك وعدتّنا ألا تردَّ للمظلومِ دعوةً، فأنتَ العدلُ والعدلُ قد سمَّيتَ بهِ نفسَك.




اللهمَّ انصرني على من ظلمني فإنَّك تراه ولا أراه.




ربِّ مَن سينصرني إن لم تكن وكيلي ونصيري ومَن يرحمني إن لم ترحمني وتلطف بي، حسبي أنت ونعمَ النصير، سلَّمتُ أمري إليكَ ولا يخيب عبدٌ أتاك رافعاً يديه.




 ربِّ قد جارت عليَّ الحياة واستقوى عليَّ عبيدك وطغوا وتجبروا، اللهمَّ عليكَ بمَن ظلَمني فإنَّكَ تقوى عليهم ولا أقوى عليهم وأنت الجبار وأنت المتعالي.




اللهم إن الظالم مهما بلغ سلطانه لا يمتنع منك فسبحانك أنت مدركه أينما سلك، وقادر عليه أينما لجأ.




اللهم إنِّي أستغيث بك بعدما خذلني كل مغيث من البشر، وأستصرخك إذ قعد عني كل نصير من عبادك، وأطرق بابك بعد ما أغلقت الأبواب المرجوة، اللهم إنَّك تعلم ما حلّ بي قبل أن أشكوه إليك، فلك الحمد سميعاً بصيراً لطيفاً قديراً.




يا رب، إنَّ الظالم ملكَ أسباب القوة في الدنيا وأنا عبدك لا أملك إلا إيماني بك وتوكلي عليك ودعائي، يا رب تمنيت لمن ظلمني الهداية والتوبة وتمنى هلاكي وتدميري ولا حول ولا قوة إلا بك، فمُنَّ يا رب على دعوة عبدك المسكين الفقير.




يا رب أغلقت الأبواب إلا بابك، وانقطعت الأسباب إلا إليك، ولا حول ولا قوة إلا بك.




اللّهم إنّي ومن ظلمني من عبيدك ، نواصينا بيدك ، تعلم مستقرّنا ومستودعنا ، وتعلم متقلبنا ومثوانا، وسرّنا وعلانيتنا ، وتطلع على نيّاتنا ، وتحيط بضمائرنا ، علمك بما نبديه كعلمك بما نخفيه ، ومعرفتك بما نبطنه كمعرفتك بما نظهره، وإنّي لأعلم يا رب أنّ لك يوماً تنتقم فيه من الظالم للمظلوم، وأتيقّن أنّ لك وقتاً تأخذ فيه من الغاصب للمغصوب، ولا يخرج عن قبضتك أحد، ولا تخاف فوت فائت، ولكن ضعفي يبلغ بي على أناتك وانتظار حلمك، فقدرتك يا ربّي فوق كلّ قدرة، وسلطانك غالب على كلّ سلطان، ومعاد كلّ أحد إليك وإن أمهلته، ورجوع كلّ ظالم إليك وإن أنظرته.




يا ربّ إنّي أحبّ العفو لأنك تحبّ العفو، فإن كان في قضائك النافذ وقدرتك الماضية أن ينيب أو يتوب، أو يرجع عن ظلمي أو يكفّ مكروهه عنّي، وينتقل عن عظيم ما ظلمني به، فأوقع ذلك في قلبه السّاعة الساعة وتب عليه واعفُ عنه يا كريم.




يا ربّ إنّ الظالم جمع كل قوّته وطغيانه، وأنا عبدك جمعت له ما استطعت من الدّعاء، يا ربّ فاستجب لدعوة عُبيدك المظلوم وانصرني فإنّك يا كريم قلت لدعوة المظلوم بعزّتي وجلالي لأنصرنّك ولو بعد حين.




اللهم عليك بالظالمين فإنهم لا يعجزونك، حسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم يا مجيب الدعاء، أسألك بعزّتك وبقوتك، أن ترينا في الظالمين عجائب قدرتك.




اللهم أهلك الظالمين، ودمّرهم، واجعلهم عبرة للمعتبرين.




اللهم اجعل لعبدك المظلوم حظًا وفيرًا في الآخرة تعويضًا عمّا قابله في دُنياه، اللهم كن عونًا لي من شرور من ظلمني، اللهم أرني عدلك فيمن أخذ حقي وجار عليّ بسلطانه وجبروته، اللهم أذقه الذل والهوان كما فعل بي، و احفظني بحفظك يا كريم يا جبّار.




أحاديث نبوية شريفة عن الظلم

  • قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (الظُّلْمُ ثلاثةٌ، فظُلْمٌ لا يَتْرُكُهُ اللهُ، وظُلْمٌ يُغْفَرُ، وظُلْمٌ لا يُغْفَرُ. فأمَّا الظُّلْمُ الَّذي لا يُغْفَرُ، فالشِّركُ لا يَغفِرُهُ اللهُ. وأمَّا الظُّلْمُ الَّذي يُغفَرُ، فظُلْمُ العبدِ فيما بيْنهُ و بيْن ربِّهِ. وأمَّا الظُّلْمُ الَّذى لا يُتْرَكُ، فظُلْمُ العِبادِ، فيَقتَصُّ اللهُ لبَعضِهِم مِن بعضٍ).[٦]
  • عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فِيما رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أنَّهُ قالَ: (يا عِبَادِي إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ، إلَّا مَن أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ، إلَّا مَن كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يا عِبَادِي إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ باللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، يا عِبَادِي إنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي، فَتَنْفَعُونِي، يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا علَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنكُمْ، ما زَادَ ذلكَ في مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا علَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، ما نَقَصَ ذلكَ مِن مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فأعْطَيْتُ كُلَّ إنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، ما نَقَصَ ذلكَ ممَّا عِندِي إلَّا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذَا أُدْخِلَ البَحْرَ، يا عِبَادِي إنَّما هي أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إيَّاهَا، فمَن وَجَدَ خَيْرًا، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَمَن وَجَدَ غيرَ ذلكَ، فلا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ.وفي روايةٍ: إنِّي حَرَّمْتُ علَى نَفْسِي الظُّلْمَ وعلَى عِبَادِي، فلا تَظَالَمُوا.[٧]
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتَّقوا الظُّلمَ، فإنَّ الظُّلمَ ظلماتٌ يومَ القيامةِ، واتَّقوا الشُّحَّ فإنَّ الشُّحَّ أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءَهم واستحلُّوا محارمَهم).[٨]
  •   قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (انْصُرْ أخاكَ ظالِمًا أوْ مَظْلُومًا فقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللَّهِ، أنْصُرُهُ إذا كانَ مَظْلُومًا، أفَرَأَيْتَ إذا كانَ ظالِمًا كيفَ أنْصُرُهُ؟ قالَ: تَحْجُزُهُ، أوْ تَمْنَعُهُ، مِنَ الظُّلْمِ فإنَّ ذلكَ نَصْرُهُ).[٩]
  • قال الرسول صلى الله عليه وسلّم: اتَّقوا دعوةَ المظلومِ، و إن كان كافرًا، فإنه ليس دونها حجابٌ.[١٠]


المراجع

  1. سورة النساء، آية:148
  2. سورة الشورى، آية:41
  3. سورة الشورى، آية:40
  4. "نظرات في الدعاء على الظالم"، إسلام ويب، 18/2/2009، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2021.
  5. عبدالرحمن بن ناصر البراك (1/12/2006)، "الدعاء على الظالم"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2021.
  6. رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1927، حسن.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:2577، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله ، الصفحة أو الرقم:2578، صحيح.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6952، صحيح.
  10. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:149، صحيح.