الدّعاء بحُسن الخاتمة
إنّ أسباب حسن الخاتمةِ كثيرةٌ، ومن أهمّها الدّعاء، ولكنّ الدّعاء وحده لا يكفي، فعلى المسلم أن يأخذ بجميع أسباب حسن الخاتمة، ومنها: الاستقامة، وهي الامتثال لأوامر الله، والوقوف عند حدوده وعدم انتهاكها، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}،[١] وكذلك الإيمان، وهو ما وَقَرَ في القلب وصَدّقَهُ العمل والجوارح، قال تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}،[٢] والتقوى، فلا شكّ أنَّ حسن الخاتمة هو نتاج التقوى التي التزمها المسلم في حياته، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}،[٣] والتّوبة، فإن مات بعد توبة نصوحٍ فذلك دليل على حسن الخاتمة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}.[٤][٥]
الدّعاء بحسن الخاتمة من القرآن والسّنة
{رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ}.[سورة ال عمران، آية:193]
{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ}.[سورة الأعراف، آية:126]
{رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}.[سورة الشعراء، آية:83]
(اللهمَّ أَصلِحْ لي دِيني الذي هو عصمةُ أمري، وأَصلِحْ لي دنياي التي فيها معاشي، وأَصلِحْ لي آخرَتي التي فيها مَعادي، واجعلِ الحياةَ زيادةً لي في كل خيرٍ، واجعلِ الموتَ راحةً لي من كلِّ شرٍّ).[رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1508، صحيح.]
(اللهمَّ أنت خلقْتَ نفسي، و أنت توفَّاها، لك مماتها ومحياها، وإن أحيَيْتَها فاحفَظْها، وإن أمَتَّها فاغفِرْ لها، اللهم إني أسألُك العافيةَ).[رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1270، صحيح.]
(اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ التَّردِّي والْهَدمِ والغَرَقِ والحَريقِ، وأعوذُ بِكَ أن يتخبَّطَني الشَّيطانُ عندَ الموتِ، وأعوذُ بِكَ أن أموتَ في سبيلِكَ مُدبرًا، وأعوذُ بِكَ أن أموتَ لديغًا).[رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن كعب بن عمرو، الصفحة أو الرقم:5546، صحيح.]
(اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِك من عذابِ القبرِ وأعوذُ بِك من عذابِ النَّارِ وأعوذُ بِك من فتنةِ المحيا والمماتِ وأعوذُ بِك من فتنةِ المسيحِ الدَّجَّالِ).[رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2059، صحيح.]
(اللهمَّ بعلْمِك الغيبِ ، وقدْرتِك على الخلقِ أحْيِني ما علمتَ الحياةَ خيرًا لي، وتوفَّني إذا علِمْتَ الوفاةَ خيرًا لي، اللهمَّ وأسألُك خشيتَك في الغيبِ والشهادةِ، وأسألُك كلمةَ الإخلاصِ في الرضا والغضبِ، وأسألُك القصدَ في الفقرِ والغنى، وأسألُك نعيمًا لا ينفدُ وأسألُك قرةَ عينٍ لا تنقطعُ، وأسألُك الرضا بالقضاءِ، وأسألُك بَرْدَ العيْشِ بعدَ الموتِ، وأسألُك لذَّةَ النظرِ إلى وجهِك، والشوقَ إلى لقائِك ، في غيرِ ضرَّاءَ مضرةٍ، ولا فتنةٍ مضلَّةٍ، اللهمَّ زيِّنا بزينةِ الإيمانِ، واجعلْنا هداةً مُهتدينَ).[رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عمار بن ياسر، الصفحة أو الرقم:1301، صحيح.]
(لبَّيكَ اللَّهمَّ لبَّيكَ لبَّيكَ وسعدَيكَ والخيرُ بينَ يدَيكَ ومنكَ وإليكَ اللَّهمَّ ما قلتُ مِن قولٍ أو حلفتُ مِن حلِفٍ أو نذرتُ مِن نذرٍ فمشيئتُكَ بينَ يدَيهِ ما شئتَ كان وما لَم تشأْ لَم يكنْ ولا حولَ ولا قوةَ إلَّا بكَ إنَّكَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ اللَّهمَّ ما صلَّيتُ مِن صلاةٍ فعلَى مَن صلَّيتَ وما لعنتُ مِن لعنٍ فعلَى مَن لعنتَ إنَّكَ وليِّي في الدُّنيا والآخرةِ توفَني مُسلمًا وألحِقْني بالصالحينَ اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الرِّضا بعدَ القضاءِ وبردَ العَيشِ بعدَ الموتِ ولذَّةَ النَّظرِ إلى وجهِكَ وشَوقًا إلى لقائِكَ في غيرِ ضراءَ مُضرَّةٍ ولا فتنةٍ مُضلَّةٍ وأعوذُ بكَ اللَّهمَّ أن أظلمَ أو أُظلَمَ أو أعتَدي أو يُعتدَى عليَّ أو أكسِبُ خطيئةً أو ذنبًا لا تغفرُهُ اللَّهمَّ فاطرَ السَّمَواتِ والأرضِ عالمَ الغَيبِ والشَّهادةِ ذا الجلالِ والإكرامِ فإنِّي أعهدُ إليكَ في هذهِ الحياةِ الدُّنيا وأُشهدُكَ وكفَى باللهِ شهيدًا أنِّي أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا أنتَ وحدَكَ لا شريكَ لكَ لكَ المُلكُ ولكَ الحمدُ وأنتَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُكَ ورسولُكَ وأشهدُ أنَّ وعدَكَ حقٌّ ولقاءَكَ حقٌّ والجنَّةَ حقٌّ والسَّاعةَ آتيةٌ لا ريبَ فيها وأنَّكَ تبعثُ مَن في القبورِ وأنَّكَ إن تكلُني إلى نفسي تكلُني إلى ضعيفٍ وعَورةٍ وذنبٍ وخطيئةٍ وإنِّي لا أثقُ إلَّا برحمتِكَ فاغفرْ لي ذنوبي كلَّها إنَّهُ لا يغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ وتُبْ عليَّ إنَّكَ أنتَ التَّوابُ الرَّحيمُ).[رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم:314، حديث إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.]
(وجَّهتُ وَجهيَ للذي فَطَرَ السَّمواتِ والأرضَ حنيفًا مُسلِمًا، وما أنا منَ المُشرِكينَ، إنَّ صَلاتي ونُسُكي ومَحيايَ ومَماتي للهِ ربِّ العالَمينَ، لا شَريكَ له، وبذلك أُمِرتُ وأنا أوَّلُ المُسلِمينَ).[رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج مشكل الآثار، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:1558، إسناده صحيح على شرط مسلم.]
(اللَّهُمَّ اغفِرْ لحَيِّنا ومَيِّتِنا، وصَغيرِنا وكَبيرِنا، وذَكَرِنا وأُنْثانا، وشاهِدِنا وغائِبِنا، اللَّهُمَّ مَن أحْيَيْتَه منَّا فأَحْيِه على الإسْلامِ، ومَن تَوَفَّيْتَه منَّا فتَوَفَّه على الإيمانِ).[رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج زاد المعاد، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:487، صحيح.]
أدعية متنوعة بحسن الخاتمة
"اللَّهمَّ اجعَل خيرَ عمُري آخرَهُ، وخيرَ عملي خواتمَهُ، وخيرَ أيَّامي يومَ ألقاكَ".
"اللّهم ارحمنا إذا عَرِقَ منّا الجبين، وكثُر الأنين، وأيِس منّا الطّبيب، وبكى علينا الحبيب".
"اللّهم اختم بالصالحات أعمالنا وبالسعادة آجلنا".
"اللّهم اجعل خير أيامنا يوم لقائك، وخير أعمالنا خواتيمها، ورُدَّنا إليك ردّاً جميلاً".
"اللّهم أعِنّا على الموت وكُربته، وعلى القبر وغُمّته، وعلى الميزان وخِفّته، وعلى الصراط وزلّته، ويوم القيامة وروعته".
"اللّهم سكِّن رُعبنا، وآمِن خوفنا، وهوِّن علينا السّكرات، وذكِّرنا النّطق بلا إله إلا الله إذا يبِس اللسان، وبردَت القدمان، وارتخت اليدان، وشخصت العينان، وارحم ضعفنا في القبر ويوم القيامة".
"اللّهم ثبّتنا بالقول الثّابت في الحياة الدّنيا وفي الآخرة، واجعلنا من الآمِنين، اللّهم هوِّن علينا سكرات الموت، وتوفّنا وأنت راضٍ عنّا، اللّهم أحينا مسلمين، وتوفنا مسلمين، غير خزايا ولا مفتونين".
"اللّهم إنا نسألك توبةً قبل الموت، وراحةً عند الموت، وعفواً عند الحِساب، وفوزاً بالجنّة، ونجاةً من النّار".
"اللّهم اعمر قلوبنا بالإيمان واختم لنا بخاتمة الإحسان".