إنّ الذريّة من الأبناء ذكورٍ وإناثٍ من نعم الله -تعالى- وأرزاقه التي يكرم بها الله -تعالى- الإنسان في حياته الدنيا، ومن أشدّ وأصعب ما يمرّ به الإنسان فقده للولد، وقد جعل الله -تعالى- في الدعاء طمأنينةً للنفس، وتسكينًا لألمها، وتخفيفًا لمصابها، ومن ذلك دعاء الإنسان لابنه المتوفّى، وفيما يأتي ذكرٌ لجملةٍ من الأدعية المأثورة وغير المأثورةٍ في الدعاء للابن المتوفّى.
دعاء لابني المتوفّى من المأثور
يستحبّ الدعاء للابن المتوفّى بما أُثر عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه دعا للأموات به، ومن هذه الأدعية ما يأتي:
(اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عنْه وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ).[رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عوف بن مالك الأشجعي، الصفحة أو الرقم:963، حديث صحيح.]
(اللَّهُمَّ اغفِر لحيِّنا وميِّتِنا وصغيرِنا وَكبيرِنا وذَكَرِنا وأنثانا وشاهدِنا وغائبِنا اللَّهُمَّ مَن أحييتَه منَّا فأحيِهِ علَى الإيمانِ ومَن تَوفَّيتَه مِنَّا فتوفَّهُ على الإسلامِ اللَّهُمَّ لا تحرِمنا أجرَه ولا تُضِلَّنا بعدَه).[رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3201، صححه الألباني.]
(اللَّهمَّ إنَّ فلانَ بنَ فلانٍ في ذِمَّتِك وحبلِ جِوارِك فَقِهِ من فتنةِ القبرِ وعذابِ النَّارِ وأنتَ أهلُ الوفاءِ والحقِّ فاغفر لَه وارحمهُ إنَّكَ أنتَ الغفورُ الرَّحيمُ).[رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن واثلة بن الأسقع الليثي، الصفحة أو الرقم:3202، صححه الألباني.]
(اللَّهُمَّ إنَّ فُلانَ بنَ فُلانةٍ في ذِمَّتِك وحَبلِ جِوارِك، فَقِهِ فِتنةَ القَبرِ وعَذابَ النَّارِ، وأنت أهلُ الوفاءِ، والحَمدُ لله، اللَّهُمَّ فاغفِرْ له وارحَمْه؛ إنَّك أنت الغفورُ الرَّحيمُ).[رواه ابن حجر العسقلاني، في الفتوحات الربانية، عن واثلة بن الأسقع الليثي، الصفحة أو الرقم:176، حديث حسن.]
دعاء لابني المتوفّى طفلًا
فيما يأتي ذكرٌ لأدعيةٍ أوردها بعض العلماء في الدعاء للابن المتوفّى وهو طفلٌ صغيرٌ:[١]
"اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ فَرَطاً وَذُخْراً لِوَالِدَيْهِ، وَشَفِيعاً مُجَاباً، اللَّهُمَّ ثَقِّلْ بِهِ مَوَازِينَهُمَا، وَأَعْظِمْ بِهِ أُجورَهُمَا، وَأَلْحِقْهُ بِصَالِحِ الْمُؤْمِنِينَ، وَاجْعَلْهُ فِي كَفَالَةِ إِبْرَاهِيمَ، وَقِهِ بِرَحْمَتِكَ عَذَابَ الْجَحِيمِ، وَأَبْدِلْهُ دَاراً خَيْراً مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلاً خَيْراً مِنْ أَهْلِهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَسْلاَفِنَا، وَأَفْرَاطِنَا، وَمَنْ سَبَقَنَا بِالْإِيمَانِ".
"اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لَنَا فَرَطاً، وَسَلَفاً، وَأَجْراً".
"اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ".
أدعية عامَّةٌ لابني المتوفّى
من الأدعية العامّة غير المأثورة التي يمكن الدعاء للابن المتوفّى بها، ما يأتي:
"اللهمّ أدخل ابني الجنّة من غير مناقشة حساب، ولا سابقة عذاب".
"اللهمّ إنّه ابني فلذة كبدي وقطعةٌ مني؛ فاجعله من أهل اليمين، واجمعني به في جنّاتك جنات النعيم".
"اللهمّ أنزل ابني منازل الصدّيقين، والشّهداء، والصّالحين، وحسُن أولئك رفيقًا".
"اللهمّ افسح لابني في قبره مدّ بصره، وافرش قبره من فراش الجنّة".
"اللهمّ إنّا نتوسّل بك إليك، ونقسم بك عليك أن ترحم ابني ولا تعذّبه، وأن تثبّته عند السّؤال يا كريم يا رحيم".
"اللهمّ أكرم ابني برحمتك ورضاك، وقهِ فتنة القبر وعذابه، وآته برحمتك الأمن من عذابك حتّى تبعثه إلى جنّتك يا أرحم الرّاحمين".
"اللهمّ انقل ابني من مواطن الدّود، وضيق اللّحود، إلى جنّات الخلود".
"اللهمّ احمِ ابني تحت الأرض، واستره يوم العرض، ولا تخزه يوم يبعثون؛ (يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلّا من أتى الله بقلبٍ سليم)".
"اللهمّ إنّ ابني عبدك وابن عبدك، خرج من الدّنيا، وسعتها، ومحبوبها، وأحبّائه فيها، إلى ظلمة القبر، وما هو لاقيه".
"اللهمّ كما قرّت عيني بابني في الدنيا؛ فأقر عيني برؤية ابني في الآخرة وهو في الجنّة مطمئنٌ آمنٌ يا ربّ العالمين".
"اللهمّ إنّ ابني قد أصبح اليوم ضيفك؛ وعهدك أنّك جوادٌ كريمٌ فأكرمه".
"اللهمّ ارفع درجات ابني في عليين، واجعل الفردوس الأعلى مستقرّه يا ربّ العالمين".
"اللهمّ اكرم ابني بشربةٍ من يدك الشريفة لا يظمأ بعدها أبدًا".
"اللهمّ إنّك وهبتني ابني بحكمتك وقدرتك، وأخذته مني بحكمتك وقدرتك؛ فارزقني الصبر والأجر، وأكرمني باجتماعٍ معه في جنّاتك جنّات النعيم".
"اللهمّ اغفر لأرواحٍ تراها ولا نراها، ضمّها تراب القبر فاشتقنا لها وهي عندك يارب، اللهم ارحمهم بواسع رحمتك، و اجعل مسكنهم الجنة، اللهم اجعل ابني من شباب الجنه، وأسعده بنعيم الجنة، اللهم اجعله من المستبشرين المكرمين عندك يارب العالمين".
"اللهمّ إني احتسبت ابني عندك يا كريم، وأُشهدك أنّي راضيةٌ عنه تمام وكمال ومنتهى الرضا، فاللهمّ أنزل رضوانك عليه وبشره بالقبول وأغفر له وأرحمه وهب له ماوهبته لأوليائك وخاصتك وارزقه بهجة لا تزول وأجعل قبره مد بصره وأفتح له بابا إلى الجنة لا يسد، واجعل مطعمه ومشربه ومسكنه من الجنة يارب، ربي اغفر له ولسائر المسلمين الأحياء منهم والأموات يا ربّ العالمين".
"اللهم ارحم من كسر قلوبنا برحيله، يا الله ارحم ابني واغفر له، وآنس وحشته، ونوّر قبره، و اغفر ذنوبه، اللهم ابنِ له بيوتًا في جنتك، واجعل قبره روضةً من رياض الجنّة لا حفرةً من حفر النار، اللهم أسكنه فسيح جناتك، واجمعنا فيها يارب العالمين".
المراجع
- ↑ سعيد بن وهب القحطاني، حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة، صفحة 100-101. بتصرّف.